كسرن فتيات سعوديات حاجز احتكار الرجال لأعمال تميزوا بها لخدمة كافة شرائح المجتمع، لعّل من أهمها صيانة وإصلاح أجهزة الجوال التي لاقت رواجاً كبيراً في الآونة الاخيرة، ولا تكاد أن تجد سيدة لا تحمل معها مالا يقل عن هاتف نقال، تماشياً مع متطلبات العصر، وتفاعلاً مع التقنية الحديثة. وعلى الرغم من تزايد إصدار الأجهزة النقالة، الا أنها تستوجب الصيانة الدورية لضمان عملها بالشكل الذي يرضى طموحات العملاء من الجنسين، على إثره واصلت الجوهرة القحطاني حلمها في العمل على صيانة وإصلاح الهواتف النقالة لصالح السيدات من بني جنسها، في خطوة تهدف إلى اعتماد النساء على بعضهن في الأعمال، إلى جانب تحقيق أعلى معدلات النجاح في ريادة الأعمال، وتجاوز النظرة الدونية من بعض أفراد المجتمع تجاه عمل المرأة في قطاعات محدودة. وأوضحت الجوهرة القحطاني، أن الفكرة بدأت نتيجة لحاجة المرأة في المملكة لمثل هذه الخدمات، التي تقدمها فتاة تعرف كيفية التعامل معها وتثق بعملها، خصوصا في ظل تعرض العديد من النساء إلى عمليات الابتزاز من الرجال خلال العمل على صيانة الأجهزة النقالة، مشيرة إلى أن البداية كانت عن طريق "الأون لاين"، وأنها وجدت إقبالاً كثيفاً وتشجيعاً من عملائها على الفكرة، عمدت خلالها إلى تطوير الفكرة وتنفيذها على أرض الواقع، عبّر تقديمها على مركز الدعم وتطوير الاعمال التابعة لجامعة الاميرة نورة بنت عبدالرحمن، مضيفة أن الفكرة تم قبولها بشكل مباشر، واحتضن المركز المشروع خلال الربع الأخير من العام ، وتم الانتهاء من تجهيز المحل بمنتصف شهر فبراير للعام ، ليتم افتتاح مشروعها بيوم من شهر فبراير. وأشارت القحطاني أنه نظراً لتزايد أعداد الزبائن والإقبال على محلها، دعت الحاجة إلى توسيع فريق عملها المكون من فتاتين إلى خمس فتيات، لأجل انجاز العديد من الاعمال المتقدمة على المحل، لافتة إلى أنها تعمل حالياً مع شقيقتها وشريكتها في المشروع مضاوي، على استهداف توسيع الشريحة المستفيدة، عبر اقامة دورات تدريبية في صيانة الأجهزة في صيف إضافة إلى العمل على افتتاح فرع آخر للمحل في الرياض، لافتة إلى أنه من الصعوبات التي تواجه مشروعها تكمن في ندرة الايدي العاملة خصوصا الفتيات السعوديات. وبيّنت القحطاني أن المجتمع مازال قادراً على العطاء واحتراف كافة الاعمال التي يحتاجها، سواء في صيانة الجوال وحتى انزال البرامج الجديدة، مايستوجب الاعتماد على الذات في تطويرها، وعدم الاعتماد على الاخرين مما يكلفهم ضياع الوقت والمال في الحصول على من يقوم بحل ما تتعرض له أجهزتهم من أعطال جراء سوء الاستخدام، مضيفة أن الفتيات السعوديات متى ما وجدن التدريب والدعم الكافي في الاعمال، فإن تلك الجهود سوف تثمر وتنعكس إيجابياً على اقتصاد الوطن عبر إقامتهن للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، والتي تُسهم في تنويع القاعدة الاقتصادية، وتحقق أعلى معدلات النمو.
مشاركة :