ما أجمل النهاية عندما يكون المشهد الختامي معبراً وملخصاً لمعنى النجاح.. وما أروع أن يكون السباق في الخير والعطاء، فاليوم الجميع فائزون، بالمشاركة في إنجاح هدف مجتمعي إنساني بحت، هدفه رسم البسمة على الوجوه، حيث تستضيف مدينة السويس المصرية صباح اليوم، «النسخة السادسة» من ماراثون زايد الخيري، والتي تقام بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتبلغ جوائزها مليوني جنيه مصري. وتستهدف النسخة الحالية من الماراثون 20 ألفاً من الشباب والفتيات من مختلف محافظات مصر، وبحضور عدد من الوزراء والمسؤولين في مصر، ومن وزارة الشباب والرياضة المصرية، ومحافظة السويس، وقيادات تنفيذية في الإمارات. وتخصص حصيلة عائد الماراثون هذا العام لمصلحة المعهد القومي للأورام التابع لجامعة القاهرة، بعد تعرضه لعمل إرهابي نتج عنه تلفيات وأضرار بأحد أهم الصروح الطبية العملاقة. ويأتي الماراثون انطلاقاً من النهج الذي وضعه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وامتداداً لإسهاماته ودوره في ترسيخ الرسالة الإنسانية، وتجسيد الأعمال الخيرية وإشاعة السلام والمحبة بين الشعوب. ويتنافس المشاركون في فئتين، هما المحترفون والهواة لمسافة 8 كيلو مترات، فيما تقام منافسات أصحاب الهمم، لمسافة 2 كيلو متر فقط على «كراسي متحركة»، حيث تقرر أن يتم الإعلان عن الفائزين عقب انتهاء السباق، وفقاً لنظام التحكيم الإلكتروني، الذي يعرض عبر شاشة عملاقة عند خط النهاية. وتعتبر مصر الواجهة لاستضافة ماراثون زايد الخيري في المنطقة العربية، بعد أن سبق وحقق نجاحات كبيرة في أبوظبي ونيويورك، منذ انطلاقته عام 2001، واستضافت مدن عدة 5 نسخ سابقة للماراثون، الثلاث الأولى منها في العاصمة القاهرة، والرابعة بالأقصر، فيما أقيمت النسخة الخامسة بالإسماعيلية، وخصصت عوائدها بالكامل لجهات علاجية ومؤسسات غير ربحية. وأنهت اللجنة المنظمة المحلية، بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة المصرية، ومحافظة السويس الترتيبات كافة لاستقبال الحدث الكبير، الذي يأتي تجسيداً لعلاقة الحب والتعاون الرياضي الخيري بين مصر والإمارات على مدار السنوات الماضية. وتزينت محافظة السويس، لاستقبال الحدث الكبير وضيوفها من الإماراتيين والشخصيات المصرية، إذ اكتست الميادين العامة والشوارع الكبرى بصور المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وبأعلام الشقيقتين الإمارات ومصر جنباً إلى جنب. وإرساء للخير والعطاء والنماء، وهو النهج الذي يتبعه الماراثون، أقيم على هامش الحدث، معرض للمنتجات الحرفية، استمر على مدار ثلاثة أيام، بمشاركة مجموعة من أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة، واشتمل على العديد من المعروضات التي تهم البيوت المصرية، كما تجوب اليوم قافلة طبية شوارع وميادين محافظة السويس لتقدم الخدمات الطبية المجانية، للمرضى، وتقديم الرعاية الصحية لهم، احتفاءً بماراثون زايد الخيري من جانبه، أشاد أحمد هلال الكعبي، الرئيس التنفيذي لماراثون زايد الخيري، بالمكانة التي وصل إليها الحدث الكبير، حيث أصبح بمكانة عالمية، ودوره لا يقتصر على العمل الخيري، بل أصبح رسالة سلام ومحبة تحملها الإمارات لجميع شعوب العالم. وأضاف: الماراثون يأتي تكريماً وتخليداً للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهو في الوقت نفسه حدث مهم يسهم بإعلاء نهج الإمارات وقيادتها الحكيمة، وإبراز دورها الدائم، في مساندة الأعمال الخيرية، ترسيخاً للنهج والمبادئ التي تأسست عليها الإمارات، بانفتاحها على العالم، إلى جانب التواصل الرياضي والاجتماعي الذي يجسده الحدث، والترويج للتطور الكبير الذي تحققه الدولة في شتى المجالات، بالإضافة إلى التعريف بمكانتها ودورها الريادي، من خلال الفعاليات المصاحبة. وشدد الرئيس التنفيذي للماراثون، على أن العلاقات الإماراتية المصرية، في روافدها السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية، أصبحت نموذجاً يحتذى به في العلاقات بين الدول، بفضل السياسة الحكيمة في البلدين الشقيقين. وقال الكعبي: أراهن على أن الماراثون سيتواصل لسنوات وسيشهد مزيداً من النجاحات، بعدما أصبح مطلباً شعبياً في مصر، ويشهد مشاركة مختلف الفئات، مؤكداً أن الشعب المصري يعشق اسم زايد الخير، لذلك تزايد نجاح الماراثون، مشدداً على أن الماراثون سيجوب مصر بالاتفاق مع وزارة الشباب، ليمنح أكبر عدد فرصة الاستفادة، سواء بالدعم المالي أو المشاركة. وأضاف: الأجواء التي يقام فيها الماراثون سنوياً، تعكس بوضوح الرسالة الراسخة في التقارب والتآخي بين الشعوب، وختم الكعبي كلامه بالتأكيد على أن الماراثون، بفكرته الرائدة وريعه الخيري، أصبح يشكل أحد أهم الأحداث الرياضية العالمية التي يتم من خلالها تسخير الرياضة لخدمة الأعمال الإنسانية والخيرية، متمنياً أن يواصل دوره الريادي ونشر المحبة والسلام في مختلف أرجاء العالم. أحمد حسن: منصة حقيقية للقيم السامية دعا أحمد حسن نجم الأهلي والزمالك السابق الشعب المصري إلى المساهمة الفاعلة والمشاركة في ماراثون زايد الخيري الذي يقام لصالح معهد الأورام، والمساندة في تحقيق أهدافه المجتمعية الإنسانية، مؤكداً أن الإمارات استطاعت تمكين وإغاثة ودعم ومساعدة المتضررين والمحتاجين في الوطن العربي والعالم، وأسهمت برؤية القيادة الرشيدة في أن تكون جسراً حيوياً تنطلق من خلاله المبادرات الإنسانية لتصل وتشمل كافة الفئات التي تعاني في مختلف القضايا الإنسانية. وأكد عميد لاعبي العالم اعتزازه كثيراً بالماراثون، معتبراً نفسه سفيراً للحدث، وقال: أحرص على الحضور والمشاركة في الماراثون سنوياً، للإيمان بدوره وأهميته في دعم القضايا والجهات المصرية، حيث يخصص دخله سنوياً لإحدى الجهات، والحدث أكبر من كونه سباقاً أو احتفالية، وإنما عيد لمصر كلها، وليس للرياضيين، متمنياً أن يبادر المصريون إلى المشاركة بكثافة والتفاعل مع الأحداث الكبيرة. وقال: الماراثون يجسد روح التعاون والشراكة والوقوف مع الآخر، لاجتياز المعاناة وتخطي الصعاب، مشيراً إلى أن تنظيم ماراثون زايد الخيري في مصر للعام السادس على التوالي، ما هو إلا تجسيد لرؤية سديدة في دعم المبادرات الإنسانية، وتعزيز دور الإمارات وتواصلها بنهجها الإنساني وأعمالها الخيرية لكافة شعوب العالم، موضحاً أن ماراثون زايد الخيري أصبح علامة ساطعة في المبادرات الخيرية الرياضية الإماراتية على صعيد العالم، لنجاحاته الكبيرة وإسهاماته الرائدة في كل محطة. وأضاف: لابد أن يسارع الجميع من أجل المشاركة في الحدث، والتفاعل معه بالدعم، نظراً للرسالة الإنسانية التي يحملها، حيث يمثل وقفة في وجه المعاناة، كما أنه يحمل اسماً غالياً على قلب كل إماراتي ومصري، وهو المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي كان سباقاً إلى الخير في كل مكان. طارق خيري: تجسيد الهدف الإنساني أكد الدكتور طارق خيري وكيل المعهد القومي للأورام لشؤون البيئة، أن العلاقات المصرية الإماراتية تبقى متميزة بحكم الترابط الأخوي والمحبة في قلوب الشعبين على المستويات كافة، وقال: نحمل الحب الكبير لكل إماراتي، ونقدر دائماً مواقف الأشقاء الإماراتيين، ونعتبر إقامة ماراثون زايد في مصر، بمثابة تأكيد لحب الإمارات لمصر، وحب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، للشعب المصري. وأضاف: الماراثون يجسد الهدف الإنساني للإمارات، بدليل الإصرار على إقامته 6 مرات في مصر بين القاهرة والأقصر والإسماعيلية، وهذا العام في السويس، ويخصص عائده للمعهد القومي للأورام. وأشار إلى أن قيادات المعهد وجامعة القاهرة يقدرون الجهد الإماراتي لتطوير المنظومة الطبية في مصر، ونتمنى أن تتواصل مسيرة الخير والعطاء، خصوصاً أن المعهد يقدم خدماته لملايين البشر بشكل مجاني، أو بمقابل زهيد، مما يؤكد عظم وأهمية الرسالة الإماراتية، مطالباً الشعب بالتفاعل والتواصل مع الحدث، بصورة تعكس قيمته الكبيرة. وقدم وكيل المعهد القومي للأورام الشكر إلى الإمارات قيادة وشعباً، مشدداً على ضرورة أن يحذو العالم حذو الإمارات، وقال: نحن في أمس الحاجة، لأن يسير العالم بالقدر نفسه الذي تمضي عليه الإمارات. يذكر أن المعهد القومي للأورام التابع لجامعة القاهرة تأسس منذ 50 عاماً، وأصبح أكبر مؤسسة طبية في مصر، لعلاج الأورام في مصر والشرق الأوسط. القبيسي: معانٍ وأهداف سامية للرياضة أكد العميد «م» أحمد القبيسي، نائب رئيس اتحاد ألعاب القوى السابق، أن الوصول بالماراثون إلى النسخة السادسة يحمل رسالة للعالم أجمع، ويعد تأكيداً على دور ورسالة الإمارات الساعية لتحقيق السلام والتعايش وتقديم المساعدة وعون الآخرين في مختلف أنحاء العالم. وأشار القبيسي إلى أن الماراثون رسالة عطاء ومحبة تؤكد أن الرياضة ليست للممارسة فقط، ولكن لها معاني أخرى وأهداف سامية، شملت مشاركة أصحاب الهمم، وخصهم بنصيبٍ كبير من الجوائز، تقديراً لهم من قيادتنا الرشيدة بدورهم وتفانيهم وحرصهم على مشاركة إخوانهم في بناء هذا الوطن. تعليمات للمشاركين أعدت وزارة الشباب والرياضة المصرية منشوراً لتوزيعه على المشاركين، بشأن آخر التعليمات الخاصة بالحضور والمشاركة في الماراثون، وطالبتهم بضرورة الالتزام بالمسار المخصص للسباق، على اعتبار أن مخالفة ذلك ربما تتسبب في إلغاء النتيجة، فضلاً عن مراقبة خط النهاية، لأن أي محاولة للغش، أو تبادل أرقام السباق، يعني إلغاء نتيجة جميع الأرقام، مع الحرمان من المشاركة في أي حدث رياضي مستقبلاً. وطالبت الوزارة المشاركين بالتدريب الجيد وإجراء عمليات التسخين والإحماء، تفادياً للإصابات العضلية، مع المحاولة بشرف لأن ذلك يجعل للفوز طعماً أجمل. وقالت الوزارة: «يشرفنا أن يصطحب المشارك معه مرافقاً يشاركه فرحة الفوز والاحتفال، لكن المرافقين من دون أرقام سباق يتوجهون مباشرة لخط النهاية عند الكورنيش، مكان حفل الختام».
مشاركة :