خلال مباراة الثلاثاء بين الترجي الرياضي وضيفه الشبيبة القيروانية، قدم مهاجم فريق باب سويقة الليبي حمدو الهوني عرضا مميزا، ليقود بفضل مهاراته العالية فريقه إلى الفوز بفارق عريض للغاية. لقد أثبت هذا اللاعب مجددا أنه يعد حاليا النجم الأول للترجي خاصة بعد خروج الجزائري يوسف البلايلي في أعقاب الموسم الماضي، فالهوني بات أحد أهم مفاتيح لعب فريقه والمساهم الأول في تحقيق عديد الانتصارات الباهرة، على غرار ما حصل في كأس العالم للأندية الأخيرة عندما سجل ثلاثية تاريخية في مرمى نادي السد القطري. ويترجم تألق الهوني بوضوح المكانة التي بات يحظى بها اللاعب الليبي ضمن الأندية التونسية، وبروز هذا اللاعب فتح المجال لعدد آخر من اللاعبين الليبيين لفرض تألقهم ضمن الأندية التونسية التي أصبحت تعج هذا الموسم بعدد كبير من المواهب الليبية. وللتأكيد على مكانة حمدو الهوني في تشكيلة الترجي الرياضي، نوّه مدرب الفريق معين الشعباني بالقدرات الكبيرة لهذا اللاعب ومدى تأثيره على أسلوب لعب الفريق، وأوضح في هذا السياق في تصريحه لـ”العرب”، “هو لاعب مهم للغاية ومؤثر في الفريق، حيث تألق في الموسم الماضي، قبل أن يأخذ على عاتقه هذا الموسم مسؤولية أكبر، وفي أغلب المباريات التي خاضها، كان أداء الترجي هجوميا جيدا للغاية”. وأضاف الشعباني أن الهوني يعتبر من أفضل اللاعبين المشاركين في منافسات دوري الأبطال، مؤكدا أن نجاح تجربته إلى حد الآن مع الترجي يثبت أن اللاعبين الليبيين لديهم قدرات عالية تساعدهم على التألق في أقوى الدوريات. توهج فضلا عن الهوني الذي تغنت باسمه كثيرا جماهير الترجي، فإن حضور اللاعبين الليبيين يكاد يشمل غالبية الأندية التونسية هذا الموسم، ومن بينهم نجم الملعب التونسي علي معتوق الظهير الأيمن للمنتخب الليبي، هذا اللاعب بدأ خلال الموسم الحالي تجربته “التونسية”، وسرعان ما تمكن من فرض نفسه ضمن أفضل اللاعبين في الفريق. وتألق معتوق بشكل لافت مع الملعب التونسي بما أنه ساهم كثيرا في تحسن نتائج هذا الفريق وساعده على الارتقاء في سلم الترتيب، ليكون بذلك من بين أفضل اللاعبين في مركزه وقد ينهي الموسم ضمن التشكيلة المثالية للدوري التونسي. وأشاد جلال القادري مدرب الملعب التونسي بقدرات هذا اللاعب قائلا في تصريح لـ”العرب”، “هو لاعب يملك تجربة رائعة ولديه قدرات جيدة للغاية، لقد تمكن بسرعة من التأقلم مع الفريق وأصبح من الركائز الأساسية، مساهمته واضحة في تحسن أداء الفريق ونتائجه”. ولا يقتصر توهّج اللاعبين الليبيين على هذا الثنائي فقط، بل برز في تشكيلة الاتحاد المنستيري المتصدر الحالي للدوري، اللاعب محمد طلحة المكاري، حيث فرض نفسه بسرعة ضمن الفريق وتألق بشكل لافت في أغلب المباريات، وقد أشاد مدرب الاتحاد لسعد الشابي بموهبة هذا اللاعب مؤكدا أنه قدم الكثير للفريق. كما يضم النجم الساحلي لاعبين اثنين شاركا في بعض مباريات الفريق وهما المهاجم الدولي أنيس سلتو ومتوسط الميدان الشاب مهند عيسى. ما يمكن تأكيده أن القرار الذي اتخذه الاتحاد التونسي لكرة القدم منذ الموسم الماضي بفتح الباب أمام لاعبي دول شمال أفريقيا للعب مع فرق الدوري التونسي الممتاز وعدم اعتبارهم لاعبين أجانب، خدم كثيرا اللاعبين الليبيين وساعدهم على تطوير أدائهم والمحافظة على مستواهم. وجهة آمنة ففي ظل عدم انتظام منافسات الدوري العام في ليبيا، بدت فكرة خوض تجارب في الدوري التونسي مغرية بالنسبة لمواهب الكرة الليبية، خاصة وأن كل العوامل تساعدهم على النجاح بفضل التقارب الكبير بين المدرستين التونسية والليبية وسهولة الاندماج. وفي هذا السياق أشار الصحافي التونسي خليل بلحاج علي إلى أن التجارب الحالية للاعبين الليبيين أكدت معطى هاما يتعلق بالموهبة الكبيرة التي يتمتعون بها، حيث تمكن أغلبهم من الظهور بمستوى جيد، وأصبحوا من العناصر الأساسية في فرقهم. وأضاف في هذا السياق “مع انطلاق الميركاتو الشتوي في تونس، من المؤكد أن عدد اللاعبين الناشطين في الدوري التونسي سيزيد، خاصة وأن عدة أندية باتت مقتنعة بأن اللاعب الليبي لديه كل المقومات التي تساعده على تقديم الإضافة سريعا، وهو لا يحتاج لوقت طويل كي يتأقلم مع فريقه الجديد”. ويعتبر الدوري التونسي أيضا بوابة لخوض تجارب أخرى في أوروبا، فعدد كبير من اللاعبين الليبيين يعتقدون أن المحافظة على نسق المباريات والمشاركة في دوري تونسي يعتبر من أفضل الدوريات في القارة الأفريقية يمنح كل الضمانات من أجل إقناع الأندية الأوروبية بالتعاقد معهم مستقبلا. ولا تقتصر أهمية اللعب في الدوري التونسي على تحديد مستقبل هؤلاء اللاعبين، بل إن المنتخب الليبي سيكون أول المستفيدين، بما أن المشاركة بانتظام وتطوير الأداء يعطيان الضمانة الكافية من أجل تحسين قدرات منتخب “فرسان المتوسط” وتوسيع قاعدة الاختيارات أمام الجهاز الفني.
مشاركة :