دعا قادة وخبراء في أوروبا المواطنين إلى تحمل المسؤولية وتقديم التضحيات من أجل المساعدة في احتواء الزيادة القياسية في حالات الإصابة بفيروس كورونا الجديد في العديد من الدول الأوروبية. ومع استمرار انتشار فيروس كورونا الجديد في جميع أنحاء العالم، تستمر الكلفة البشرية في الارتفاع. فعلى الصعيد العالمي، تجاوز عدد حالات الإصابة المؤكدة بالوباء 40 مليونا، مع وفاة أكثر من 1.1 مليون شخص بسببه، وفقا لما ذكرت أرقام منظمة الصحة العالمية يوم الثلاثاء. -- الحكومات لا تستطيع إيقافه بمفردها وقال رئيس الوزراء الأيرلندي مايكل مارتن في خطاب متلفز مساء الاثنين، أعلن فيه انتقال بلاده إلى أعلى مستوى (الخامس) ردا على عودة انتشار فيروس كورونا الجديد، "لقد قدمت الأسر والأفراد والعاملين في الخطوط الأمامية الكثير من التضحيات". وأضاف "كما قلت من قبل، لا يمكن لحكومة أن توقفه بمفردها. لا توجد قوانين أو سلطات يمكن أن تغير من طبيعة هذا الفيروس". وقال مارتن إن "الكثير من الناس فعلوا كل ما طُلب منهم. لكن البعض لم يفعل. وبصفتي رئيس الوزراء، أطلب من الجميع مرة أخرى أن يأخذوا هذا التهديد على محمل الجد". والمستوى الخامس هو أعلى مستوى في إطار خطة الحكومة الأيرلندية المتوسطة المدى لكوفيد-19 والتي أعلنت في منتصف سبتمبر. وتابع مارتن قائلا "إذا تعاونا بقوة خلال الأسابيع الستة المقبلة، فستتاح لنا الفرصة للاحتفال بأعياد الميلاد بطريقة ذات مغزى". وقال إن إجراءات المستوى الخامس ستستمر لمدة ستة أسابيع ابتداء من منتصف ليل الأربعاء، واصفا هذه الإجراءات بأنها "ربما تكون أكثر الأنظمة الأوروبية صرامة". وجاء قرار أيرلندا بعد أسبوع من إعلان رئيس الوزراء الهولندي مارك روته عودة بلاده إلى "الإغلاق الجزئي" ابتداء من 14 أكتوبر. وقال روته يوم الثلاثاء الماضي في مؤتمر صحفي في لاهاي بُث مباشرة على الهواء: "الحقائق لا تكذب. كن واقعيا، وتحمل المسؤولية". وأضاف "علينا أن نكون أكثر صرامة مع أنفسنا وسلوكنا. من أجل السيطرة على الفيروس، يجب تقليل عدد لحظات الاتصال بشكل كبير. لهذا السبب وصلنا إلى هذا الإغلاق الجزئي". وكانت هناك تقارير إعلامية تتحدث عن فشل المواطنين الأوروبيين في الالتزام بالإجراءات التي اتخذتها الحكومات لمكافحة الفيروس، مثل الحفاظ على المسافة والارتداء الإلزامي لأقنعة الوجه. ووفقا لتقرير نشرته صحيفة ((الغارديان)) البريطانية، فإن ما لا يقل عن ثلاثة أرباع الأشخاص الذين يعانون في بريطانيا من كوفيد-19 أو هم على اتصال بشخص ثبتت إصابته بالفيروس قد فشلوا في عزل أنفسهم تماما. وفي 15 أكتوبر، أعرب المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لأوروبا هانز كلوغ عن قلقه من أن تطبيق استراتيجيات تخفيف لفترة طويلة لتدابير الحماية الشخصية أو سياسات السلامة إزاء فيروس كورونا الجديد "يمكن أن يدفع- بحلول يناير 2021 - المعدل اليومي للوفيات إلى مستويات أعلى 4 إلى 5 مرات مما سجلناه في أبريل" بحسب التوقعات التي قدمتها النماذج الوبائية. وقال كلوغ إن الإجراءات البسيطة -- مثل ارتداء الأقنعة بمعدل 95 في المائة من الآن، بدلا من أقل من 60 في المائة اليوم، إلى جانب الرقابة الصارمة على التجمعات الاجتماعية -- قد تنقذ حياة ما يصل إلى 281 ألف شخص بحلول الأول من فبراير عبر الدول الأوروبية الأعضاء في منظمة الصحة العالمية والبالغ عددها 53 دولة. وأضاف كلوغ أن "هذه التوقعات تؤكد فقط ما قلناه دائما: الوباء لن يعكس مساره من تلقاء نفسه". ومنذ بداية تفشي كوفيد-19 في أوائل عام 2020، أصبح ارتداء الأقنعة في الأماكن العامة مقبولا على نطاق واسع في الدول الآسيوية مثل الصين وكوريا الجنوبية واليابان للحد من انتشار المرض. -- استمرار عودة الانتشار في أوروبا كما دعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس يوم الاثنين الأفراد إلى تحمل المسؤولية والانضباط، قائلا "لدينا جميعا دور نلعبه". وقال تيدروس في مؤتمر صحفي افتراضي "التباعد الجسدي، وارتداء الأقنعة، ونظافة اليدين، والسعال بأمان في ذراعك، وتجنب الازدحام ومقابلة الأشخاص في الخارج كلما أمكن وعندما تضطر إلى التواجد في الداخل مع آخرين -- افتح النوافذ وتأكد من أن التهوية جيدة بهواء غير معاد تدويره". وحذر تيدروس من أن جائحة كوفيد-19 دخلت مرحلة "مثيرة للقلق" حيث أن العالم يشهد تسارعا في الحالات، خاصة في أوروبا وأمريكا الشمالية، مع دخول نصف الكرة الشمالي في فصل الشتاء. ووفقا للوحة بيانات منظمة الصحة العالمية، حتى الساعة 3:05 مساء يوم الثلاثاء، أبلغت أوروبا عن 8.16 مليون حالة مؤكدة -- بما في ذلك 938800 حالة إصابة في أسبوع بين 12 أكتوبر و18 أكتوبر، وهو أعلى معدل يسجل بين المناطق الست لمنظمة الصحة العالمية. وسجلت اليونان وألبانيا يوم الثلاثاء رقما قياسيا جديدا من حيث الحالات المؤكدة بلغ 667 و301 على الترتيب. وسجلت العديد من الدول الأوروبية في الأسابيع الأخيرة زيادة في عدد حالات الإصابة الجديدة بكوفيد-19، حيث حطم بعضها أرقامها اليومية المسجلة خلال ذروة الوباء في وقت سابق من هذا العام، بما في ذلك إسبانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا وهولندا وبلجيكا وجمهورية التشيك. وفي مساء الثلاثاء، أبلغت إسبانيا عن 13873 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا الجديد و218 حالة وفاة في غضون 24 ساعة، وبذلك يبلغ إجمالي عدد حالات الإصابة بالفيروس 988322 والوفيات 34210. وتعني الزيادة المستمرة أنه من المرجح أن تصل إسبانيا إلى علامة المليون إصابة بحلول اليوم الأربعاء. وحذر وزير الصحة الإسباني سلفادور إيلا، في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء، بعد الاجتماع الأسبوعي للحكومة، من أن "الأسابيع الصعبة قادمة". وقال إن الحكومة تدرس فرض حظر تجول ليلي في جميع أنحاء إسبانيا في محاولة لتقليل الحالات المتزايدة. وفي فرنسا، تم تسجيل 20468 حالة إصابة جديدة بكوفيد-19 خلال 24 ساعة، في حين ارتفعت الوفيات المرتبطة بالوباء بشكل حاد بمقدار 262 حالة في يوم واحد، حسبما ذكرت السلطات الصحية. ومنذ بداية الوباء، تم تشخيص إصابة 930745 شخصا بكوفيد-19 في فرنسا، ما يضعها في المرتبة الثامنة في العالم الآن. وفي بريطانيا، أظهرت البيانات الرسمية ارتفاع وفيات كوفيد-19 بمقدار 241 حالة ليصل الإجمالي إلى 43967، وهي أعلى حصيلة يومية منذ يونيو. وأظهرت الاختبارات إصابة 21331 شخصا بالفيروس، ليرتفع العدد الإجمالي لحالات الإصابة بالفيروس إلى 762542 في البلاد. وفي يوم الثلاثاء أيضا، أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عن رفع القيود في منطقة مانشستر الكبرى إلى المستوى الثالث، وهو أعلى مستوى تأهب، اعتبارا من يوم الجمعة. وأشار جونسون "أعرف أن هذه القيود صارمة، سواء على الشركات أو الأفراد. صدقوني، لا أحد يريد أن ينفذ مثل هذه الأشياء".
مشاركة :