أجواء ميلاد السيد المسيح.. بين الماضي والحاضر

  • 1/8/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قال القمص رويس مرقس، وكيل قداسة البابا، ووكيل عام البطريركية بالإسكندرية سابقًا، وكبير كهنة كنيسة العذراء ومار جرجس بغبريال، بمحافظة الإسكندرية؛ خلال رئاسته لصلاة عيد الميلاد، أمس: «اليوم أرى العالم في هذا التوقيت من كل عام، وقد استعد للاحتفال بميلاد المسيح، له المجد، ولكن أصبحنا نحتفل بالشكل دون الجوهر».وأضاف «مرقس»: «أصبح يهمنا في المقام الأول؛ كيف يحتفل أولادنا بالعيد، بكل أشكاله العالمية، وأرجع للماضى فأرى يوسف ومريم، غريبين في بلدتهما، ومريم وحيدة، وليلًا باردًا قاسٍ، وقلوبًا أقصى استغلال لها، الاكتتاب واستغلال أصحاب الفنادق، لرفع قيمة الأسعار أضعافًا، والعذراء مريم وحيدة، تُعانى آلام المخاض الرهيب، ويوسف الرجل العجوز، المتألم من الفقر، متألمٌ على مريم، التى تعاني، ولا تجد من يحن أو يترفق على ظروفها».وتابع: لا أعلم كم منزل أو فندق أغلق في وجوههم، وكم من أسعار سمعها من أصحاب الفنادق والبيوت، جعلته يشعرُ بالألم وقسوة قلوب البشر، وأخيرًا رق قلب صاحب منزل، يمتلكُ حظيرةً تسكنُ فيها حيواناته، وكأنه يؤكد دون أن يعلم أن هذا المولود، هو حمل الله، الذى يرفع خطية العالم. عذراء وحيدة، تلد دون مساعدة، ودون تعقيم، ولا أطباء، دون اهتمام، ولا اكتراث من أحد، أيتها القديسة العظيمة، كيف تحملتى كل هذا وحيدة، هل السماء أعطتك المعونة، وقوة الروح، شددت العزيمة.واستطرد القمص رويس مرقس، وكيل قداسة البابا، قائلًا: «يا يوسف البار: كيف تحملت كل هذا العناء، فإنى أراك صامتًا لا تتكلم، ولكن أفعالك تحكى عن قبولك مهمة السماء، لم يجد الرب يسوع طفل المزود مرنمين أو مرنمات، مشهورين أو مشهورات، يرنمون له، كما نرى اليوم، وإنما السماء صنعت جوقة من الملائكة، اختصت بالترانيم والأناشيد الروحانية، لم يجد الرب يسوع طفل المزود، مهنئين بالعيد، فأرسلت السماء الرعاة الفقراء البسطاء، ليحتفلوا بحملهم الحقيقي».وأضاف، «إن أردت أن تحتفل، وتشارك الرب يسوع المسيح بميلاده، تعالى إليه بقلبك، دون زينتك، وافرش قلبك بالاتضاع حتى يأتي، وسكن فيه، ستراه في كل فقير، ليس له منزل، وكل وحيد ليس له عائل، في كل محتاج ومهمش وفقير، ستراه في عدم استغلال ظروف الضعفاء والمعوزين».وتابع «مرقس»: «أعجبنى أن أحدهم حضر لى مبلغًا من المال، وقال لى بمقدار هذا المبلغ اشتريت ملابس لابنى الوحيد، وأريد أن يكون لى ابنٌ آخر، من إخوة الرب، يلبس كما لبس ابنى، أتريد أن تحتفل بالعيد اذهب لكل هؤلاء، واجعل قلبك له مزود، وحياتك قدسٌ له»، هذا هو الفارق بين ميلاد الماضي، الذى كان مركزه يسوع المولود، وبين ميلاد الحاضر، الذى مركزه الزينة واللبس والإجازة والأكل والشرب».

مشاركة :