صالحة غابش: نمد جسور المعرفة لكل فئات المجتمع

  • 5/22/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تتسم صالحة غابش مدير عام المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة بالقوة والرصانة والشخصية القيادية ما مكنها من تبوؤ مناصب عليا، وتحمل مسؤوليات جسيمة تجاه مجتمعها، وفي نفس الوقت تتمتع برهافة الحس ورقة المشاعر، التي قادتها لتصبح شاعرة وأديبة وقاصة يشار لها بالبنان، وتطرب لشعرها الآذان. فتحت لنا قلبها وعقلها، عندما فتحت أوراقي للحوار معها. تحدثنا عن تعدد الأدوار التي تلعبها في الحياة كمسؤولة بالمجلس، وإعلامية، وشاعرة، وأديبة، بالإضافة لكونها أماً وجدة، كما تناولت بالحديث أهمية كل من هذه الأدوار في حياتها. تبتسم صالحة غابش قائلة: دوري كأم وجدة ربما يكون الداعم النفسي الكبير بالنسبة لي، ولعل اهتمامي بكتابات الأطفال من كتب ومسرحيات ينبع من حبي لأطفال أسرتي من أبناء وأحفاد، ودوري كمسؤولة وإعلامية أحببته وارتضيته وأخلص له، أما الشعر والكتابة فهما شغفي الأساسي وهوايتي التي أجدد بها طاقتي النفسية، وفي النهاية كل هذه الأدوار تتداخل وتتكامل وكل واحد يعتبر لبنة في بناء شخصيتي. كوني مسؤولة بالمجلس الأعلى للأسرة يجعل عملنا منصباً على التخطيط للاهتمام بالأسرة وتثقيفها ودعمها بكل الوسائل المتاحة، لدينا عدة مشاريع لهذا العام، وخطتنا قائمة على وضع برامج تتسم بالبعد الثقافي والإعلامي لخدمة المجتمع وتنميته، وضعت بناء على أهداف استراتيجية، وهدفنا تعميق الاتصال بين الثقافة والأسرة بمفهومها الفكري والإبداعي والسلوكي. وتفرد صالحة غابش قائمة بأهم هذه البرامج قائلة: هناك برنامج جليس ويعتبر جسراً يمتد بين مكتبنا وبين الأسرة ويحفز كل أفراد الأسرة على القراءة، ويتم اختيار الأسر حسب استعدادها ورغبتها وعن طريق مدى حماسها للمشاركة في الفعاليات التي ننظمها. وهناك برنامج الثقافة إنسان ومن خلال هذا البرنامج نقوم بمد جسور الثقافة والمعرفة إلى المعاقين والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عام، وأيضاً للمؤسسات التي ترعاهم إيمانا منا بضرورة دمجهم وإشعارهم بأهميتهم في المجتمع، فنحن نسعى للوصول بالثقافة إلى كل فرد وشريحة في المجتمع، كما نسعى دائماً لتبادل الثقافات والخبرات مع أهلنا من المسنين من خلال حوار ثقافي بالإضافة إلى مشروعمسرح العائلةالذي نقدم من خلاله عملاً مسرحياً كل عام، وآخر هذه العروض كانشكراً لكن اتركنا الذي تقوم فكرته على وحي من قرار حاكم الشارقة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بمنع تربية الحيوانات المفترسة بالمنازل لما تشكله من أضرار وأخطار على أهل البيت والجيران، وبالفعل كل أعمالنا بمسرح العائلة لها علاقة بالأسرة وتوجيهها وتثقيفها. ويستمر هذا النشاط المسرحي أيضا في فترة الصيف، أما مجلةمراميفهي اجتماعية أسرية، ومن خلال أبوابها نقدم وجبة ثقافية تهم كل الأسرة في مختلف نواحي الحياة من نفسية واجتماعية وثقافية وصحية. دوتفصح صالحة غابش عن قلقها من عدم وجود إعلام موجه بشكل مباشر للأسرة يستطيع جذب اهتمام كل أفراد الأسرة باختلاف أعمارهم واهتماماتهم، ويمتلك عناصر إبهار وإفادة تحفز الأسرة على التحلق حولها بشغف. وتضيف: وهذا الهدف من إقامة ملتقى الإعلام الوطني هذا العام، ويتمحور حول الإعلام الأسري ومدى اتصاله بالواقع حيث طرحنا من خلاله عدة أسئلة منها: هل يوجد إعلام فعال؟ وهل يمكن أن يصبح الإعلام الأسري مساقاً يدرس بالجامعات؟ وما دور الإعلام في الحفاظ على ثقافة الخصوصية بالمجتمع؟ ومدى قدرته على تأهيل الأسرة لمواجهة الثقافات الأخرى التي تأتي إليها عبر وسائل الإعلام، خاصة في ظل وجود برامج مسابقات ترفيهية مثل ستار أكاديمي وغيرها تحمل الكثير من المتعة والإبهار للشباب ولكنها تصدر مفاهيم مغلوطة للأسرة وتشوه عاداتنا وتقاليدنا. وانطلاقاً من شغف صالحة غابش بالبناء الثقافي للأسرة، تبدو اللغة العربية في دائرة اهتمامها الأكبر حيث تعتبرها مثل اللبنة الأولى التي تبني ثقافة الأسرة، وعن علاقتها باللغة العربية تقول: شغفي بها بدأ منذ طفولتي ، فمنذ أول يوم لي في المدرسة أحببت اللغة الفصحى والإيقاع الخاص بها، وأعتقد أن معلمتي كان لها دور كبير في هذا العشق وارتباطي باللغة العربية تضخم مع مراحل عمري ليصبح طموحي العمل معلمة للغة العربية، وتحقق الحلم بعد سنوات وأصبحت كذلك، ومكنني ذلك من التغريد بها وأن أستجمع ثروة لغوية تمدني بالوقود اللازم لكتابة النص الإبداعي، وامتد شغفي بها أثناء تدريسي لها إلى أن قمت بتجربة تدريس اللغة باستخدام النغم، فوضعت بعض المهارات الإملائية والنحوية في إطار شعري ونجحت التجربة بشكل كبير في حينها وانتشرت في كثير من مدارس الشارقة، وسجلت على شرائط كاسيت في أواخر الثمانينيات، ولا يزال يراودني حلم إعادة هذه التجربة خاصة بعد أن صار لدي دار نشر خاصة. مغامرات مسرة إيماناً من صالحة غابش بأن على كل فرد مسؤولية ودور في تنمية المجتمع وتقدمه من دون الاعتماد فقط على مؤسسات الدولة، قامت حديثاً بإطلاق مشروعها الخاص تحت اسم مغامرات مسرة في عالم اللغة العربية وتقول: فكرة المشروع تقوم على إصدار سلسلة من الكتب والقصص المصورة التي تسهم في تصحيح الأخطاء الشائعة في اللغة العربية، مثل الأخطاء المكتوبة في الأماكن العامة أو التي يتناقلها الكثيرون عبر الرسائل الهاتفية، وهو مشروع لا يهدف فقط إلى تعليم اللغة العربية بقدر ما يهدف إلى تعزيز الإحساس بجمالية ما يشكل ثقافتنا ويبني شخصيتنا ويضع لنا إطار الاستقلالية والتفرد، وصدر بالفعل الكتاب الأول من هذه السلسلة بعنوانمسرة تمحي النقطتينو يتضمن قرصاً مدمجاً لأغنية تعزز الفكرة التي يتضمنها. وبطلة هذه السلسلة القصصية فتاة اسمها مسرة تعيش في عالم اللغة العربية مغامرة التعلم بشكل مختلف، ويشاركها في مغامراتها شخصية أخرى اسمها معلومة وهي جهاز آيباد يصاحب مسرة ويعاونها على إيجاد الصواب ويناقشها ويحاورها ويتفاعل معها في إطار قصصي مشوق يصنع حالة ثرية من الأدب الموجه للأطفال والناشئة ويساعد على ترسيخ مفهوم الإعلام والإبداع الأدبي الموجه لقطاع مهم من الأسرة العربية واخترت اسم البطلة مسرة لكونه اسماً عربياً محايداً لا ينتمي لمجتمع معين ويحمل معنى البهجة والسرور حتى ترتبط اللغة العربية بهذا الشعور.

مشاركة :