العراقيون يرفضون «الحرب بالوكالة».. ويهتفون « لا للاحتلالين الأمريكي والإيراني»

  • 1/6/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يبدو أن العراقيين عالقون وسط «حرب بالوكالة»،قد تنفجر في أي لحظة.. ورغم تجنب العراق  الدخول في حرب بالوكالة بين طهران وواشنطن، لكن بعد عملية اغتيال سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، وجد العراقيون أنفسهم عالقين وسط حرب بالوكالة، خاصة وأن أصحاب النفوذين في العراق ( أمريكا وإيران) يتجنبان المواجهة المباشرة بينهما، ولا يريدان حربا سوف تكون مدمرة،  وهو ما يدركه الشعب العراق، ولذلك خرج متظاهرون في مدن عدة في العراق، أمس الأحد، وهم يهتفون «لا للاحتلالين الأمريكي والإيراني»، والمطالبة بإبعاد بلدهم عن الصراع في ظل التوتر الذي بلغ أوجّه بين واشنطن وطهران .   ورفض المتظاهرون التدخلات الأمريكية والإيرانية على حد سواء، مردّدين هتافات في شوارع الناصرية والكوفة وكربلاء والديوانية والكوت والعمارة، جنوب العاصمة، ضد تواجد ونفوذ الدولتين، تحت شعار «سنقف أمام الاحتلالين الأمريكي والإيراني». ورفع المتظاهرون لافتات كُتب عليها «سلام لأرض السلام، خلقت للسلام وما رأت يوماً سلاماً»، بينما كانت مروحيات الجيش العراقي تحلق فوق المحتجين خشية انفلات مشاعر المتظاهرين ضد رموز وأحزاب ومؤسسات تحسب إلى جانب  واشنطن أوطهران.الشارع العراقي، أكد على عدم التحول إلى وقود للصراع الأمريكي الإيراني، رغم الضغوطات الإيرانية الساعية لاستعادة السيطرة على الشارع العراقي الذي يشهد منذ أسابيع تظاهرات تندد بالتدخل الايراني والأمريكي، وفي وجه «الوجود المسلح» للدولتين اللتين تقاسمتا النفوذ عقب السطو المسلح على العراق في ربيع 2003 واسقاط نظام الرئيس الأسبق صدام حسين. وتزامنت التظاهرات مع دعوة البرلمان العراقي خلال جلسة طارئة عقدها أمس إلى إنهاء تواجد أي قوات أجنبية على أراضيه، إذ صادق النواب على قرار إلزام الحكومة العراقية بحفظ سيادة العراق من خلال إلغاء طلب المساعدة. ويرى سياسيون عراقيون أن الأمر غير ملزم، وأنه مجرد طلب وجّه الى حكومة مستقيلة.   وتشير الدوائر السياسية في بغداد، إلى أن طهران  تتمتع بنفوذ كبير داخل مؤسسة الحشد الشعبي والفصائل المنضوية تحت لوائها، فيما تنشر الولايات المتحدة جنوداً في قواعد عسكرية عراقية، ولها نفوذ لدى بعض القوات الخاصة العراقية التي تشرف على تدريبها. وتنتشر قوة أمريكية في العراق يبلغ عديدها 5200 جندي في العراق، تعمل على محاربة تنظيم «داعش» ضمن تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة منذ نهاية العام 2014، بناء على طلب من الحكومة العراقية. وأوضح محللون عراقيون، أن المزاج العراقي العام يحفّز المشاعر الوطنية ضد استباحة سيادة الوطن، ورفض القيام بدور «دوبلير» في الصراع المتفجر بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، في حرب بالوكالة ضحاياها من العراقيين، وهي حرب تفرض عليهم مما يتعارض مع السيادة والكرامة الوطنية، بحسب تعبير المحلل والباحث العراقي عبد الرشيد سالم،  وأن المتظاهرين عبروا عن نبض الشارع العراقي، بتظاهرات حاشدة، تندّد بالتدخل الخارجي وخرق سيادة العراق، وطالبت بإخراج العراق من ساحة تصفية الحسابات الإقليمية، ورفض أن يصبح العراق ساحة للصراعات الدولية الإقليمية الإيرانية والأمريكية، فمن يذهب نتيجة هذا الصراع هو المواطن العراقي.وأبرز شعارات وهتافات المتظاهرين كانت تحت لافتات حملت تعبير: «نرفض القتال بالإنابة على أرض العراق وخلق الأزمات تلو الأزمات. نحذر من أن يتم تجاهل مطالبنا تحت أي ذريعة كانت»   ويؤكد المحلل السياسي الروسي البارز، ألكسندر نازاروف، أن اغتيال الجنرال قاسم سليماني من قبل الأمريكيين فتح  الباب على مصراعيه، لرفع وتيرة الحرب بالوكالة بين الولايات المتحدة وإيران، دون أن تتحول هذه الحرب إلى حرب مباشرة بين الطرفين، كذلك فمن المرجح ألا يكون لبنان، بدواعي الكارثة الاقتصادية التي يمر بها، طرفا فاعلا في هذه الحرب، وقد تتورط دول الخليج، لكن العراق وسوريا سيصبحان ميدان المعركة الرئيسي، حيث يتمتع البلدان بالإمكانيات القصوى لخوض حرب بالوكالة، في الوقت نفسه، لأن وضع الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا وخاصة في العراق أكثر عرضة للخطر. وفي عام الانتخابات الأمريكية، من الواضح أيضا أن أي خسائر كبيرة في أرواح الجنود الأمريكيين، وأي حرب تندلع في عهد أي رئيس حالي، لن تكون في صالحه، لذلك سوف يبذل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قصارى جهده لتقليل الخسائر، فيصبح العنصر الوحيد الفاعل هو  حرب بالوكالة.   ومنذ عملية اغتيال قاسم سليمان، تعيش المنطقة والعالم خوفاً من اندلاع حرب، ويتصدى العراقيون لأية محاولة لجرهم لحرب بالوكالة، رغم عوامل الضغط  وعناصر التحيز الطائفي، خاصة بعد أن دعت «كتائب حزب الله» العراقية، قوات الجيش العراقي إلى الإبتعاد لمسافة لا تقل عن ألف متر عن القواعد التي تضم جنوداً أمريكيين اعتباراً من مساء أمس، ما يوحي بنيّة لاستهداف تلك القواعد..وليل السبت – الأحد، وقعت هجمات صاروخية استهدفت المنطقة الخضراء الشديدة التحصين في وسط بغداد حيث مقر السفارة الأمريكية، وقاعدة جوية شمال العاصمة، يتواجد فيها جنود أمريكيون.وتصاعدت في الشهرين الأخيرين الهجمات على مصالح أمريكية في العراق، وصولا إلى استهداف قاعدة عسكرية في كركوك شمال بغداد بثلاثين صاروخاً في 27 ديسمبر/ كانون الأول ما تسبب بمقتل متعاقد أميركي. كما تعرضت السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء لهجوم غير مسبوق قام خلاله أنصار للحشد الشعبي بمحاصرتها لمدة يوم. الشارع العراقي يستنكر الأحداث التي وقعت بالاعتداء على مقرات القوات الأمنية والحشد الشعبي، والإعتداء الذي حصل بالقرب من مطار بغداد، وحتى على السفارة الأمريكية، باعتبار أن هذه الاعتداءات تعبرعن لا وجود لدولة العراق، بحسب تعبير مفكرين وسياسيين عراقيين.

مشاركة :