طلال سالم: لا يوجد نقد أدبي

  • 1/6/2020
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

** حوار: نجاة الفارس أكد طلال سالم الصابري الفائز بجائزة «مهرجان الشارقة للشعر العربي» أن الإمارة اليوم التي تمثل الإمارات ثقافياً على خريطة العالم؛ بفضل رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وقال: إن الشاعر حتى يكون مميزاً ومتألقاً يحتاج إلى الكثير من الجهد والعمل والقراءة المكثفة، وحضور الندوات والاستمرار، وتقبل النقد رغم أنه للأسف لا يرى حركة نقدية تستحق الذكر، ولفت إلى أن بعض قصائد قصيدة النثر كارثية، وأوضح أن مصدره الحقيقي في الإلهام التعب والمعاناة، وأن العزلة مهمة جداً للشاعر.طلال سالم موهبة شعرية، فرض حضوره بقوة على الساحة الثقافية محلياً وعربياً، له مشاركات داخلية وخارجية في تمثيل الدولة في مجالات الشعر والثقافة والندوات المتخصصة، له العديد من الإصدارات الشعرية؛ منها: «حتى تعود» عام 2000 و«خرير الضوء» عام 2009؛ و«برزخ الريح» عام 2013؛ و«إماراتي في نيجيريا» وهو من أدب الرحلة عام 2014 والكثير من الكتب بعضها إلكترونية وبعضها مطبوعة.* كيف تلقيت خبر فوزك بالجائزة ؟ - حقيقة فاجأني الخبر؛ لكنني منذ تأسيس بيت الشعر عام 1997 كنت أحد أبناء هذا البيت الذين تربوا في ظله، حضرت جميع الندوات والأمسيات التي أضافت لي الكثير، وآمنت برؤية وتجربة صاحب السمو حاكم الشارقة، والتي عمل على تحقيقها على مدى 40 عاماً في خدمة الثقافة ابتداء من معرض الكتاب الأول إلى ما وصلنا إليه من نشاط ثقافي حافل ممتد على مدار السنة، مما أدى إلى خروج الشارقة من منطقتها الإقليمية إلى العالم، فالشارقة اليوم تمثل الإمارات في كل المحافل، وكل جزء من هذه المشاركات الخارجية في البرازيل.. في دلهي.. في باريس.. في القاهرة وفي كثير من الدول التي زرتها نتيجة لهذه الثورة المعرفية الثقافية التي امتدت عبر سنوات. تطور* ما الإصدار الذي تعده نقلة نوعية في مسيرتك، ولماذا؟ - بدأت إصداراتي عام 2000 بديوان «حتى تعود» ومن يقرأ هذا العمل، يكتشف تطوري الشعري، هناك الكثير من الإصدارات التي أعتز بها، وكل القصائد أعتبر أنها جزء من رحلتي في الحياة، من تجاربي وتطوري العقلي والفكري والنفسي والروحي، فالشعر لا يخلو من التجربة الروحية في هذا العالم المكتظ بالزحام. *ما مصدر الإلهام في شعرك؟مصدري الحقيقي في الإلهام التعب والمعاناة، وربما ملامسة الحياة بكل تفاصيلها، أنا أعيش اللحظة كما هي، وأحاول أن أكون بكامل إنسانيتي، بكل ما أعانيه من ظروف في الحياة من عمل ومن تجربة، ولكن من يقرأ تجربتي الشعرية يلاحظ فيها انكفاءة على الذات، إذن هي المعاناة أو التأمل والبحث في تفاصيل الحياة، لأن هذا البحث هو الذي يعطي الشاعر العمق مما ينعكس على إبداعه بشكل أو بآخر.*ماذا يحتاج الشاعر كي يكون مميزاً ومتألقاً؟ يحتاج الكثير من الجهد والعمل والقراءة المكثفة وحضور الندوات وتقبل النقد، ولا يمكن الأخذ برأي الجمهور في التجربة الشعرية، رغم أني لا أحب النخبوية؛ لأن الشاعر إذا لم يلامس عاطفة الناس فليس له أي تأثير، الشاعر يحتاج أيضاً أن يتواصل مع الشعراء ويطلع على ما هو قديم ثم يبدأ في البحث عن الجديد، والتجربة اللافتة تعتمد على ما يمكن للشاعر تصويره بشكل مختلف تماماً عما كتب في السابق ليصل إلى هوية شعرية تضيف لنفسه ثم تضيف إلى الحركة الشعرية. * ما أحدث نتاجك، وما مشروعك الأدبي القادم؟ آخر كتاب صدر لي في الدورة الحالية من «مهرجان الشارقة للشعر العربي»، وهو مختارات شعرية من قصائدي، ومن سيقرأ كتابي الجديد سيتعرف إلى تجربة طلال سالم الشعرية، ومن الإصدارات التي أحبها أيضاً «تعالي» وهو 200 سوناتة حب وومضات شعرية عبارة عن بيتين من الشعر في كل ومضة، وهو يتماشى مع الومضة التي نعيشها في عصر السرعة، وقد كتبت أكثر هذه الومضات في «تويتر». انعكاس * إلى أي مدى ترى ضرورة التفرغ للشاعر؟ الشاعر ينعزل عن العالم حتى لو كان في وسط الزحام أو الضجيج يبحث لنفسه عن ملاذ للتأمل، والتأمل هو سر حقيقي من أسرار الشعر؛ لأنه يظهر ما هو مكنون في ذوات الإنسان ويبين تفاعله الحقيقي مع ذاته، وكيفية انعكاس هذه الذات في كلمات. * كيف تنظر إلى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الحركة الشعرية؟ أكن لوسائل التواصل الاجتماعي الكثير من التقدير؛ لأنها لامست الناس وتجاوزت الحواجز بين المبدع وجمهوره، ومعرفة رد فعلهم المباشر، وفهم ما يؤثر فيهم وما يصل إليهم وما يدخل إلى قلوبهم، لقد أثرت في الشعراء والكتّاب بقوة وعلى طريقة كتابتهم؛ حيث أصبحت مختصرة جداً، الآن سيلغي الإعلام الجديد الإعلام الرسمي في السنوات المقبلة، وعلينا أن نخاطب ما هو مهتم بالشعر، ونرسل إليه الرسالة بشكل مباشر مرئي ومسموع ومكتوب، وربما لن يحتاج الشاعر أن يذهب إلى ندوة، قد يقيم أمسيته في بيته عبر جهازه المحمول، ويصافح أكبر عدد من الجمهور، ويوثق ذلك؛ من خلال «اليوتيوب» ووسائل التواصل الاجتماعي؛ بحيث يصل إلى أكبر عدد بطريقة سلسة وسهلة ومختصرة.غياب * إلى أي مدى تعتقد أن الحركة النقدية في الإمارات مواكبة للحركة الإبداعية؟ لا أرى حركة نقدية في الإمارات تستحق الذكر للأسف، وقد ذكرت ذلك في عدة لقاءات، أغلب النقد مجامل ربما مراعاة للأوضاع الاجتماعية التي يأخذها الناقد في الاعتبار، نحن نحتاج حركة نقد حقيقية قوية تتواصل مع الجمهور وتصل إليه، وتفهم ما يريده، وهذه الحركة ستعين الشاعر على التركيز على الإبداع والانطلاق ليصل إلى الناس ويؤثر فيهم، نحن نحتاج حركة نقدية.* ما رأيك بقصيدة النثر ؟بعيداً عن التسميات: قصيدة النثر، قصيدة التفعيلة، العمودية التي أكتبها فقط، أعطني شعراً جميلاً وأنا أستمع إليك، لا أحتاج أن أضع إطارات للشعر، لا أحتاج أن أضع قواعد للشعر الجيد؛ لأن الإبداع لا ينحصر في فكرة أو أيديولوجيا معينة، فهو ينطلق من الذات، من قدرة الشاعر على فهم الواقع وملامسة هموم المجتمع وواقعه. كثيرون ممن يدعون كتابة قصيدة النثر يعيدون تجارب الآخرين، هناك تجارب رائعة لا أقلل من قيمتها وهناك تجارب كارثية تقتل تلك القصيدة.

مشاركة :