اجتماعات العمل هي تلك الفرصة/ اللقاء التي يتم خلالها كل شيء تالٍ في العمل، والتي يتم، عبرها كذلك، إرساء القواعد التي ستسير عليها المؤسسة خلال فترة زمنية معينة. وكل فكرة، طريقة.. إلخ تأخذ حقها من النقاش والمداولة في مثل هذه اللقاءات. لكن تخيل إن فشلت هذه الاجتماعات ما الذي يمكن أن يحدث؟ أو إن عُقدت هذه اللقاءات لكن بلا جدوى؟ بالطبع يمكن أن يحدث كل شيء سوى تطور العمل. يُفهم من هذا أن اجتماعات العمل هي ذاك المكان الذي تولد فيه كل الأفكار، وكل الطرائق الجديدة في أي عمل، وفشلها يعني فشل كل مرحلة تالية.الاجتماع المرح ليكن واضحًا، منذ البداية، أن الخطوة الأولى لنجاح أي اجتماع ما هو أن يقول كل شخص من المشاركين فيه كل ما لديهم، وأن يعبروا عن آرائهم، وأن يفصحوا عن كل ما يعانون منه من مشكلات أو ما يتطلعون إليه من أهداف وطموحات. وذلك لأن لاجتماعات العمل صفة تشخيصية، في المقام الأول؛ إذ لا يمكن ولا يُتصور أن يحلق الاجتماع في سماء الأماني، وفضاء المستقبل فيما يظل واقع المشاركين فيه أو بعضهم مزريًا أو يستحق الرثاء. ولكي يحدث ذلك كله، أي لكي يميط كل شخص اللثام عما يؤرقه من مشكلات، وما يصبو إليه من طموحات؛ فلابد أن نضيف بعض المرح على هذه الاجتماعات؛ فعبر المرح يمكن لكل شخص أن يذرف كل ما لديه وعلى نحو سلس. بيئة عمل فعالة وينطوي اجتماع العمل ذي الطابع المرح على ميزة أخرى، بالإضافة إلى تلك المذكورة أعلاه، وهي أنه عبر هذا النوع من الاجتماع سنتمكن من خلق بيئة عمل صافية من المشكلات، والمشاحنات الجانبية. فتخيل مثلًا أنه تم إعداد اجتماع عمل ما على هيئة احتفال ما، أو طُلب من المشاركين في الاجتماع أن يمارسوا لعبة ما أثناء نقاشهم، وأن يجري النقاش خلال ممارسة هذه اللعبة؟ ألا ترى أن هذا سيكون حافزًا لتصفية الأجواء، وتحويل زمالة العمل إلى صداقة وعلاقات ود حقيقية؟ هذا بالضبط ما يحدث. ومن نافل القول، بطبيعة الحال، إن هذا التحول لن يكون مجديًا أو مفيدًا من أجل إنجاح هذا الاجتماع أو ذاك، بل إنه، وبشكل متوازٍ، سينعكس على مجرى سيرورة العمل بشكل عام. فعبر اتباع سياسة اجتماع العمل المرحة سنجد أن علاقات العمل أمست أكثر ودًا وصفاءً، وهو الأمر الذي سيكون له مردود جيد على الطريقة والكيفية التي يتواصل بها الموظفون مع بعضهم. ويعني ذلك، من بين ما يعنيه، أن إنجاز المهام الوظيفية سيكون أسرع وأجود، كما أن التعقيدات الروتينية التي لا جدوى منها ولا فائدة من ورائها ستلغى تمامًا. إذًا عبر هذه الطريقة نكون أصبنا أكثر من عصفور بحجر واحد، وليس أقل هذه المنافع، بطبيعة الحال، أن معدل سعادة الموظفين، والرضا الوظيفي ستكون أعلى بكثير، وهكذا نكون قد تمكنا من جعل اجتماعاتنا مجدية، وموظفينا أكثر سعادة. اقرأ أيضًا: الإدارة المرحة.. طريقة غير مألوفة!
مشاركة :