يؤكد أهل الاختصاص أن انعدام الاستقرار الأسري، وغياب الرقابة الأسرية على الأبناء والبنات، يؤديان إلى نتائج وخيمة لا تُحمد عقباها، وهذا ما حدث فعلاً مع الشابة «علياء» التي تبلغ من العمر 18 عاماً، إذ أدى عدم تحملها لظروفها العائلية المفككة إلى الهروب من المنزل وتعاطيها للمؤثرات العقلية. وعلى الرغم من بلوغ الشابة «علياء» عامها الثامن عشر ورسوبها عامين على التوالي في الصف الحادي عشر، فإنها لم تحاول أن تجتهد وتبذل ما بوسعها لكي تحقق نجاحاً في دراستها، وتتوج ذلك بالتخرج من مرحلة الثانوية العامة. كما أنها لم تستطع أن تتحمل المشكلات بين والديها، فسيناريو الاتهامات وتراشق كلمات السب بات لا يتوقف في المنزل، فالأم تتهم الأب بعدم الوجود في المنزل وتفضيله قضاء وقته في السهر مع أصدقائه، والأب يتهم الأم بالتقصير في أداء واجباتها تجاه أبنائها وبناتها، وقضائها معظم الوقت مع صديقاتها في المراكز التجارية والسفر معهن! ولم تجد «علياء» غير صديقتها «ن» ملاذاً لها، إذ نصحتها الأخيرة بضرورة التردد على إحدى العيادات النفسية، بعد أن راودتها اضطرابات نفسية، لتجد العلاج الذي صُرف لها بموجب وصفة طبية. وإزاء إلحاح وإغراء صديقتها أيضاً بالخروج والسهر معها، والفشل في حل المشكلات، والنفسية التي تتمثل في عدم الشعور بالقلق والاكتئاب وعدم التخلص من الشعور بالعزلة والملل واضطرابات أخرى، انقطعت «علياء» عن ارتياد العيادة النفسية لمتابعة حالتها، ووجدت ضالتها مع صديقتها، وتعلمت تعاطي الكريستال المعروف بـ«الشبو»، وتم القبض عليهما وهما في حالة تعاطي، ليتم إيداع «علياء» أحد المراكز المختصة بالعلاج والتأهيل. رؤية قانونية قال المحامي والمستشار القانوني حسن المرزوقي لـ«البيان»: «تؤدي الأسرة دوراً رئيساً وكبيراً في دفع أبنائها وبناتها إلى الإدمان، من خلال التفكك الأسري والخلافات والمشكلات الأسرية التي لا تتوقف، إضافة إلى الإهمال وغياب رقابة الأهل على الأبناء، بل تخلّي بعضهم عن مسؤولياتهم في توعية وإرشاد أبنائهم وبناتهم نحو السلوكيات السليمة والمبادئ والقيم الصحيحة، لذا يتحتم على كل رب أُسرة أن يعرف تماماً ماهية مخاطبة أبنائه بطريقة لا تُنفّرهم من المنزل». وأضاف المرزوقي: «أن دولة الإمارات كفلت وسائل العلاج والرعاية في العديد من مراكز التأهيل المتخصصة، حيث إن السرية التامة للمريض وأسرته حق مكفول وأولوية مهمة بالنسبة إلى تلك المراكز التي تأخذ بيد المدمن نحو العلاج لبدء حياة جديدة وإيجابية، والإدراك الفعلي بأن الإدمان مرض ينتج عن جنوح في التفكير». كلمات دالة: مراهقة، الاستقرار الأسري، الرقابة الأسرية، المؤثرات العقلية طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :