ليبرمان يحرّض على النواب العرب لتحقيق مكاسب سياسية واستعادة نفوذه

  • 5/22/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

لم تمضِ سوى ساعات قليلة على تصريح رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو بأنه ملتزم حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعترف بيهودية إسرائيل، حتى «أوضحت» نائبته الجديدة في وزارة الخارجية تسيبي حوتوبيللي ماهية هذا الالتزام بإعلانها وجوب تأكيد إسرائيل «على حقنا في هذه البلاد»، ووجوب اعتراف الفلسطينيين بيهودية الدولة. وقالت حوتوبيللي، وهي من أركان المعسكر المتطرف في «ليكود»، إنها تدعم رئيس الحكومة في مسألة اعتراف الفلسطينيين بيهودية إسرائيل، ومعارضته التوصل إلى سلام بكل ثمن. وكان نتانياهو كرر التزام حل الدولتين وشرط الاعتراف بيهودية إسرائيل في ختام لقائه وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فدريكا موغيريني مساء أول من أمس في القدس المحتلة. وشكك وزير الدفاع السابق، النائب في «المعسكر الصهيوني» المعارض عمير بيرتس في جدية نيات نتانياهو في شأن السلام مع الفلسطينيين، وقال للإذاعة العامة إن نتانياهو أطلق تصريحات يطيب للآذان سماعها، «لكنني أشكك في ما إذا كان يؤمن حقاً بأن السلام ذخر استراتيجي لإسرائيل، أو أنه مستعد لدفع ثمنه». وأضاف أنه يصدق ما قاله نتانياهو «بحماسة شديدة» خلال المعركة الانتخابية الأخيرة (رفضه حل الدولتين) ولا يصدق تصريحاته اليوم (على مسمع موغيريني). ريفلين - موغيريني واجتمعت موغيريني أمس مع الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين وزعماء المعارضة في مقر اقامة الرئيس في القدس الغربية، مؤكدة خلال اللقاء التزام الاتحاد الأوروبي وحلفائه إعادة إطلاق محادثات السلام المنهارة. وقالت: «يحدوني الأمل في أن تتمكن أوروبا، جنباً إلى جنب مع أصدقائنا في بقية دول العالم بدءاً بالولايات المتحدة والدول العربية، من تسهيل بناء الثقة وإعطاء رؤية مرة أخرى للسلام والأمن والعيش معاً في هذا الجزء من العالم، وهو أمر مهم جداً لأسباب كثيرة». من جانبه، قال ريفلين إن إسرائيل «حريصة» على إنهاء الصراع المستمر منذ عقود، لكنه أضاف أنه يتعين على الجانبين، بما في ذلك الفصائل الفلسطينية المتناحرة، المشاركة في هذه العملية. وقال: «نود أن نجعل الجميع يفهمون أننا مستعدون حقاً... نحن حريصون على وضع حد لهذه المأساة... لكننا نعرف جيداً أن الطريقة الوحيدة للقيام بذلك، مع الحصول على مساعدة الجميع الذين لديهم إخلاص في شأن تقديم المساعدة من أجل من إنهاء هذا الصراع، لا بد من أن يقرر ذلك الشعبان (الإسرائيليون والفلسطينيون)، ويجب أن نكون متحدين حول هذه الفكرة». كما التقت موغيريني زعيمي «الاتحاد الصهيوني» (المعارض الذي يمثل يسار الوسط) اسحق هرتزوغ وتسيبي ليفني. وتعهد هرتزوغ دعم الائتلاف اليميني بزعامة نتانياهو في مبادرات السلام واستئناف المحادثات، وقال: «أستطيع أن أعدكم بأن المعارضة ستدعم أي عملية تقدمها الأطراف، ويجب أن تكون أهم قاعدة للعبة هي المفاوضات المباشرة بيننا وبين الفلسطينيين». وقالت موغيريني: «أعلم أن لأوروبا دوراً تقوم به هنا، أحد هذه الأدوار هو تعزيز الصداقة بين الشعوب الأوروبية والشعب الإسرائيلي لنجعل الطرفين يفهمان أن لدينا الكثير من القواسم المشتركة، ليس فقط في الماضي بل أيضاً في الوقت الحاضر والمستقبل للمشاركة في هذا الأمر المعقد. تأكدوا أننا نعلم جيداً أن الأمن والسلام هنا أن يتحقق جنباً إلى جنب»، في إشارة إلى أن بعض الدول والبرلمانات الأوروبية اعترفت أخيراً بالدولة الفلسطينية بعد أن تزايد عدم الصبر إزاء نتانياهو، خصوصا بسبب استمرار التوسع في المستوطنات. ليبرمان ينتقد نتانياهو وهاجم وزير الخارجية السابق، زعيم «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان في حديث للإذاعة العامة أمس رئيس الحكومة على ما وصفه «السير في خط متعرج» على نحو «يقحمه في ورطات يصعب عليه لاحقاً الخروج منها». وسخر من دعم نتانياهو حل الدولتين «إذ قال غير ذلك عشية الانتخابات الأخيرة». وأضاف أن من يعتقد أن عودة إسرائيل إلى حدود عام 1967 وإعادة تقسيم القدس سيحققان السلام «ليس سوى إنسان انطوائي وفصامي الشخصية لا يدرك حقيقة الواقع... وأثبت الانسحاب من غزة ذلك». واتهم الرئيس محمود عباس (أبو مازن) بأنه يرفض أي حل، و»جلّ همه تصعيد معركته ضد إسرائيل في الحلبة الدولية». وعن احتمال انضمامه من جديد لحكومة نتانياهو، قال ليبرمان إنه سيقبل بذلك فقط في حال غيّرت الحكومة الحالية خطوطها العريضة لتتضمن التزاماً فعلياً بتقويض حكم حركة «حماس» في قطاع غزة. ولا يستبعد مراقبون عودة ليبرمان وحزبه إلى الحكومة في المستقبل، خصوصاً بعد انحسار نفوذ الحزب في الانتخابات الأخيرة، وحاجة ليبرمان إلى النهوض من جديد، وهي مهمة يصعب تحقيقها على مقاعد المعارضة. وكان مفروضاً انضمام ليبرمان، الذي يقود حزباً علمانياً يمثل المهاجرين من دول الاتحاد السوفياتي السابق، إلى الحكومة الجديدة باعتباره وحزبه جزءاً من «المعسكر القومي» الفائز في الانتخابات، إلا أنه فاجأ في اللحظة الأخيرة بإعلانه عدم الانضمام بسبب ما قدمته الحكومة الجديدة من موازنات للحزبين الدينيين المتزمتين «الحرديم»، وتراجعها عن قرارات الحكومة السابقة بإلزام الشباب «الحرديم» الالتحاق بالخدمة العسكرية. هجوم ليبرمان على عودة وانتقد ليبرمان رئيس الحكومة على دعوته رئيس القائمة (العربية) المشتركة» للقاء معه (أمس)، واصفاً الأخير بـ»ممثل منظمات الإرهاب» وبـ»الطابور الخامس» بداعي أن عودة رفض مشاركة ديبلوماسييْن إسرائيليين خلال لقائه في الكنيست قبل يومين وزير الخارجية النروجي بورج بريندا. وكتب ليبرمان في صفحته على «فايسبوك»: «هذا الرجل يمثل لائحة من داعمي الإرهاب في البرلمان الإسرائيلي، فيما رئيس وزراء إسرائيل الذي يترأس حكومة تعرّف نفسها بأنها قومية، يلتقي به»، معتبراً أن الاجتماع «يعطي شرعية لقوى تعمل على تدمير إسرائيل من الداخل، ويعطي ختم الموافقة على الطابور الخامس الذي يعمل من داخل البرلمان الإسرائيلي (الكنيست)». وأضاف أن نتانياهو الذي كان على حق عندما حذر يوم الانتخابات من تدفق المصوتين العرب على صناديق الاقتراع، حذّر مما حصل فعلاً من تدخل جهات معادية لإسرائيل على رأسها السلطة الفلسطينية التي شجعت العرب في إسرائيل على التصويت للقائمة المشتركة، يأتي اليوم ويلتقي عودة الذي حذّر منه». وأضاف أن عودة «شخص ذكي يستخدم الوجه المبتسم ليُخفي رغبته في القضاء على إسرائيل». ووصف خطوة نتانياهو بـ»المعيبة والمخجلة»، ودعاه إلى إلغاء اللقاء. ورد عودة في حديث للإذاعة العامة على أقوال ليبرمان بالقول إن الأخير «الذي تلقى ضربة أليمة في الانتخابات الأخيرة» (تراجع تمثيل حزبه من 12 نائباً إلى ستة فقط) يبحث عن مكاسب سياسية تنهضه من فشله على ظهر التحريض على النواب العرب في الكنيست، «لذلك لن أنجر وراءه لأساعده في مسعاه». ونفى أن يكون وصف الديبلوماسييْن الإسرائيليين اللذين رفض إشراكهما في لقائه وزير الخارجية النروجي بـ»ممثلي الاحتلال»، وأوضح أن مرد رفضه إشراكهما هو أنه لم يلتق الوزير كممثل رسمي عن الدولة إنما كرجل معارضة. وأضاف عودة أن لقاءه نتانياهو هو لقاء عمل كغيره من اللقاءات التي يجريها رئيس الحكومة مع رؤساء القوائم الممثلة في الكنيست. وقال إنه سيطرح في الاجتماع مجمل قضايا المجتمع العربي، و»سأطالب بإيجاد حلول لها وترتيب الخرائط الهيكلية للبلدات العربية التي لم يتم تعديلها منذ ثلاثين عاماً، ما يضطر الشبان إلى البناء بلا رخص... كما سأطالب بمساواة في الموازنات للبلدات العربية والمواطنين العرب في المجالات كافة».

مشاركة :