رواية ألف شمس ساطعة، هي رواية للكاتب الأفغاني خالد حسيني، صدرت في العام 2007م، وعنوان الكتاب يشير إلى عبارة من قصيدة (كابول)، والتي ألفها الشاعر الفارسي صائب التبريزي في القرن السابع عشر الميلادي، ومن جبال أفغانستان وطرقها الوعرة، بكل ما فيها من قتل وتشريد وقهر وظلم، يلقي الحسيني الضوء على العديد من الأحداث واللقطات في التاريخ الأفغاني، ابتداءً بانتهاء الحكم الملكي في سبعينات القرن الماضي إلى الاحتلال الروسي ثم حكم طالبان والحرب الأميركية على أفغانستان، بالإضافة إلى كل أنواع قهر المرأة عموما، والأفغانية على الخصوص في ظل وجود طالبان على وجه التحديد. لا يركز الحسيني على الجانب السياسي أو العسكري من الحروب، بل يكتب بنفس إنساني خالص ويناقش ما أفرزته الحرب في النفس الإنسانية، لا الحرب بحد ذاتها، فمريم ذات الـ15 عاماً والتي ولدت نتيجة علاقة غير شرعية بين جليل الرجل الثري وخادمته، ولان مريم ابنته غير الشرعية يقرر جليل توفير منزل لابنته ووالدتها في منطقة مهجورة غرب أفغانستان. وهناك تكبر مريم بعيدًا عن العالم المتحضر، وخلال هذه الفترة يزور الملا فيض الله مريم بانتظام لتعليمها القرآن الكريم باللغة الفارسية. وفي يوم من الأيام، وحينما تقرر مريم زيارة والدها تنتحر والدتها شنقًا خشية من عدم عودة ابنتها لها، فتنتقل مريم إلى منزل والدها جليل. وبمكيدة من زوجات جليل الثلاث يتم تزويج مريم من رجل بشتوني يدعى رشيد، وهو يعيش ويعمل في العاصمة كابول. وخلال هذه الفترة تدخل بطلة أخرى في الأحداث وهي ليلى ذات الـ14 عاما والتي يُقتل والديها بصاروخ استهدف منزلهم في كابول. ليستغل رشيد الحدث ويتخذ من ليلى زوجته الثانية. لتصبح مريم وليلى ضرتان تكره إحداهما الأخرى في البداية، لكن قسوة رشيد والزمن والحرب حولت مريم لأم وجدة حنونة، وليلى أصبحت بمثابة ابنة لها ملأت وأولادها الدنيا من حولها، فأصبحوا نور حياتها والأمل الذي تعيش من أجله. وحينما تحاول كِلا الزوجتين مريم وليلى الهرب من منزل رشيد يخونهن رجل أفغاني في محطة الباصات عن طريق استيلائه على أموال ليلى، وهذا ما يجعل رشيد أكثر إهانة وكرها لزوجتيه. وبعد سنوات قليلة تقتل مريم رشيد لإنفاذ ليلى من محاولة قتلها. لتعدمها طالبان، أما ليلى فتهرب إلى باكستان. رواية مجهدة ومرهقة نفسيا وعاطفيا، تنبض حروفها وتصرخ كلماتها بالحقيقة المرة التي لطالما أنكرتها الآذان الصماء، يصور فيها الكاتب معاناة النساء، وكيف سلبت حقوقهن وحياتهن من قبل أزواجهن وأهاليهن، أو حتى من خلال الحرب، مخاض عسير مؤلم على أمل ولادة ألف شمس مشرقة. خالد المخضب
مشاركة :