ورد سؤال للشيخ أحمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء من سائل يقول " هل آمنة بنت وهب، والدة الرسول –صلى الله عليه وسلم- من أهل النار.أجاب أمين الفتوى خلال فيديو عبر الصفحة الرسمية للدار، أن حديث رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لأُمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِي)، هو حديث ضعيف، وحتى من قال به ذكر بعدها حديث أن الله سبحانه وتعالى أحيا لرسول الله –صلى الله عليه وسلم- أبويه فآمنا به".وأكد أمين الفتوى بالدار، أنه لم يرد أن والدي الرسول كانا مشركين، وإنما كانا مؤمنين على ملة سيدنا إبراهيم، متسائلًا: "كيف للسيدة آمنة أن تؤمن بالرسول –صلى الله عليه وسلم- وهي ماتت وعمره 6 سنوات، لكنه ورد أنها عند الاحتضار خاطبت الرسول بقولها: "بارك فيك الله من غلام، يا ابن الذي من حومة الحمام نجا بعون الملك المنعام، فودي غداة الضرب بالسهام بمائة من إبل سوام، إن صح ما أبصرت في منامي فأنت مبعوث إلى الأنام، من عند ذي الجلال والإكرام تبعث في الحل وفي الحرام، تبعث بالتحقيق والإسلام دين أبيك البر إبراهام، تبعث بالتخفيف والإسلام أن لا تواليها مع الأقوام، فالله أنهاك عن الأصنام"، مشيرًا إلى أن هذه الشبهة يثيرها النابتة الذين يعتقدون أن تفسير العلوم بالنصوص فقط.وحسمت دار الإفتاء المصرية الجدل حول مصير والدي الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، فأكدت أنهما "ناجيان وليسا من أهل النار"، مستندة في ذلك إلى جمع من العلماء.وأعدت أمانة الفتوى في الدار بحثًا، ردًا على سؤال بصحة الكلام القائل بكون "والدي الرسول من المشركين، وهما في النار".وجاء في الرد أنهما ناجيان وليسا من أهل النار. واستدل العلماء على ذلك بأنهما "مِن أهل "الفَترة"، لأنهما ماتا قبل البعثة ولا تعذيب قبلها، لأن مَن مات ولم تبلغه الدعوة يموت ناجيًا، لتأخر زمانهما وبُعدِه عن زمان آخر الأنبياء، وهو سيدنا عيسى -عليه السلام-، ولإطباق الجهل فى عصرهما، فلم يبلغ أحدا دعوةُ نبي من أنبياء الله إلا النفر اليسير من أحبار أهل الكتاب فى أقطار الأرض كالشام وغيرها، ولم يعهد لهما التقلب فى الأسفار ولا عمَّرا عمرًا يمكن معه البحث عن أخبار الأنبياء.وهما ليسا من ذرية عيسى عليه السلام ولا من قومه، فبان أنهما مِن أهل الفترة بلا شك. ومَن قال: إن أهل الفترة يُمتَحَنُون على الصراط فإن أطاعوا دخلوا الجنة وإلا كانت الأخرى، فإن العلماء نصُّوا على أن الوالدين الشريفين لو قيل بامتحانهما فإنهما من أهل الطاعة.قال الحافظ ابن حجر: "إن الظن بهما أن يطيعا عند الامتحان"، واستدلت الفتوى بإثبات نجاتهما من النار "لأنهما لم يثبت عنهما شرك، بل كانا على الحنفية دين جدهما إبراهيم -عليه السلام-، ولقد ذهب إلى هذا القول جمعٌ من العلماء، منهم الفخر الرازى فى كتابه "أسرار التنزيل".وشرحت "استدل أهل هذا الطريق بقوله تعالى: {الَّذِى يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِى السَّاجِدِينَ} (الشعراء: 218، 219)، أى أنه (ص) كان يتقلب فى أصلاب الساجدين المؤمنين مما يدل على أن آباءه لم يكونوا مشركين. وقال الرازي: "قال -صلى الله عليه وآله وسلم: {لَم أَزَل أُنقَلُ مِن أَصلابِ الطّاهِرِينَ إلى أَرحامِ الطّاهِراتِ}، وقال تعالى: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} (التوبة: 28)، فوجب ألا يكون أحدٌ مِن أجداده (ص) مشركًا".كما رفضت أمانة الفتوى القول بأن القول إنهما خير من المؤمنين مع كفرهما، لأن هذا يعني القول بتفضيل الكافرين على المؤمنين. وأضافت "ولكي نخرج من هذا المحظور وجب أن نقول أنهما مؤمنان".أما الرواية الثالثة التى استندت إليها أمانة الفتوى فى قولها بنجاة والدي الرسول، بأن الله تعالى أحياهما له حتى آمَنا به، وأضافت أن هذا المسلك مال إليه طائفة كثيرة مِن حفاظ المحدِّثين وغيرهم، منهم: الخطيب البغدادى وابن شاهين وابن المُنَيِّر والمحب الطبرى والقرطبى، واحتجوا لمسلكهم بأحاديث ضعيفة، ولكنها ترقى إلى الحسن بمجموع طرقها.وأنهت أمانة الفتوى بحثها بتوجيه النصيحة لشباب الدعوة إلى الله أن "يتقوا الله فى الأمة ولا يبالغوا فى إطلاق الأحكام قبل الفهم والبحث".
مشاركة :