ابتسمت كثيراً وأنا أقرأ إحدى إحصائيات الحضور الجماهيري للعبة الأكثر جماهيرية في بلادنا. الرقم يقول حضر 120 ألف مشجع في 28 مباراة، أي بمعدل 4285 متفرج في المباراة الواحدة (الحياة 21 سبتمبر). أرقام هزيلة بامتياز لا تسمن ولا تغني من جوع ،خاصة أن أسعار التذاكر على قد الحال! ربما لا تزيد في المعدل عن 30 أو 40 ريالاً.. ويا بلاش!! ولذلك تقتات الأندية على التبرعات السخية من أولئك الذين ابتلاهم الله بالإنفاق على هذه الأندية التي لولاهم لأقفلت أبوابها منذ زمن طويل. طبعاً لن أقارن بأندية من شاكلة ريال مدريد أو برشلونة أو مانشستر يونايتد، ولا دونهم بكثير، فتلك مقارنة خارج السياق. الأندية هناك مؤسسات تجارية اقتصادية عملاقة.. إن أفلست بيعت في المزاد أو أغلقت أبوابها إلى حين ميسرة. والاستثمار في المؤسسات التجارية يتطلب بيئة صحية أساسها الاستقلالية والتنافسية والفرص المتكافئة ثم النتائج التي تقنع الجمهور بالحضور ودفع ما يُعد بالنسبة لنا (ثروة) تُهدر في كرة قدم لا غير. دعوني أضرب مثلاً بمؤسسة غير تجارية! هي تعليمية حكومية، وأمثالها كثير في الولايات المتحدة تحديداً حيث الرياضة ممارسة ترفيهية بحتة لا دخل للدولة فيها. في شهر سبتمبر الماضي لعب فريق جامعة ميتشجان ضد فريق جامعة نوتردام مباراة في كرة القدم الأمريكية. هذه فرق جامعية غير احترافية والمباراة جرت في مدينة جامعية صغيرة. ومع ذلك تجاوز عدد المشجعين 115 ألفاً، وبلغ معدل سعر التذكرة الواحدة قرابة 300 دولار أمريكي. وعند ترجمة ذلك إلى إيرادات زاد إجمالي الدخل عن 33 مليون دولار أمريكي أو ما يعادل 126 مليون ريال سعودي. لا أريد أن أزيد أنديتنا (شبه المفلسة) إحباطاً إلى إحباط، ففيها ما يكفيها، لكني ومعي ألوف آخرون يتساءلون: إلى متى تستمر حال الأندية الرياضية على هذا المنوال.. عرضة للإفلاس في أي لحظة؟ وعليها شكاوى ودعاوى بالجملة؟ واعتراضاتها على كثير من القضايا (الواضحة) بالجملة من شاكلة حقوق النقل التلفزيوني، واختيار الحكام، والاتهام بمحاباة فريق على حساب آخر! بصراحة كل الذي قطعناه من مشوار الألف ميل ميل وحيد أفرز انتخاباً لاتحاد الكرة نحسبه مستقلاً في قراراته وتحركاته. مقالة للكاتب سالم سحاب عن جريدة المدينة
مشاركة :