مقالة خاصة: مدرسة فلسطينية تنتج الفطر للتغلب على النقص المادي

  • 12/21/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

رام الله 20 ديسمبر 2019 (شينخوا) تلتف 25 طالبة في مدرسة فلسطينية في الضفة الغربية حول معلمتهن بينما تقطف ثمار الفطر المحاري الذي نضج للتو في إحدى غرف المدرسة. وتساعد الطالبات من الصفوف الخامس حتى العاشر في مدرسة (قراوة بني حسان) في سلفيت معلمتهن سهام الخطيب في وزن ثمار الفطر والاعتناء بها. وتعمل الطالبات داخل غرفة تم تخصيصها لمشروع زراعة ثمار الفطر ومن ثم تسويقها بعد أن تم تجهيزها بتنظيم الإضاءة ووسائل فحص النبات ورعايته. وتقول الخطيب مسؤولة قسم النشاطات في المدرسة التي تضم 496 طالبة ثانوية لوكالة ((شينخوا))، إنها تحمست منذ وقت طويل لفكرة مشروع زراعة الفطر لتنفيذها بالمدرسة، وهو ما تحقق أخيرا بعد توفر الاحتياجات لذلك". وتتوقع الخطيب أن تنتج من ثلاث كيلو جرامات من بذور الفطر زرعتها في غرفة مدرسية توفرت للمشروع نحو ثمانية كيلوجرامات من الثمار من كل كيلو بذور بما يعادل نحو 108 شيكلات. وتقول "توفرت جميع المواد هذا العام والامكانيات لتدشين هذا المشروع، وهو لا يحتاج لكثير من الجهد ، إضافة إلى أنه غذاء صحي ويرغب جميع المواطنين في تناوله وسعره في متناول الجميع". ولمعت الفكرة لدى الخطيب من تجارب لزراعة الفطر في بلدتها وقررت نقلها إلى المدرسة ضمن الأنشطة الطلابية التي تساهم في تعزيز التعاون والإنتاجية لدى الطالبات. و"الفطر المحاري" أو كما يطلق عليه علميا Oyster Mushroom، تعد كميات إنتاجه نادرة في السوق الفلسطيني، ويتميز بأنه منخفض السعرات ومزروع بصفر كيماويات. وتقول الخطيب إنها لاحظت أن معظم المدارس بحاجة لمزيد من الإمكانيات المادية، ومن هنا خطرت فكرة المشروع ليعين المدرسة على أن تكون منتجة وتوفر دخلا ماديا. وتضيف "بالنسبة للإنتاج أنا بدأت مبادرة بكميه ليست كبيرة كتجربة قابلة للفشل أو النجاح والحمد لله مبادرتي نجحت". ويتم الاعتماد في زراعة الفطر على بعض الأكياس ونظام إضاءة خاص، إضافة إلى نجارة الخشب لتوفير بيئة رطبة لنمو الفطر. وعادة يقسم الإنتاج إلى عدة دورات إنتاجية مدة كل دورة ثلاثة أشهر لأن مدة الدورة هي ثلاث شهور، غير أن المشروع يواجه صعوبة في توفير بعض الطلبات من المجتمع المحلي والمحال التجارية لتوفير طلباتها خاصة أن الدورة الأولى مستمرة ولكن إنتاجها حسب الخبرة يكون أقل من الدورة الثانية. وتوضح الخطيب أن الفكرة تدعم توجه الاقتصاد المعرفي والتعلم من خلال التجربة، وفيه تقوية وتعزيز لدور الطالبات في الإنتاج ومساهمتهن في تقديم المساعدة وكذلك حلول بعض الإشكاليات من خلال حلقة تشاركية بين المدرسة والطالبات. وتشعر الطالبة جنات عاصي أن انخراطها في المشروع عزز لديها المسؤولية بالمدرسة كمؤسسة تخص كل فرد في البلدة، كما خلق لديها وزميلاتها روح المشاركة والتطوع في دعم مؤسسات البلدة. وتقول عاصي لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنها تعلمت التعاون مع متطوعين في المساهمة بتحسين بيئتها المدرسية، إضافة إلى تعلمها لمشروع قد يعود بالنفع علينا مستقبلا في حياتنا العملية والإنتاجية بدل الاتكالية أو الاستهلاك. وتشجع التربية والتعليم الفلسطينية أنماطا جديدة من التعلم في مدارسها مستخدمة برامج غير منهجية تقوي وتنمي بعض المواهب لدى الطلبة. وتقول مديرة المدرسة أسماء فتحي وكالة أنباء ((شينخوا))، إن المبادرة هي تجسيد لدعم وزارة التربية والتعليم في خلق مبادرات إنتاجية لدى الطلبة من خلال الأنشطة اللامنهجية في المدارس. وتضيف فتحي " نحن نطمح لتنمية المواهب لدى الطالبات واكسابهم مهارات حياتية تعطيهم دفعة في الخوض بسوق العمل والإنتاج حتى وهم أثناء الدراسة". وتطمح المدرسة حسب مديرتها إلى دعم الطالبات في الحصول على مهنة إنتاجية بإمكانيات متوفرة في أغلب المنازل للحصول على مردود قد يساهم في توفير بعض المادة وإكسابهن مهنة مستقبلية. وتتبع وزارة التربية والتعليم الفلسطينية خطة لتشجيع المدارس الخضراء وهناك مشاريع مختلفة بهذا الإطار لعمل وحدات زراعية في المدارس. ويقول المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم صادق الخضور لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن مشروع الفطر جزء من توجهات الوزارة بتشجيع الأفكار لدى الطلبة والتعلم بالعمل وكان لدينا تجارب مختلفة بذات النهج. ويشير الخضور إلى أن المدارس نفذت مشروع زراعة الفطر على الأسطح وكل هذه المحاولات تعزز التعلم بالعمل وتصميم مشاريع وإدارة المواقف وهو جزء من اهتمامات الوزارة. ويضيف "لدينا توجه لتشجيع المدارس الخضراء والتوسع في زراعة المدارس بأن يكون هناك وحدات زراعية في عرابة في جنين وبورين جنوب نابلس". ويتابع الخضور أن المشروع يتقاطع من أفكار أخرى مثل الشركة الطلابية لتكون الأفكار موجودة ويكون هناك عائد ليس عائد مادي فقط بل عائد معرفي ومرتبط بالخبرة والإدارة. وتعتمد المدارس في الضفة الغربية على مؤسسات المجتمع المدني كالبلديات والمجالس القروية في توفير بعض احتياجاتها أو المساعدة في أعمال المدرسة. ويقول تامر ريان رئيس بلدية قراوة بني حسان التي يعيش فيها نحو 5700 نسمة إن المجلس البلدي يدعم طاقم المدرسة من أجل تقديم المساعدة في بعض الأعمال وتوفير الاحتياجات اللازمة لدعم أية مشاريع للطالبات. ويشير ريان إلى أن المجلس البلدي يوفر معدات أو العمال للمساعدة في تنفيذ بعض النشاطات المدرسية. ويأمل أن توفر هذه المشاريع مردودا ماديا على المدرسة والتخفيف من الأعباء المادية عليها، إضافة إلى خلق روح العمل التطوعي لدى الطالبات وتنمية قدراتهن لتحسين دخلهن في المستقبل من خلال اكتساب الخبرات اللازمة.

مشاركة :