قال الشيخ علي فخر مدير إدارة الحساب الشرعي وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إن هناك شروطًا لصحة الطواف، وهي: أولًا: الطَّهَارَة مِنْ الْحَدَثِ الأكبر والأصغر.واستدل «فخر» في فتوى له، بقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ صَلاةٌ، إلا أَنَّكُمْ تَتَكَلَّمُونَ فِيهِ». رواه الترمذي (960)، وبما وثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: «لما أراد صلى الله عليه وسلم أن يطوف توضأ» وقد قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خذوا عني مناسككم» رواه مسلم (1297)، وثبت في الصحيحين أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لعائشة لما حاضت: «افْعَلِي مَا يَفْعَلُ الْحَاجُّ غَيْرَ أَنْ لا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ حَتَّى تَطْهُرِي».وأضاف أن الشرط الثاني، أن يبدأ الطواف من الحجر الأسود وينتهي إليه، والثالث: أن تكون الكعبة على يسار مَن يطوف حولها، والرابع: أن يكون الطواف حول الكعبة، فمن طاف داخل حجر إسماعيل، لم يصح طوافه، لأن حجر إسماعيل من الكعبة.وتابع: خامسًا أن يكون الطواف سبعة أشواط كاملة، وعند الشك في عدد الأشواط، يُبنى على العدد الأقل، سادسًا: الموالاة بين الأشواط السبعة شرط عند الإمامين مالك وأحمد فإن فرق بين أجزائه استأنف إلا أن يكون يسيرًا ولو لغير عذر أو كثيرًا لعذر، ويرى الحنفية والشافعية أن الموالاة بين أشواط الطواف سنة فلو فرق تفريقًا كثيرًا بغير عذر لا يبطل طوافه ويبنى على ما مضى منه.الحكمة من الطواف حول الكعبة قال الشيخ محمد وسام، مدير إدارة الفتوى المكتوبة وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الطواف حول الكعبة شعيرة عظيمة في معناها، رغم أن الكعبة بنيت من حجر لا يضر ولا ينفع، ولكن الطواف امتثال لأوامر الله وطاعته، وتعظيم أمر الله يجعلك تبلغ الوسيلة كما في قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ» (سورة المائدة: 35).وأضاف «وسام» خلال البث المباشر عبر صفحة دار الافتاء : «نحنُ كمُسلمين نؤدي ما افترضه الله من دون أن نتساءل عن أسباب فرض العبادات علينا وما هي الحكمة من ورائها، فهذا هو جوهر الإسلام، وهو التسليم للخالق عزَ وجل في جميع أمور التشريع من دون أن يتداخل التفكير في بواطن الطاعات أو أن نُعمِل العقل في جُزئياتِه ومداخِله».وأشار إلى أن الحج من الطاعات التي أمَرنَا الله عزَّ وجلَّ بها، ويجب ألا يقل عدد أشواط الطواف حول الكعبة عن سبعة أشواط، ويكون الدوران حول الكعبة في اتجاه مُعاكس لدوران عقارب الساعة، ويكون هذا الطواف في العُمرة وفي دُخول البيت الحرام لأنَّ تحيّة المسجد الحرام هي الطواف.وتابع: الطواف هو صلاةٌ لكنَّ الله أحلّ فيها الكلام، وكونها تُعَدُّ صلاةً فإنَّ من شُروطها أن يكون المُسلِم على طهارة من الحدث الأصغر والحدث الأكبر.
مشاركة :