استعادت الاحتجاجات زخمها في العراق، أمس، مع تظاهرات وقطع طرقات وجسور بالإطارات المشتعلة جنوباً، تنديداً بالطبقة الحاكمة التي فشلت حتى الآن بالاتفاق على تسمية رئيس جديد للوزراء، وبالنفوذ الإيراني حسبما أفاد شهود. وبدأ العصيان المدني في مدن الديوانية والناصرية والحلة والكوت والعمارة جنوبي البلاد، حيث أغلقت المدارس والدوائر الحكومية أبوابها أمس. وقال المتظاهر علي الديواني: «قمنا بتصعيد بعض الخطوات الاحتجاجية (...) رداً على ترشيح رئيس وزراء جديد للمرحلة المؤقتة من قبل الأحزاب الحاكمة منذ 2003 حتى الآن والمتهمة بالفساد وسرقة ثروات العراق». وفيما تدفع الأحزاب الموالية لإيران وحلفاؤها باتجاه تسمية وزير التعليم العالي في الحكومة المستقيلة قصي السهيل لرئاسة الوزراء، يرفض الشارع أي شخصية شغلت منصباً سياسياً منذ عام 2003. واعتبر المهندس محمد رحمن الذي يتظاهر في الديوانية إن «مطالب المتظاهرين العراقيين بسيطة ولا تحتاج إلى كل هذه المماطلة والتسويف: اختيار رئيس وزراء بمواصفات مهنية ويتمتع باستقلالية». ومن أجل تجديد الطبقة السياسية، يطالب المتظاهرون بقانون جديد للانتخاب. ويطالب المتظاهرون بانتخابات على أساس الاقتراع الفردي «تضمن صعود نخبة من الجيل السياسي الجديد الذي يقدر على الأقل أن يصلح ما أفسدته الأحزاب الحاكمة»، بحسب رحمن. ومن المرتقب أن يلتئم البرلمان خلال ساعات، لمناقشة قانون الانتخاب، وربما هوية رئيس الوزراء الجديد، الذي كان يفترض أن يكلّف قبل أسبوع. فمن جهة، يدفع الموالون لإيران بالتحالف مع رئيس البرلمان محمد الحلبوسي باتجاه تكليف مرشحهم. ومن جهة أخرى، يضع رئيس الجمهورية برهم صالح، بحسب مصدر في رئاسة الجمهورية، فيتو قاطعاً على السهيل، العضو السابق في تيار مقتدى الصدر، الذي انتقل إلى معسكر خصمه رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي الموالي لإيران. ووردت تسريبات عن وصول المرشح المستقل لرئاسة الوزراء محمد توفيق علاوي، الذي يحظى بمقبولية لدى المتظاهرين والتيار الصدري، إلى بغداد، في وقت لوّح برهم صالح للقوى السياسية، بالاستقالة، قبل تكليف مرشح لا يقبله الشعب. وفي انتظار التوافق، تواصلت الاحتجاجات في بغداد ومدن الجنوب، واستمر المتظاهرون بالاحتشاد في العاصمة عند جسري السنك والأحرار. وكان ثمانية متظاهرين على الأقل أصيبوا بحالات اختناق بقنابل الغاز المسيل للدموع، بعد مواجهات ليل الأحد مع قوات الأمن في ساحة الوثبة، وسط بغداد، وفقاً لمصادر أمنية وطبية. لذلك، فرضت قوات الأمن إجراءات مشددة أمس في بغداد، خصوصاً بعدما أقدم محتجون على قطع طريق سريعة رئيسية بشرق المدينة، أعيد فتحها فيما بعد. وفي الناصرية، قال الناشط المدني علي منجل: «سنواصل احتجاجاتنا السلمية في الناصرية ومدن المحافظة، رداً على تأخر رئيس الجمهورية في تسمية رئيس جديد للحكومة». ووردت تسريبات بأن الجانب الأمريكي يستعد لأي طارئ، من خلال تعزيز قواته بسفارته في بغداد، الذي استمر في ليل الأحد، بوصول أرتال جديدة من الجنود والدبابات، بحسب مصادر في المنطقة الخضراء.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :