والمذهل حقيقة هذا الذي يحدث في عالم الفن، مبدعون جدد من الجيل الشاب وبأحدث التقنيات الفنية يتوافدون بتشجيع من المؤسسات الراعية للثقافة مثل «مسك» أو وزارة الثقافة لكي -وببساطة - «يحلموا»، والحال تُسخر لهم الإمكانات لكي ينفذوا أحلامهم ويجدوها متجسدة على أرض الواقع في هيئة أعمال تجريدية أو تركيبية أو سينمائية أو موسيقية وغيرها. النقلة النوعية التي تحققت في ساحة الفن السعودي في السنوات الأخيرة كان من العسير تخيلها قبل ست سنوات من الآن، المفاهيم التي تُطرح هي من العمق ما يضاهي النتاج الدولي، ومستويات تنفيذها تتسم بالحرفية والجودة العالية بأحدث التقنيات العالمية، هناك مواهب تنضج بسرعة نظراً للإمكانات التي توفر لها والتشجيع بلا حدود. عدد المتاحف الفنية (4) التي خططت وتمضي حثيثاً لتنفيذ مخططاتها، وزارة الثقافة هي من الخطوات الرئيسة للتأسيس لقاعدة فنية لدى الأجيال المتعاقبة، في سنوات تعد على الأصابع حدث هذا الانقلاب في النظرة للفن واعتماده كركيزة تنموية للفرد والمجتمع على السواء، إذ لم يعد يُنْظر للفن بصفته ترفاً مقصوراً على فئة ضيقة تصارع في عزلة لتنتج فنها، إنما أصبح يُنظر للفن والثقافة عموماً كوسيلة للرقي بالوجود ومن صميم احتياجات الفرد السعودي، ويعد حرفة معترفاً بها تثير الاحترام، وتلقى الرعاية المؤسساتية كما هو الأمر في الدول ذات الباع الطويل في التأسيس للموروث الفكري الإنساني. هناك طاقة شابة جبارة تتمخض بعنفوان لم يسبق له مثيل في تاريخ الدول وتمضي حثيثاً لنقل المملكة عصوراً مستقبلية في وقت قصير. أصداء ترسلها مملكتنا، ولعل أحد أبسط تلك الأصداء نقتبسه على سبيل المثال من الحفل الموسيقي الذي أحياه «Shaggy» الموسيقي والمغني والممثل الجامايكي الذي رشح 7 مرات لجائزة «جرامي Grammy awards» وفاز مرتين بجائزة «أفضل ألبوم Reggae Album عامي 1996 و2019»، ففي الرياض ووسط جمهور ملتهب بالآمال والحماسة هتف شاقي «هنا يا سعودية، هنا والآن»، عبارة خفيفة لكنها عبرت عن الحضور السعودي، نعم «هنا والآن حضورك الحي والمحيي يا سعودية».
مشاركة :