«الرواية خطاب مؤثر مثل كافة الخطابات الإعلامية المشكلة للوعى والمساهمة فى بناء الذهنية الخاصة بقرائها»؛ هكذا يؤكد الروائى والناقد الأدبى محمد سليم شوشة موضحًا أنه «إذا كانت أسباب الانتحار فى الأساس متباينة وتبدو غير واضحة فى أكثر الحالات بالنسبة للطب النفسي، فإنه من الصعب الإقرار بربط نوع معين من الرواية بالانتحار أو القول إن شكلا معينا من رواية الرعب قد يكون من أسبابه، ولكن يمكن بشكل إجمالى فى تقديرنا القول إن الرواية خطاب مؤثر مثل كافة الخطابات الإعلامية».وعن السنوات الأخيرة ومدى انتشار نوع معين من الكتابات لدى الشباب والمراهقين، قال أستاذ الأدب العربى بجامعة الفيوم: «فى المدة الأخيرة ربما بدا واضحا أن الرواية الشبابية أصبحت مقروءة على نطاق واسع، ويتضح هذا من خلال الروايات المنتشرة لدى باعة الصحف على الأرصفة ولدى المزورين وهى مسألة لها اعتبارها أو وجاهتها كمؤشر للانتشار، كما يتضح كذلك بالدرجة نفسها لدى مواقع الرواية على الإنترنت، وكلها عوامل قياس واضحة وتبتعد بدرجة ما عن التكهن، المهم أن كثيرا من هذه الروايات الرائجة هو من الخطابات المؤثرة أو تلك التى تسهم فى تشكيل الوعى وهذه من البديهيات الثقافية الآن لدى دارسى الثقافة وعلم تحليل الخطاب». وأوضح شوشة في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن «هذه الروايات قد تسهم فى خلق حال نفسية معينة لدى القارئ، إذ إن من أساسيات فن الرواية كذلك هو الاستحواذ على القارئ والإيهام والمعايشة التى هى كلها من مؤشرات قياس نجاح الخطاب السردى»،واختتم حديثه قائلا: «الحقيقة أن مثل هذه الأسئلة والقضايا عن علاقة الرواية بالانتحار كظاهرة اجتماعية ربما تكون متنامية هى من الناحية العلمية من الأسئلة التى تحتاج إلى بحوث عديدة بينية ومتشعبة ترتبط بالفن الروائي، نعم ولكنها كذلك تحتاج إلى دراسات من قبل الطب النفسى أو علم النفس وبحوث فلسفية عن القراءة عموما، وتحليل الخطاب وتأثيره الممتد أو على المدى القريب، وهى مسائل لا يمكن حسمها بمجرد رأى متسرع أو عابر.
مشاركة :