واصل أُدباء ومثقفون بالمنطقة الشرقية استنكارهم وإدانتهم للفعل المجرم الإرهابي الآثم، الذي وقع بقرية القديح وراح ضحيته العديد من الأنفس البريئة. ووصف الدكتور نبيل المحيش عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام بالأحساء، هذا الفعل بأنه نتيجة للفكر الضال والمنحرف الذي لا يمت بأي صلة للإسلام والإنسانية.. موضحًا بأن المملكة حكومة وشعبًا تدين هذا الحادث البشع، بل بالأحرى تدين هذا الفكر الضال، الذي أباح دماء الأبرياء والآمنين بافتعال الأعمال التخريبية الدموية، التي تتجرّد من الدين والعقل، مضيفًا بأن هنالك العديد من المناطق بالمنطقة الشرقية مثل محافظة الأحساء، والتي عُرفت منذ القدم بنبذها للتحزبات المذهبية والتعصّبات القبلية في رفض تام لكل ما قد ينتج عن مثل هذه الأفعال.. وقال المحيش إن هذه الحادثة، والتي كانت تستهدف الوحدة واللُحمة الوطنية، التي سعى من أجلها الملك المؤسس -طيب الله- ثراه منذ القدم بعد أن وفقه الله وقام بتوحيد المملكة ونبذ الخلافات الناشئة عن العديد من التأثيرات الجانبية خلال تلك الفترة، وإن مثل هذه الأحداث لتهدف إلى هدم ما تم بناؤه وزعزعة أمن واستقرار هذا الوطن، ولذلك يأتي دور أصحاب الأقلام والرأي من المثقفين والإعلاميين وغيرهم للتوضيح للمجتمع ودحر مثل هذه الشبهات، التُي أريد بها نشر الفُرقة. وقال القاص خليل الفزيّع رئيس النادي الأدبي بالشرقية: لقد فجع الوطن من أقصاه إلى أدناه بهذه الجريمة التي أدمت قلوب كل المواطنين الأوفياء لهذا الوطن الغالي، وقد امتدّت أيدي الإرهاب الغاشم إلى بيت من بيوت الله وفي جمعة مباركة، وفي لحظات أداء فريضة الصلاة، لُترتكب في حق الأبرياء هذه الجريمة البشعة التي يدينها كل مواطن حريص على تأصيل قيم التلاحم والتكاتف بين أبناء هذا الوطن الغالي ونبذ كل أسباب الفرقة والخلاف، بل ويدينها كل ذي ضمير حي في هذا العالم، وقد نسي أعداء الوطن أننا شعب تزيدنا المآسي قوة وصلابة فرحم الله شهداءنا في القديح وألهمنا في فقدهم الصبر والسلوان، ومنّ بالشفاء العاجل على المصابين، وحمى بلادنا من كل شر، في ظل قيادتنا الرشيدة، وكل الأوفياء من أبناء هذا الوطن الغالي. وقال الدكتور عبدالكريم الزهراني الأستاذ بجامعة الملك فهد للبترول: لم تختلف الديانات في بشاعة تفجير الآمنين المقبلين على الله في ساعة من يوم الجمعة قد تكون ساعة إجابة، وهذه الأحداث الآثمة كشفت الوجه الحقيقي لتلاحم الشعب السعودي الذي وضع أمن هذا البلد همّه الأول، فترى تلاحمًا ونسيجًا يسفر عن صلابة وقوة لا يمكن اختراقه، فقد أنكر الجميع هذا العمل البشع، وندين من قام به، وتجلت الصورة الناصعة والمواطنة الخالصة لهذا الشعب الذي يحافظ على بيته بجميع أركانه وفي أي مكان أوزمان. وقال الكاتب فهد العيلي: ما حدث هو لا يمثل الدين وهو منه براء، ومن قام به هو من أؤلئك الفتية الذين ُغرّر بهم من شرذمة تحمل لهذه الوطن الحقد والحسد، ويغيظها ما ينعم فيه من أمن وأمان ومن تلاحم وتناغم بين القيادة والشعب، وبين الشعب بجميع أطيافه، وما يزيدنا هذا العمل الدنيء إلا تماسكًا وقوة ولن يؤثر في التفرقة بين أبناء الوطن. وقال الشاعر جاسم الصحيّح: أن مثل هذه الأحداث والعمليات ليست طعنةً في ظهر أهالي القديح، بل هي طعنة في ظهر الوطن لما كانت تهدف عنه من إثارة للبلبلة ونشر للعداوة الطائفية وتأجيج لنار الفتنة، وما حدث في «القديح» يعيد إلى الذاكرة أحداث واقعة «الدالوة» في مدينة الأحساء، والتي لم يمر على وقوعها وقت طويل.. فحادثة القديح كانت كسابقتها في «الدالوة» إلا أن هذه المرة تم استهداف الضحايا في محرابهم دون مراعاة لحرمة الدم والمكان، وهذا دليل على أن هذا المنهج، الذي ينهجه ضعاف النفوس يخلو من أي مشاعر وحرمات دينية وقيم إنسانية، وهو على عكس ما يأمرنا به ديننا الحنيف.. مضيفًا بأنه أصبح من الواجب إصدار قوانين تُجرِّم الطائفية والدعاة إليها، لما لمثل هذه القوانين من أن تضع حدًا لكل من تسول له نفسه زعزعة أمن هذا الوطن عن طريق تأجيج نار الطائفية بين أبنائها. ويقول الدكتور سامي الجمعان أستاذ الأدب والنقد بجامعة الملك فيصل بالأحساء: بداية أقول رحم الله من طالتهم يد الغدر والإرهاب والنذالة والخسّة والجبن في قرية القديح وحسبهم الله فيمن عنده وأسكنهم جنات النعيم وحفظ الله هذه البلاد وأهلها من فتنة الطائفية المقيتة، فقد بات الأمر جليًا بأننا حيال مشروع منظم هدفه الرئيس خلق هذه المواجهة بين الطائفتين وإشعال فتيلها وتأجيج نيرانها، وبالتالي بات دورنا أكبر من التنظير وأهم من التعبير، بأن نكون عمليين وفاعلين من حيث ما يلي: أولا: بث روح التوحد في الصف والكلمة والمصير بين أبناء الوطن، ثانيًا: تأكيد المواطنة بمعناها العميق بجعلها منطلقًا لمواقفنا وممارساتنا، ثالثا: ضرورة العمل على إسقاط الأقنعة عن وجوه كل خائن امتهن الترويج للطائفية والدعوة لها، أو تبنى موقفا تأليبيا بين أبناء هذا الوطن الغالي العزيز، وستبقى الدالوة والقديح والرياض رغم قسو ما حدث محفزًا لنا على المحافظة على الصف الواحد في هذا الوطن. كما أن على المثقف في هذا الوطن دور كبير للغاية في توعية الآخرين بما يراد بنا من إشعال فتيل الطائفية المقيته والعبث بمقدّراتنا وبأمننا. وتقول الدكتورة صباح عبدالكريم محمد حسن عيسوي أستاذة الأدب الإنجليزي بجامعة الدمام: إن حادثة القديح شكلت فاجعة للمجتمع السعودي والدولي، ﻷن قتل نفوس لجأت إلى خالقها في بيت من بيوته وفي توقيت يعد تجمعًا مباركًا يلتقي فيه القاصي والداني يعد جريمة عظمى، لكن بفضل الله لن تهز مثل هذه الحوادث اللحمة الوطنية في بلادنا، والدليل حادثة اﻷحساء التي أثبتت ما يمتاز به الشعب السعودي من وعي بأهمية التكاتف في كل وقت وخاصة وقت اﻷزمات، ولا شك أن كل أفراد المجتمع عليهم مسؤولية في مواجهة محاولات بث الفرقة، وخاصة المثقفين الذين يتضح دورهم في الدعوة إلى نبذ الفرقة الطائفية بجميع أشكالها من ناحية والتأكيد على وحدة الهوية الوطنية التي ستقف درعًا حاميًا في وجه كل محاولات زعزعة اﻷمن في بلد اتسم باﻷمن واﻷمان. ويقول عضو جمعية الثقافة والفنون بالأحساء الممثل والمخرج ياسر الحسن:يجب علينا كمواطنين الالتفاف الكامل حول بعضنا البعض، وأن نعي بخطورة هذه المرحلة، فنتكاتف جميعًا من أجل الوطن. المزيد من الصور :
مشاركة :