رحيل المفكر والعلامة الأردني ناصرالدين الأسد

  • 5/22/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

توفي أمس الخميس المفكر الأردني ناصرالدين الأسد في مستشفى عمّان الجراحي في العاصمة الأردنية عمان عن عمرٍ يناهز 93 عاماً وذلك بعد صراع مع المرض.ولد الأسد عام 1922 في مدينة العقبة جنوبي الأردن لأب أردني وأم لبنانية وحصل على درجة الليسانس مع تقدير ممتاز في اللغة العربية والماجستير والدكتوراه في الآداب من القاهرة وهو أول وزير للتعليم العالي في المملكة وأول رئيس للجامعة الأردنية وأحد أهم مؤسسيها وقد تولى إدارة جامعات عدة.اتبع ناصرالدين الأسد الأسلوب العلمي البحثي الدقيق في دراساته وحمل فكراً تنويرياً مازج بين الأصالة والحداثة ولذلك تُعد إصداراته قليلة مقارنة بآخرين من جيله وقد أسس مكتبة كبيرة مفتوحه في منزله جعلها مقصداً للمثقفين فضلاً عن إسهاماته في إطلاق وإثراء ملتقيات أدبية مختلفة. عمل الفقيد سفيراً للأردن في السعودية عام 1977 وترأس العديد من المجامع والمجالس الأردنية بينها المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية ومجلس أمناء جامعة الإسراء ومجلس أمناء جائزة شومان الدولية للقدس وظل يحمل رتبة أستاذ علاّمة في الجامعة الأردنية إلى جانب مشاركاته الأكاديمية في جامعات عربية. نال الراحل جوائز بارزة في مقدمتها جائزة الملك فيصل العالمية للأدب العربي عام 1982 وجائزة سلطان بن علي العويس الثقافية في حقل الدراسات الأدبية والنقد عام 1994 والجائزة التقديرية العليا في الأردن عام 2003 إلى جانب جائزة طه حسين كأول خريج في قسم اللغة العربية في جامعة فؤاد الأول عام 1946. يعد ناصر الدين الأسد من أبرز الدارسين العرب المحدثين الذين أخذوا أنفسهم بالمنهج العلمي في التزام عجيب، وإصرار صارم، ولعل ذلك يفسر قلة إنتاجه نسبيا - إذا ما قورن ببعض أقرانه من الدارسين الذين لم يكن لديهم هذا الالتزام. ومن أبرز ملامح منهجه العلمي الموضوعية، فهو لا يبدأ بمسلمات ولا يحتكم إلى فروض مسبقة في ما يكتب، فهو يبحث الموضوع من جديد وكأنه الباحث الوحيد في هذا المجال، لا يشغل ذهنه بما قيل حوله من آراء، بل يبدأ بالحفر والتنقيب عن الأساس، ينقر عن موضوعه في المصادر الأصلية والثانوية، ويجمع مادته بعناية تامة، ثم إذا استوت لديه المادة المطلوبة، وأحاط بموضوعه من جميع جهاته، أخذ يوازن بين الآراء المطلوبة، ويرسم خطه الفكري الذي يمكن أن يقود إلى الرأي الراجح في نظره. وكذلك استقصاء المادة والتحقيق الدقيق للنصوص ودراستها والحذر، وأمانته العلمية والتواضع في نتائج البحث، وقبوله النقد وترحيبه به، والحياد والموضوعية في جهوده المتميزة في تراجم الأعلام. الشاعر - في نظر ناصر الدين الاسد هو قلب الأمة النابض. وما دامت الحياة مكتنفة جناحي الأمة يظل يخفق هذا القلب، رامزا للحياة ومشيراً لبقاء الروح، ويقول ناصر الدين: الشاعر مخلوق خصه الله تعالى بما لم يخص به سواه، وحباه نعمتي الشعور الفياض والإحساس المرهف، وهما النعمة الكبرى.

مشاركة :