650 «اتحاد زايدنا».. لحظة فارقة في مسيرة وطن

  • 12/27/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تقف لوحة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الملونة بألوان العلم الإماراتي شامخة في هواء القصباء الطلق.. تذكّر الغادي والرائح بتلك اللحظة الزمنية الفارقة التي تأسس فيها الاتحاد في 2 ديسمبر 1971. هذا بعض ما تبوح به اللوحة المتناغمة مع حركة النوارس فوق المياه، وحركة الناس السعيدة بما تحققه الإمارات المتحدة كل يوم من إنجازات.. اللوحة رسمها 650 طالباً من مدرسة فيكتوريا، تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و16 سنة، من مختلف الجنسيات، كما قالت الفنانة المدرّسة يوشيتا أحمد لـ«الاتحاد»، وأضافت: لم نجد أفضل من هذه اللوحة للتعبير عن مشاعرنا، لأن الطلاب جمعوا فيها بين ألف كلمة «زايدنا» وعلم الإمارات، الأولى تعبر عن انتماء الاتحاد لروح الأب المؤسس، والعلم المرسوم بأكفهم كدليل على الاتحاد والبناء والتواصل. اللوحة باختصار تسعى لأن يستكشف الطلاب الروح العميقة للاتحاد. تسمي يوشيتا أحمد، الفنانة السريلانكية المقيمة في الإمارات منذ 30 عاماً، الإمارات بـ«أرض التعايش ووطن التسامح»، وتؤكد أن تجربتها الفنية والحياتية في الإمارات وجدت طريقها إلى لوحاتها. تقول: الإمارات أثرت في أعمالي، وجعلتني أضيف ألوانها إلى لوحاتي، رسمت الشواطئ، والمباني، والأحصنة، وتركت للوحة أن تكتشف البانوراما الجمالية التي تميز الإمارات. وتضيف: بدأت الرسم من المدرسة، تماماً كطلابي الذين شاركوا في رسم لوحة زايد، وانطلقت من معرض مشترك في سريلانكا، ثم في أبوظبي، و«آرت دبي»، ومعرض سكة الذي أعطاني طاقة روحية لأني كتبت أسماء الله الحسنى على قناديل ضوئية، ومعارض الشارقة، أحببت الحرير، والألوان والحرية هنا. أحب الأزرق وتدرجاته لأنه يمنحنا القوة الإيجابية، ثم الأخضر لأنه يتوغل في الروح ثم الأصفر لأنه ما يميز النهار. وهي ترى أن للألوان أرواحاً وأعماقاً بعيدة، ومن يغوص فيها يستطيع اكتشاف دلالاتها، وكوامنها، ولذلك استطاعت بعض اللوحات العالمية أن تظل قيد الاكتشاف مثل «الموناليزا»، وتوضح: عندما أرسم أحاول الغوص مع تلك الأرواح ناسية كل شيء في العالم المحيط بي، وحين أقترب من اللوحة وأبدأ الانسياب مع الألوان أنسى حتى نفسي. ينتهي حديث يوشيتا أحمد، لكن لوحة الشيخ زايد تستمر في سرد حكايتها مع الأيادي الطفولية والشابة التي بصمت على المحبة والتسامح والتعايش، المتوحدة بإحساسها المشترك مع الإمارات، وما ترمز إليه بارقة العلم المرفوع الشامخ المرفرف على سارية من حرف (الألف) المكمل لحرف (نون الجماعة): (نا)، والتي تزدوج دلالتها على الملكية مع الدلالة على المحبة الكلية. تلك هي حكاية اللوحة التي تجسد حالة حب مؤلفة من الأيادي والقلوب والأرواح المتوحدة المتعايشة، لحالة ملهمة من الوحدة يعبر عنها الأبيض والأخضر والأحمر والأسود. حتى كتابة هذه الكلمات.. ما زالت اللوحة تنصت لحركة النوارس وزقْوِها، وتترك للعلم المرفرف مع لون السماء الشتوي أن يمنح الطمأنينة والأمن والسلام والمحبة للعابرين.

مشاركة :