استدعى جنوب السودان سفيره لدى الولايات المتحدة، احتجاجاً على فرض عقوبات على اثنين من كبار المسؤولين في البلاد، اتهمتهما واشنطن مؤخراً بعرقلة جهود السلام. ونقل موقع «سودان تربيون» الإخباري عن دبلوماسي كبير قوله، إن وزيرة الخارجية استدعت السفير فيليب جادا ناتانا إلى جوبا لإجراء مشاورات، «ولتوصيل صوت احتجاج على العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على وزيرينا». وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على وزير شؤون مجلس الوزراء، مارتن إليا لومورو، ووزير الدفاع، كول مانيانق جوك، يوم الاثنين الماضي، بعد اتهامات طالتهما بأنهما يقفان وراء تغذية الصراع المستمر منذ خمس سنوات، وأنهما يعيقان وضع نهاية للنزاع. وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، في بيان بعد الإعلان مباشرة: «إن الولايات المتحدة على استعداد لفرض تدابير أخرى ضد أي شخص يسعى لتوسيع رقعة الصراع وإعاقة جهود السلام في جنوب السودان». وبحسب الدبلوماسي البارز فإن جوبا ترى في سلوك إدارة ترامب عدم احترام لقادة جنوب السودان، وإن العقوبات إهانة لكرامة شعب جنوب السودان. وقبل العقوبات الأخيرة على الوزيرين، كانت جوبا محبطة من قرار واشنطن بمراجعة علاقاتها مع جنوب السودان. وفي 25 نوفمبر، استدعت وزارة الخارجية الأمريكية السفيرة توماس هوشك إلى واشنطن لإجراء مشاورات، قائلة إن الإجراء «جزء من مراجعات لإعادة تقييم العلاقة مع حكومة جنوب السودان». وطرأت المقاربة الأمريكية الجديدة للتعاطي مع جوبا في أعقاب فشل الرئيس سلفا كير وشريكه الرئيسي في العملية السلمية، رياك مشار، في تشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية، وعدم توصلهما لحلول نهائية بشأن قضايا الترتيبات الأمنية وحدود الولايات في جنوب السودان وعددها. من جانب آخر، قال برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، إنه بحاجة ماسة إلى 270 مليون دولار، على الأقل، لتفادي حدوث مجاعة في جنوب السودان. وطبقاً لديفيد بيزلي، المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي، الذي تحدث في مؤتمر صحفي في جوبا عاصمة جنوب السودان، فإن وضع الأمن الغذائي في الدولة الوليدة تفاقم بسبب الفيضانات. وأضاف: «أنا قلق للغاية، فالجفاف يضرب البلاد، والفيضانات كذلك، والحرب الأهلية هنا وكذلك الأزمة الاقتصادية، كل هذه الأسباب تمثل حاضنة مثالية للمجاعة، وتحدونا لنقرع أجراس الخطر». وقال إن برنامج الأغذية العالمي لا يزال بحاجة إلى 270 مليون دولار، كمبالغ عاجلة لتجنب المجاعة، وتغطية العجز في ميزانية كلية تبلغ 697 مليون دولار، ستخصص لنقل الطعام إلى مليون شخص، تضرروا من الفيضانات الأخيرة التي ضربت معظم أنحاء البلاد منذ يوليو. وبحسب بيزلي: «يواجه جنوب السودان خطر المجاعة مرة أخرى إذا لم يتم تأمين الأموال خلال الأيام القليلة المقبلة، قبل أن يحل موسم الجفاف المقبل». وأضاف: «نناشد المانحين الآن. لا يمكننا أن ندير ظهرنا للعائلات والأطفال الأبرياء هناك»، مشدداً على أن «الفشل في جمع الأموال التي نحتاج إليها لتلافي الأزمة يعني بلا مواربة خسائر في الأرواح». ويواجه 5.5 مليون شخص خطر المجاعة في عام 2020، ما لم يتم تأمين الأموال خلال الأيام القليلة المقبلة (وكالات)
مشاركة :