تنظم هيئة الثقافة والفنون في دبي، النسخة الأولى من «ليالي حتا الثقافية» في حديقة وادي حتا في مدينة حتا، تزامناً مع انطلاق الدورة ال25 لمهرجان دبي للتسوق بعد غد وتستمر حتى 11 يناير المقبل، إذ تعيش المدينة أجواء احتفالية مع أنشطة ثقافية وبرامج ثرية، تهدف إلى التعريف بأصالة مجتمع الإمارات وتميز هويته وثراء قيمه، وذلك في خطوة تتماشى مع رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، لتطوير منطقة «حتا» على الصعيد الثقافي.يأتي إطلاق «ليالي حتا الثقافية» في إطار جهود «دبي للثقافة» الرامية إلى صون وترسيخ الهوية الوطنية الأصيلة والإرث الحضاري الأصيل للإمارات مع التركيز بوجه خاص على الحرف اليدوية والفنون الشعبية الإماراتية وإظهار الحرص على التمسك بالعادات والتقاليد ونقلها للأجيال القادمة. وتتضمن الليالي مجموعة متنوعة من الفعاليات والأنشطة الثقافية والترفيهية التي من شأنها إبراز روعة التراث والثقافة الإماراتية وجذب السيّاح من داخل دولة الإمارات والدول المجاورة. تراث عريق أشارت هالة بدري، مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي، إلى الأهمية الثقافية والتراثية التي تمثلها هذه المبادرة، قائلة: «تشكل ليالي حتا الثقافية التي تقام لأول مرة، تظاهرة ثقافية تعكس روح الالتقاء الحضاري على أرض دبي، وترفد مسيرة «دبي للثقافة» الحافلة بالبرامج والفعاليات الرامية إلى إبراز القيم السامية لتراثنا العريق وثقافتنا القائمة على التبادل الثقافي بين الأمم والشعوب، والإسهام في تعزيز نهج التسامح الذي تبنته الإمارات منذ تأسيسها. وأشارت بدري إلى أن «ليالي حتا الثقافية»، تعد ملتقى فريداً يجمع تحت فضاءاته باقة من الفعاليات المتنوعة التي تثري معارف الجمهور بثقافة الإمارات الأصيلة وتراثها الغني، من جهة، وتتيح أمامه فرصة للاطلاع على تراث حضارات وشعوب أخرى من جهة ثانية، معززةً بذلك مكانة دبي كمركز عالمي للثقافة وحاضنة للإبداع وملتقى للمواهب. وأضافت بدري: تتماشى هذه الليالي مع توجهات الدولة التي تسعى إلى إبراز قيمة التراث الوطني، والحفاظ على الموروث الإماراتي وتفعيل حضوره في مختلف المحافل، كما يأتي التزاماً من «دبي للثقافة» بمحاور خطة دبي 2021، وخاصةً ما يتعلق منها بالتجربة المعيشية في المدينة، لتكون مكاناً مفضلاً للعيش والعمل، ومقصداً مثالياً للزائرين». وأشارت إلى أن هذه الخطوة تواكب أيضاً رؤية الهيئة المتمثلة في جعل دبي وضواحيها فضاءً عالمياً خلاقاً ومستداماً للثقافة والتراث والفنون والآداب، فضلاً عن دعم الخطة التنموية الشاملة لمنطقة حتا. أهازيج شعبية من أبرز الفعاليات التي تتضمنها «ليالي حتا الثقافية» اللوحات الفلكلورية والأهازيج الشعبية التي تهدف إلى مدّ جسور التعارف البنّاء بين مختلف الحضارات والثقافات؛ إذ تقدمها فرق شعبية مختصة ليس من الإمارات وحسب، بل من دول أخرى تعرض الفلكلور الشعبي الذي يميزها . كما تشمل الليالي معارض للفنون التشكيلية ومنصات تعرض أعمالاً فنية أبدعتها أيادي أصحاب الهمم، في خطوة تهدف إلى دعم المواهب الإبداعية في المجتمع الإماراتي وتأسيس قاعدة جماهيرية لتذوق الفن بأنواعه. إضافة إلى سوق شعبي يعرض مجموعة فريدة من العلامات التجارية محلية الصنع تضم الاكسسوارات والهدايا والتحف التي تفيض بعبق التراث وجمالياته. كما تضم أيضاً زوايا تلقي الضوء على أصول الضيافة العربية التي يتحلى بها الشعب الإماراتي من خلال تقديم أطباق من المأكولات الشعبية الإماراتية الغنية، ليعيش الزوار أوقاتاً مميزة مع نكهات الماضي ببساطته وروعته. وتقام مجالس أعدت خصيصاً لكبار المواطنين وأخرى لكبار المواطنات احتفاءً بقيمتهم الرفيعة التي يتمتعون بها في المجتمع الإماراتي، مع إتاحة الفرصة أمام الزوار ليعيشوا معهم تفاصيل الماضي الجميل عبر حكاياتهم التي تروي قصصاً عاشوها أو تناقلوها من جيل إلى جيل. إلى جانب «معرض الأبواب القديمة» الذي يسرد كل باب منه قصةً ترمز إلى حقبة من تاريخ الإمارة العريق، علاوةً على الأمسيات الشعرية الحافلة بالشعر النبطي الأصيل التي يحييها شعراء إماراتيون مبدعون.وللجانب الترفيهي حضوره أيضاً، إذ يتوافر ركن للألعاب الشعبية الإماراتية، وورش عمل للأطفال تحفل بالأنشطة الثقافية والفنية التي تشمل أشغالاً يدوية ممتعة، فضلاً عن أنشطة الرسم على الوجوه والرسم بالحناء، والمسابقات التراثية وغيرها الكثير، وذلك في إطار دعم الهيئة للبرنامج الوطني للسعادة والإيجابية من خلال خلق فعاليات وأجواء ترفيهية تثري تجربة الزائرين، وتنشر السعادة في المجتمع.تقام «ليالي حتا الثقافية» بالتعاون مع بلدية دبي، وهيئة تنمية المجتمع، ومركز الشيخة ميثاء بنت راشد آل مكتوم لأصحاب الهمم.
مشاركة :