أكد تقرير عالمي حديث أن السعودية تركز بشكل متزايد على برنامج الطاقة المتجددة، إضافة إلى طلب مرتفع على الطاقة من أجل دفع سوق الطاقة الشمسية في المملكة. وفقا لتقرير بحوث "تيك ساي" المنشور أخيراً على موقعها بعنوان "توقعات وفرص سوق الطاقة الشمسية في المملكة العربية السعودية" لعام 2020، فإنه من المتوقع أن تسجل السعودية معدل نمو قويا في سوقها للطاقة الشمسية بحلول عام 2020. ومن المتوقع أيصاً أن يؤثر التركيز المتزايد للسعودية في زيادة توليد الطاقة من المصادر المتجددة في السنوات المقبلة، ونظراً إلى أن السعودية تقع على حزام الشمس الاستوائي مع إشعاع شمسي مرتفع ومساحات شاسعة من الصحراء الخالية ذات السماء الصافية، فإن هذا يجعل المنطقة موقعا مثاليا لتوليد الطاقة الشمسية. ووفقا للمراجعة الإحصائية للطاقة العالمية من شركة "بريتيش بتروليوم" لعام 2014، فقد كانت السعودية المنتج الأكبر للنفط الخام في العالم، كما أنها تستهلك كمية كبيرة من النفط الخام لإنتاج الكهرباء. وقد أدى استمرار الزيادة في معدل نمو السكان والتوسع الحضري والتنمية الصناعية إلى ارتفاع في استهلاك النفط الخام من أجل تلبية الطلب المتزايد على الطاقة في البلاد. ويضيف التقرير أنه نتيجة للاستهلاك المحلي المتزايد للنفط الخام من أجل توليد الطاقة، تزيد السعودية من تركيزها على استكشاف مصادر بديلة لتوليد الطاقة. وقد قامت مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة بالفعل بتقديم برنامج للطاقة المتجددة يهدف إلى إضافة 54 جيجاواط من القدرة الإضافية لتوليد الطاقة من مصادر متجددة باستثمارات وصلت إلى 109 مليارات دولار أمريكي مع حلول عام 2032. ومن المتوقع أن تسهم الطاقة الشمسية بنحو 41 جيجاواط من إجمالي إضافات لقدرة الطاقة بحلول عام 2032. وتعد "تيك ساي" شركة استشارات عالمية لأبحاث السوق، ولديها مكاتب في كندا والهند والمملكة المتحدة، وتقدم الشركة خدمات استشارية لسوق الأبحاث في ستة مجالات رئيسية وهي تكنولوجيا المعلومات، والكيماويات، والمياه وتدوير المياه، والسلع الاستهلاكية والبيع بالتجزئة، وصناعة السيارات، والطاقة. وتستخدم الشركة نموذجا مبتكرا للأعمال قامت بتطويره بصورة حصرية، يركز على تحسين الإنتاجية التي تضمن أيضا إنشاء تقارير عالية الجودة، وتمتلك أكثر من 100 من التعاقدات مع الشركات المدرجة في قائمة فورتشن 500، وتتمتع الشركة بمكانة مرموقة بين مقدمي خدمات الأبحاث للسوق الصناعية. من جهته، قال كاران تشيتشي، مدير الأبحاث لدى "تيك ساي"، "إن برنامج الطاقة المتجددة لمدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة سيكون أحد العوامل الرئيسية الدافعة لصناعة الطاقة الشمسية في السعودية في السنوات المقبلة، على أساس أن السعودية أكثر تركيزا نحو توليد الطاقة الشمسية من تكنولوجيا الطاقة الشمسية المركزة". وحلل تقرير "فرص وتوقعات سوق الطاقة الشمسية في المملكة العربية السعودية، 2020" إمكانات النمو المستقبلي لسوق الطاقة الشمسية في السعودية وقدم إحصاءات ومعلومات تتعلق بحجم السوق وصناعة الطاقة الشمسية. ويوفر التقرير للعملاء الراغبين معلومات متطورة حول السوق، ويساعدهم على اتخاذ قرارات استثمارية سليمة، إلى جانب أنه يحدد أيضا ويحلل الاتجاهات الناشئة جنبا إلى جنب مع المحركات الأساسية والتحديات الرئيسية التي تواجه الصناعة. من جانبه، أوضح لـ "الاقتصادية" الدكتور عبد الرحمن العمودي الأستاذ في قسم الهندسة الكهربائية في كلية الهندسة جامعة الملك سعود أنه يتوقع أن تشهد السعودية قفزة نوعية كبيرة في مجال مشاريع الطاقة الشمسية، إلا أن تنفيذ المشاريع للأسف متأخر. وأبدى العمودي في نفس الوقت تفاؤله بحدوث طفرة تأتي بشكل قوي أخيرا مثل اكتساح ثورة الجليد على حد تعبيره، ووعد العموي بتزويد "الاقتصادية" بتفاصيل أكثر حيال مشاريع الطاقة في السعودية مستقبلاً.
مشاركة :