بغداد: «الخليج»، وكالات واصل المتظاهرون العراقيون في بغداد، ومحافظات الوسط والجنوب، احتجاجاتهم للشهر الثالث على التوالي على الرغم من استقالة رئيس الحكومة عادل عبد المهدي، مطالبين بحل البرلمان ومحاكمة المتورطين في قتل المتظاهرين، وإجراء انتخابات مبكرة، فيما دعا آخرون إلى تعطيل الدوام الرسمي في المدارس والجامعات ودوائر الدولة، في وقت واصل فيه المتظاهرون لليوم الثاني على التوالي، محاصرة حقل الناصرية النفطي الذي توقف الإنتاج فيه، بينما ذُكر أن شرطياً قتل وأصيب أربعة متظاهرين خلال احتجاجات ليلية في كربلاء. وفي ساحة التحرير ببغداد، اندلعت مشاجرة بين عدد من المتظاهرين قرب المطعم التركي وتطورت إلى استخدام الأسلحة البيضاء، ما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص في صفوف المتظاهرين وفق ما ذكر مصدر أمني. وذكر مصدر مطلع أن محتجين اقتحموا، صباح أمس، مبنى مديرية تربية الرصافة الثانية الكائن في شارع فلسطين شرقي بغداد، وقاموا بتحطيم محتويات مبنى المديرية، وإخراج الموظفين قسراً من أجل منع الدوام. وفي الناصرية، تواصل إغلاق حقل الناصرية النفطي وتوقف العمل فيه الأحد، لليوم الثاني على التوالي، مع استمرار محاصرة الموقع من قبل متظاهرين يطالبون بفرص عمل، وفقاً لمصادر نفطية محلية. ويبلغ إنتاج حقل الناصرية مئة ألف برميل في اليوم عادة. وهي المرة الأولى التي يتوقف فيها الإنتاج في حقل نفطي في العراق منذ بدء التظاهرات غير المسبوقة المناهضة للحكومة. وقال المتحدث باسم وزارة النفط عاصم جهاد في بيان رسمي، إن «الوزارة أوقفت عمليات الإنتاج في حقل الناصرية بشكل مؤقت، لعدم تمكن موظفي الحقل من الوصول إلى أماكن عملهم بسبب قطع الطريق من قبل المتظاهرين المطالبين بالتعيين». وأشار إلى أن «عملية الإيقاف لم تؤثر في عمليات الإنتاج والتصدير التي سيتم تعويضها من شركة نفط البصرة، لا سيما ما يتعلق بسقف الإنتاج المحدد من أوبك»؛ منظمة البلدان المصدرة للنفط. وفي الديوانية أعلن متظاهرون مجدداً أمس، «الأضراب العام» في إطار احتجاجات متواصلة تهدف إلى دفع السلطات إلى الاستجابة لمطالبهم. وقال مصدر محلي، إن «متظاهرين في قضاء الشامية بالديوانية قطعوا صباح أمس، الطريق العام الرابط بين الديوانية والنجف بواسطة حرق الإطارات». وأضاف أن «ذلك أدى إلى توقف حركة سير العجلات وحدوث ازدحام مروري على الطريق»، كما أغلق متظاهرون في الديوانية أغلب الدوائر الحكومية، ومنعوا الموظفين من الاستمرار بالدوام. وفي كربلاء، ذكر شهود عيان أمس، أن أحد عناصر الشرطة قتل وأصيب أربعة متظاهرين بحالات اختناق جراء استنشاق الغازات المسيلة للدموع، بعد مصادمات ليلية بين المتظاهرين والقوات الأمنية وسط المدينة. وقال الشهود إن قوات الشرطة عثرت في وقت مبكر أمس، على جثة أحد عناصرها وعليها أثار رصاص حي قرب جسر الضريبة، فيما أصيب 4 من المتظاهرين بحالات اختناق جراء استنشاق الغازات المسيلة للدموع بعد أن استخدمت القوات الأمنية الرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع لتفريق التظاهرات الاحتجاجية وسط كربلاء الليلة قبل الماضية.
مشاركة :