تذكرون الحكاية والصورة المكررة لطلاب كلفهم أستاذهم الجامعي بِـبَـحْـثٍ فيه توزيع استمارات واستبانات، ثم في جَـلسَــة تَـحَـايُـل اجتمعوا ذات مساء على أقداح الشاي والقهوة؛ ليعبئوا هم الاستمارات عَـشوائياً بين (صَـحٍّ وخطأ ،ونعم ولا، وأوافق أو أرفض بشدّة)!! تلك الحكاية تذكرتها عندما قرأت دراسة نشرتها (صحيفة الرياض) السبت الماضي تؤكد أن نسبة (الـتّـحَـرّش) في المملكة قـد وصلت إلى (22%)، مع الإشارة إلى أن الكثير من الحالات يتم التّـكَـتّـم عليها خوفاً من الفضيحة! وأيضاً هناك دراسة أخرى بثّـتها (صحيفة عكاظ) الاثنين الفائت فيها تأكيد بأن (25%) من الأطفال في السعودية قد تعرضوا للـتّـحـرش في مراحل عمرية مختلفة!! نتائج تلك الدراسات وإحصائياتها تمّ تداولها في المواقع الإعلامية العالمية على نطاق واسع، ولغة نَـقْـلِـهَـا تنوعت بين الـشَّـماتة والاستغراب!! ومع تقديري لمن قام بتلك الدراسات؛ ومع إيماني بأن مجتمعنا (ليس مَـلائِـكِـيّـاً) فله سلبياته وأخطاؤه كأيٍّ من المجتمعات الأخرى؛ إلا أني أرى في لغة الأرقام تلك مبالغات كبيرة جداً!! فإذا آمَـنّـا بمصداقية تلك الأرقام التي نطقت بها تلك الدراسات حُـقّ لنا القول أو الـجزم بأن (50%) من المجتمع السعودي بين (مُـتَـحَـرّشٍ به أو مُــتحَــرِّش)! فالعديد من الإحصائيات والـنّـسَـب التي تخرج من هنا وهناك وتفرح بعض وسائل الإعلام بتداولها، أراها صادمة وبعيدة عن واقع المجتمع السعودي بل وتـهـزّ صورته أمام العَـالم وخاصة الإسلامي الذي يراه محافظاً ويتطلع للاقتداء به؛ فلست أدري على أي أساس تصدر تلك الإحصائيات وما العينات التي يتم مَـسحها؟! أؤكد مرة أخرى لا قُـدسية لمجتمعنا ولا تزييف لواقعه، ونعم التّـحرش موجود، ولابد من قوانين وعقوبات رادعة له؛ لكن رحمة بهذا المجتمع الطيب من لغة التعميم والإحصائيات العبثية، التي أرى أهمية أن تخضع للتحكيم، وأن يُـصادق عليها من مؤسسات بحثية مَـوْثُـوقة تتأكد من استيفائها للشروط والمعايير العلمية قبل نشرها وتداولها حتى لا تكون مِـثل بحث أو دراسة أولئك الطلاب الـحَـيّــالَــة! aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :