للعام الرابع على التوالي يغيب الابن جون قاقيش (24 عاماً) عن احتفالات عيد الميلاد في بيته الكائن في حارة النصارى في القدس المحتلة. حيث يتعانق صوت الأذان مع أجراس الكنائس، وفي كل عام تضاء شجرة عيد الميلاد في بيته، على أمل لمّ الشمل واللقاء بجون بعد انقضاء محكوميته داخل الأسر. لم يستحمل جون الابن الوحيد للعائلة بين أربع شقيقات مشاهد الاعتداءات اليومية على حرائر فلسطين المرابطات على أبواب المسجد الأقصى، والاعتداءات اليومية المتكررة على المساجد والكنائس، ففي فجر الخامس والعشرين من مايو لعام 2015 قام جون بطعن مستوطن وتمكن من الهرب، فداهمت قوات الاحتلال منزله وألقت القبض عليه. استمرت محاكمته عاماً ونصف العام، وأصدرت المحكمة بحقه حكماً بالسجن 11 عاماً، وغرامة مالية مقدارها 23 ألف دولار أمريكي. فلسطيني الهوية أثبت الأسير المسيحي جون أن الفلسطينيين على اختلاف ديانتهم يواجهون عدواً واحداً، وقضية واحدة، فعندما سأله الضابط الإسرائيلي خلال التحقيق، لماذا نفذت عملية طعن وأنت مسيحي؟ أجاب بمنطق الواثق من نفسه «أنا مسيحي الديانة، مسلم الهوى، فلسطيني الهوية، مقدسي ثائر». ينحدر المقدسي جون من عائلة مناضلة، فقد اعتقلت والدته المقدسية خالدة قاقيش سنة 1988 بتهمة إلقاء الحجارة، وهي حامل في الشهر الثالث، وحكم عليها بالسجن 8 أشهر، وعاشت ظروفاً صعبة داخل المعتقل ووضعت مولودتها وهي مقيدة اليدين لرفض الاحتلال الإفراج عنها. أما والده وشقيقاته الأربع فقد اعتقلوا لفترات متفاوتة. فرحة منقوصة تستذكر الوالدة لـ «البيان» كيف كان وحيدها يضفي جواً من الفرح والبهجة على الأعياد، ويساهم في إضاءة شجرة عيد الميلاد ورسم البسمة على شفاه أطفال البلدة القديمة في القدس المحتلة وهو متخفّ في لباس بابا نويل، وتؤكد أن فرحتها بالأعياد منقوصة، ولن تكتمل إلا بتحرير ولدها من سجون الاحتلال. 4 آلاف يقطن في مدينة القدس المحتلة نحو 10 آلاف مواطن مسيحي، 4 آلاف منهم في حارة النصارى من البلدة القديمة، يتصدون بكل ما يملكون من قوة لممارسات الاحتلال التعسفية الهادفة لتهجير المقدسيين وسط تأكيد على أهمية الصمود والثبات للحفاظ على الوجود المسيحي في القدس المحتلة.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :