تظل الرسائل البابوية السنوية في عيد الميلاد المجيد أو عيد القيامة، هي شاهدة على التاريخ، وعلى أحداث كل العصر فيما قبل كانت تلك الرسائل ينتظرها الشعب ومنهم من لم يتعلم القراءة كان يتلوها عليه المتعلم لتكون هداية وكلمة تعزية للعام الجديد، فكانت كلمة البابا شنودة الثالث تحمل السلام في سطورها ولمحبينه حتى كان ينتظرها المصرين جميعا مما جعلهم يلقبونه برجل السلام فجاءت تهنئته في عام 2011 كما هي: أبنائي وإخوتي الأحباء أهنئكم بعيد الميلاد المجيد طالبًا لكم حياة مباركة، مقدسة، ثابتة في الرب.لقد جاء السيد المسيح إلى الأرض لكي يبشر بالحب وينشر الحب في أرجاء العالم وصدق أمير الشعراء أحمد شوقي حينما قال: "ولد الحب يوم مولد عيسى"هو ينشر الحب، وهو أيضًا كان حبًا متحركًا أينما حل. كل من اتصل به نال نصيبًا من حبه ومن عطفه ومن رقته وإشفاقه. وهكذا قيل عنه إنه "كان يجول يصنع خيرًا"، ونص الآية هو: "الَّذِي جَالَ يَصْنَعُ خَيْرًا" (سفر أعمال الرسل 10: 38). يمر على المرضى فيشفيهم، وعلى الحزانى فيعزيهم، وأيضًا يدعو الجميع إلى أنهم يطعموا الجوعانين ويكسون العرايا ويهتموا بالغرباء ويزوروا المساجين فلما قالوا له: "متى يا رب رأينا هذا" قال لهم: مهما فعلتموه بأحد هؤلاء الأصاغر فبي قد فعلتم، ونص الآيات هو: "تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ. لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي. كُنْتُ غَرِيبًا فَآوَيْتُمُونِي. عُرْيَانًا فَكَسَوْتُمُونِي. مَرِيضًا فَزُرْتُمُونِي. مَحْبُوسًا فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ. فَيُجِيبُهُ الأَبْرَارُ حِينَئِذٍ قَائِلِينَ: يَا رَبُّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعًا فَأَطْعَمْنَاكَ، أَوْ عَطْشَانًا فَسَقَيْنَاكَ؟ وَمَتَى رَأَيْنَاكَ غَرِيبًا فَآوَيْنَاكَ، أَوْ عُرْيَانًا فَكَسَوْنَاكَ؟ وَمَتَى رَأَيْنَاكَ مَرِيضًا أَوْ مَحْبُوسًا فَأَتَيْنَا إِلَيْكَ؟ فَيُجِيبُ الْمَلِكُ وَيَقوُل لَهُمْ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ" (إنجيل متى 25: 34-40).كان حبًا يتمشى وسط الناس وأيضًا كان يهتم بالطوائف التي كانت مستبعدة من اليهود كالسامريين والأمم.فالسامريون مثلًا، كان إذا وقع ظل واحد منهم على يهودي كان ينجسه أو يعتبرون كذلك. فكانت النتيجة أن السيد المسيح احتضن هؤلاء أيضًا بمحبته، وذكر لهم مثل السامري الصالح وكيف أنه كان أكثر نبلًا من الكهنة ومن اللاويين. وكذلك الأمم الذين كانوا مكروهين من اليهود قال السيد المسيح عن أحدهم (قائد المائة) لم أجد في إسرائيل كله إيمانًا مثل إيمان هذا الرجل.نحب الخير أي نعيش في حياة الفضيلة والبر، عن محبة وليس عن اضطرار ولاعن أمر ننفذه، إنما نحب الخير وكذلك نحب الغير أيًا كان. نحب الناس جميعًا من الناحية السلبية لا نؤذي أحدًا ولا نحسد أحدًا، ولا نُتْعِب أحدًا. ومن الناحية الإيجابية نحب الناس بأن نعمل من أجلهم كل ما نستطيعه من خير وهنا يبدو العطاء كفضيلة مهمة أن الإنسان من محبته للغير يعطي. ويعطي من قلبه ويعطي بصفة دائمة ويستمر في العطاء حتى البذل ويصل في البذل إلى بذل الذات.مبارك الرب الذي علَّمنا الحب، وعلَّمنا أن نحب جميع الناس وبالحب يعيش الناس جميعًا في سلام، لا يُخطئ فيهم أحدٍ إلى غيره وهنا أعود وأشكر السيد الرئيس مرة أخرى، كما أشكر أيضًا كل الحاضرين معنا من الوزراء والسفراء والنقباء ورجال الدولة، وأيضًا الحرس الذي قام بواجب كبير في هذا اليوم، كما نشكر أيضًا على الإفراج عن الإخوة الذين كانوا مُحتجزين.
مشاركة :