الشارقة:زكية كردي يختبئ البعض خلف شاشاتهم فيصبحون أكثر جرأة وقدرة على التجريح والتنمر على الآخرين عبر التعليقات والرسائل، فلا حرج من السخرية اللاذعة، والشتائم، التشهير. والقائمة تطول وتطال طيفاً واسعاً من مستخدمي مواقع «التواصل الاجتماعي» عموماً، تضاف إليها شركات متخصصة في التشهير والتهكير أيضاً ممتهنة «البلطجة الإلكترونية» التي تستهدف الكثير من المشاهير وغيرهم أيضاً، كما تساهم أيضاً في نشر سلوكيات التنمر. ولعل أبرزها موجة التنمر التي طالت ملكة جمال الكون مؤخراً زوزيبيني تزنزي ذات البشرة السمراء من جنوب إفريقيا. وهو ما يجعلنا نستعيد الكثير من القصص المشابهة التي تحصل يومياً في الشوارع الخلفية للعالم الافتراضي.تقول مريم مطر، ربة منزل:«مواقف التنمر تجعلها تخاف على أبنائها من مواقع التواصل، خاصة أن معظم الأطفال يفضلون إخفاء مشاكلهم عن الأهل، الذين يحاولون متابعة ما يحصل بشتى الطرق ليكونوا أقرب إلى عالم الأبناء».ضمن مجموعة تهتم بالأزياء والموضة عبر موقع «فيس بوك»، شاركت فتاة عدداً من صورها، ويبدو أن المجموعة كانت تضم فتيات يشعرن بالغيرة منها أو يختلفن معها بالرأي استطعن إشعال التعليقات الساخرة ضدها، حسب وفاء غزال، ربة منزل، وتقول: «حاولت ومجموعة من السيدات الدفاع عن الفتاة، لكن دون جدوى، حيث انهالت التعليقات السلبية والساخرة بشكل جارح آذاني أنا شخصياً، وجعلني أتساءل عن السبب الذي يجعل الناس يستسهلون إيذاء مشاعر الآخرين، وهل يمكن أن يتصرفوا بهذا الشكل على أرض الواقع». وتضيف: هذا الموقف يبين إلى حد كبير خطورة مواقع التواصل الاجتماعي بالنسبة لمن لا يجيد التعامل معها. ولعل قلة قليلة لم تتعرض للتنمر في فضاء مواقع التواصل الاجتماعي الواسع، حسب راميا صبحي، مديرة محل مبيعات، وتقول: أكثر الأمور استفزازاً أن نتعرض للتنمر والتجريح من شخص في بلد آخر، فلا يمكننا الرد خاصة إذا كان مستواه منحطاً جداً، وحقيقة أن الحظر وحده لا يزيل حالة التوتر والانزعاج، وتذكر أنها وجدت مجموعة من الشتائم الجارحة على «المسنجر» من شخص لا تعرفه، فقط لأنها لم تقبل طلب الصداقة ولم ترد على رسائله، ولأنه يقيم في بلد آخر لم يكن بإمكانها فعل شيء سوى حظره كغيره من المتحرشين، لكن هذا الموقف تحديداً جعلها تشعر بالنفور من «المسنجر» عموماً وتبتعد عنه.يحذر جعفر الصالح، صاحب محل ألبسة، من انتشار طريقة الرد على المتنمر ب«التنمر»، حيث ينقل صاحب الحساب المحادثات الشخصية التي قد تتضمن الشتائم والانتقادات اللاذعة من المحادثات الخاصة على «المسنجر» أو«الوتس آب» إلى صفحته العامة ليعرض الموضوع على متابعيه. ويضيف: رغم أن هذه الطريقة تعتبر مثالية بالنسبة للكثيرين وفق مبدأ «العين بالعين والسن بالسن» إلا أنها لا تناسب الكثيرين في مجتمعنا، وخاصة النساء والفتيات، فكثيرات منهن يضطررن للصمت تجنباً للفضيحة أو الانتقادات التي قد تحولها إلى تنمر أكبر تبعاً إلى البيئة والعائلة والحالة الاجتماعية. إجراءات احترازية تتطرق ليندا حمادة، مستشارة اجتماعية وثقافية، لمجموعة من الإجراءات الاحترازية التي ينبغي القيام بها للحماية من التنمر، وتقول: هناك عصابات تفتح شركات للتنمر لتشويه سمعة بعض الأشخاص والأمر لم يعد خفياً، لذا علينا توخي الحذر لأننا جميعاً معرضون لهذه الأمور، فلا نقبل طلبات الصداقة من «حسابات» لا تعرض صوراً وأسماء حقيقية. وكذلك الأمر للمتابعين الخفيين، لذا علينا أن نعمل على تفقد حساباتنا وتنظيفها كل فترة، وفي حال التعرض للتنمر يرجى عدم الرد على الرسائل أو التعليقات المسيئة، لأن الرد قد يحتسب كإدانة عند رفع الشكوى للشرطة والذي يعتبر الإجراء الأسلم. وتؤكد حمادة وجود قوانين صارمة فعالة تحمي مواطني ومقيمي دولة الإمارات فيما يخص الإساءة الإلكترونية والتشهير. أما في حال تم اختراق الحساب أو انتحال الشخصية فيتوجب الاستعانة بالأصدقاء لقفل الحساب من خلال تقديم عدد كبير من التقارير لإدارة الموقع، وتلفت أيضاً إلى ضرورة حماية الأبناء من الحسابات الوهمية، وأيضاً تحديد المشاهدة لهم على «يوتيوب» تحت سن 18 سنة.
مشاركة :