مقطع الفيديو الذي تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتحدثت عنه وسائل الإعلام نهاية الأسبوع الماضي، وفيه يظهر (تَـحَـرّش) مجموعة من الشباب بفتيات في أحد أسواق مدينة الظهران؛ يحمل العديد من المؤشرات المجتمعية الخطيرة!! منها أن (التحَـرّش) قد تجاوز محطة العبارات أو الرسائل لِـتَـصل جرأته ووقاحته إلى الايذاء الـجَـسَـدي ؛ ولعل ذلك بسبب غياب العقوبات الرادعة أو عدم تطبيقها! أيضاً تجمهر أولئك الشباب واجتماعهم في مكان وزمان واحد وعلى فَـريـسَـة معينة، ثمّ تصوير المشاهد، دليل على غزوات تَـحرّش منظمة! أما أخطر المؤشرات فهو (الانهيار الأخلاقي) لطائفة من الشباب، وربما السبب ضعف الوازع الديني، وهشاشة التربية، ثم الفراغ، وكذا الفقر الذي مَـنَـع أو أَخّـر الزواج والاستقرار الأسَـري! وهنا معدلات (ممارسة التحرش) في ازدياد؛ فبحسب صحيفة الشرق يوم الخميس الماضي: رَصدت الجهات المختصة في المنطقة الشرقية وحدها أكثر من (224) قضية في ثمانية أشهر فقط؛ بينما أكد تقرير آخر بثته صحيفة الحياة في اليوم ذاته تسجيل (2797) قضية تحرش في المملكة خلال العام الحالي! إذن القضية خطيرة ولابد من معالجة سريعة وجادة لها؛ فالتساهل مع تلك التصرفات قد يقودنا إلى معاناة مجتمعات أخرى كـ (المجتمع المصري الشقيق) الذي أصبح فيه (التّحَـرّش) ظاهرة وهاجساً مخيفاً!! فهذا تقريرٌ أصدره المركز المصري لحقوق المرأة كشف عن زيادة معدلات جرائم العنف ضد المرأة، وفي مقدمة صوره جاء العنف والتحرش بنسبة (71%)، وأضاف التقرير أنّ (72% ) من النساء المتزوجات و (94% ) من الفتيات يتعرضن للتحرش في الشوارع والميادين ووسائل النقل العام!! وأخيراً علينا الإفادة من تجارب المجتمعات الأخرى، وقَـتَـل تلك الظاهرة في مهدها بعقوبات رادعة أهمها (التّـشهير عبر وسائل الإعلام والجَـلد الـمُـعْـلن)، والأهم دعم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لكي تقوم بواجبها في حماية نسائنا وأعراضنا. aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :