مع بداية كل يوم جديد، يبدأ معه احتكاكنا بالآخرين بعلاقات عدة، تلك العلاقات تعتبر محطات تزودنا بحاجاتنا، فالحاجة للتقدير والحب والعطاء وغيرها لا يمكن أن تشبع إلا من خلال تلك القناة، وبما أنه من الطبيعي أن يكون هناك اختلاف بالشخصيات حتى بين أبناء الرحم الواحد، فكان التصادم جزءاً من كل علاقة، لذلك فإن معرفة طبيعة الآخر تتطلب منا وعياً كبيراً وفطنة ونحن نتعامل معه، وكي يساعدنا على اكتشاف أفكاره وسمات شخصيته وطريقة تعاطيه مع الأمور، كل تلك الملاحظات تؤهلنا لنكوِن صورة عنه، ومن تلك الصورة نستطيع أن نتوقع ردود أفعالة بالمواقف المختلفة، وبالتالي تنتفي الدهشة وقت الاختلاف، الذي قد يفقدنا التوازن بانفعالاتنا وأحيانا ثقتنا بمن حولنا، فتكون النتيجة استنزافاً للمشاعر. كم هو رائع أن يجتمع الوعي بطبيعة الآخر مع توقعات لردود أفعاله، بذلك نستطيع أن نكوِن لأنفسنا استراتيجيات في طريقة التعامل معه، وكلما كانت تلك الإستراتيجية واضحة ودقيقة في أذهاننا، كان ذلك في مصلحة العلاقة وضماناً لديمومتها،لأنها لن تكون عبئا ثقيلاً علينا. إن ما يعوق تطور البعض لحفظ علاقاته مقولة مثل «أنا جذي» التي تطلق عند تأزم العلاقة، بعضنا يستخدمها كمبرر ليشرح سبب عدم اندماجه بالعلاقة، وبعضنا يأخذها كستار يحتمي خلفه ليخفي قلة الحيلة وفقر الإستراتيجيات التي يملكها للتعاطي مع الموقف بوعي منه أو من دون وعي، أعتقد أن تنوع الإستراتيجيات داخل علاقاتنا هو دلالة على نضج ذلك الشخص، والذي سيقطف ثمراته باستمتاع أكبر وتنوع أكثر بعلاقاته. ِAseel AL-zafiri@
مشاركة :