بعد أن قطعت رياضة الإمارات مرحلة جيدة في التجربة الانتخابية، تمثلت في اختيار أعضاء مجالس إدارات العديد من الاتحادات الرياضية، يرى أهل الاختصاص وبالتحديد القائمون على رياضة الإمارات وفي مقدمتهم الهيئة العامة للرياضة، أن الوقت قد حان لمراجعة التجربة، والوقوف على الإيجابيات والسلبيات، وقطع خطوة جديدة نحو تطوير المنظومة الانتخابية، والبحث عن تجربة جديدة تفرز الأفضل، وتخدم الألعاب، وتسهم في إزاحة مشاهدة الخلافات والصراعات والاستقالات، أملاً في الارتقاء بالرياضة والوصول بها إلى المراتب التي ينشدها الشارع الرياضي. وقدمت «الهيئة» مقترحاً لتعديل النظام الانتخابي، بناء على المادة 36 من مشروع النظام الأساسي النموذجي للاتحادات الرياضية، وتم اقتراح الأنظمة الانتخابية الممكنة، التي تهدف إلى مساعدة الاتحادات على تحقيق أهدافها، والنجاح في إفراز مجالس إدارات متجانسة قادرة على إدارة شؤون الألعاب في ظروف عمل إيجابية، وتم اقتراح 3 أنظمة للانتخابات، بهدف اختيار النموذج الأقرب للتطبيق، والذي يواكب متطلبات الحركة الرياضية في الدورة الأولمبية المقبلة، ويتمثل المقترح الأول في الانتخابات الفردية لمناصب الرئيس والأعضاء والعنصر النسائي، بينما يتمثل المقترح الثاني في نظام الانتخابات بالقوائم المغلقة، حيث تتكون كل قائمة من 7 أو 9 أعضاء، بالإضافة إلى ثلاثة أعضاء احتياط، ويتم بيان اسم رئيس القائمة، وتسمى كل قائمة باسم رئيسها، أما المقترح الثالث فيتمثل في الانتخاب بالفئات في حدود الثلثين، وتعيين الثلث المتبقي من طرف الرئيس المنتخب. وبناء على التجارب السابقة في النظام الانتخابي على مدار الدورات الماضية، ظهرت العديد من السلبيات في الانتخابات الفردية، الأمر الذي جعل مطالب الرياضيين تتصاعد، مطالبةً بالتغيير وخوض تجربة جديدة تسهم في إيجاد بيئة جديدة في العمل الرياضي بالاتحادات، وتقلل من المشاكل والتصدعات التي عاشتها أغلب مجالس الإدارات في السنوات الأربع الماضية، وطالب الكثيرون بخوض تجربة الانتخابات بالقوائم، والتركيز على فرق العمل المنسجمة التي يمكن أن تجنب رياضتنا المزيد من التشقق والتصدع في مجالس الإدارات، وتهيئ بيئة عمل إيجابية تسهم في تحقيق أهداف وتطلعات الرياضيين. ويتزعم اتحاد الكرة توجه تطبيق تجربة الانتخابات بالقوائم، حيث ينتظر أن يكون أول اتحاد رياضي يعطل نظامه الانتخابي، ويخوض التجربة الجديدة، بدايةً من مارس المقبل، الأمر الذي يفتح الطريق أمام بقية الاتحادات الأخرى للسير على نفس المنوال، خاصة إذا أظهرت انتخابات اتحاد الكرة مؤشرات إيجابية، بخصوص التوافق والانسجام في فرق العمل. وحرصت «الاتحاد» في ختام مناقشة ملف الانتخابات، إلى استطلاع آراء الاتحادات التي تطبق الانتخابات في تجربة نظام القوائم، بناء على تجاربها الشخصية في الانتخابات الفردية خلال السنوات الماضية، وذلك بالوقوف على إيجابيات وسلبيات النظام الجديد. وأكد صالح حسن، أمين عام اتحاد ألعاب القوى، أن الخيار الأفضل هو «القائمة الموحدة»، لكن بشرط معرفة كيفية التعامل معها وتجنب السلبيات المرتبطة بها، وقال: القائمة الموحدة مناسبة أكثر للاتحادات الرياضية، كونها تضمن الانسجام بين الأعضاء بصورة أكبر، إلى جانب توحيد الرؤية وجهود العمل، لكن هذا الكلام حينما يكون بصورة مثالية حقيقية، وليس بالمطلق العام. وتابع: القائمة الموحدة لها العديد من السلبيات، كونها تفرز أحياناً قائمة بحسب المعرفة الشخصية لرئيس الاتحاد، عوضاً عن اختيار الأندية الأنسب لكل عضو، بناءً على خبراته الفنية والإدارية وغيرها، كما أن الاختلاف المعقول مطلوب أحياناً في العمل من أجل الوصول لأفضل قرار. وأشار نبيل عاشور، أمين عام اتحاد اليد، إلى أن الانتخابات تحتاج إلى آلية تخدم العمل بالشكل الذي يضمن مردوداً إيجابياً وقال: «البعض يطرح تطبيق نظام القوائم وهذا النظام له إيجابياته وسلبياته، إلا أنه في حال تطبيقه بحاجة إلى آلية قوية تضمن عدم ضعف مجلس إدارة الاتحاد وقيامه بعمله على الوجه الأكمل». وأضاف: نظام القوائم لن يضمن قوة المجلس القادم من عدمه، ففي حالة اتفاق قائمة معينة من رئيس وأعضاء من أندية مختلفة في اللعبة، سيكون الاختيار في النهاية حسب تكتل الأندية، واقترح عاشور أن هناك نسبة معينة من أبناء اللعبة داخل الاتحاد، على أن يتم فتح الباب أمام مرشحين من الأندية ولكنهم ليسوا من أبناء اللعبة، بشرط أن يكون تخصصهم في التسويق لأنه المعضلة الكبرى، في نفس الوقت الاتحاد يحتاج إلى تواجد إعلامي داخل مجلس الإدارة ينظم العمل ويكون قادراً على الرد باحترافية، وهناك اتحادات حالية بها شخصيات إعلامية مثل إبراهيم العسم مدير جريدة الاتحاد نائب رئيس اتحاد الطاولة، وأيضاً نفس الوضع في الدراجات، وإن كان التركيز سيكون في المرحلة المقبلة في التسويق، ولن تكون مهمة العضو فنية، بل تسويقية فقط. واعترف أن النظام الحالي للانتخابات تسبب في مشاكل كثيرة في الأندية من بداية توزيع الحقائب الإدارية، ولا يخلو اتحاد من هذه المشاكل، ولكن تبقى المشكلة الوحيدة في نظام القوائم هو تكتل الأندية الذي قد يأتي بمجلس لا يصلح لقيادة اللعبة. وأوضح أسامة قرقاش، عضو مجلس إدارة اتحاد كرة السلة، أن لكل نظام انتخابي إيجابياته وسلبياته، وفيما يتعلق بنظام القوائم، فيكون قائماً على أساس برنامج عمل يقدمه رئيس الاتحاد، ويتم الاتفاق على خطة إدارة شؤون الاتحاد والأهداف التي يصبو فريق العمل إلى تحقيقها. وفي هذه الحالة يكون رئيس الاتحاد المسؤول الأول، ويتم محاسبته بشكل أساسي عما تحقق رفقة فريقه عمله. وأكد بأن من أبرز إيجابيات هذا النظام التوافق والانسجام بين فريق العمل، وأشار قرقاش في نفس الوقت إلى أنه من سلبيات هذا النظام هو تحول رئيس الاتحاد إلى «دكتاتور» في حالة وجود فريق عمل ضعيف، وأعضاء غير قادرين على فرض حضورهم بقوة في إدارة الاتحاد، أما فيما يتعلق بنظام الانتخابات الفردية، فأكد قرقاش أن التنوع الحاصل في الأفراد المترشحين يمكن أن يفرز أفكاراً مختلفة، تصب في مصلحة العمل، خاصة إذا كانت لهؤلاء الأفراد القدرة على إقناع بقية فريق العمل بأفكارهم، لكن السلبية قد تكمن في إمكانية ترشح عضو من أحد الأندية التي لا تملك اللعبة المعنية. سعيد غريب: نريد انتخابات تخدم الرياضيين أكد سعيد غريب الشامسي المشرف على قطاع المراحل لكرة اليد بنادي شباب الأهلي دبي ومدرب المنتخب السابق أن الانتخابات مرتبطة دائما بمصالح الأندية وليس الرياضيين وما كان يحدث في الانتخابات السابقة رغم أنه على أرض الواقع ليس بنظام القائمة إلا أن كان عبارة عن قائمة وتربيطات بين الأندية، وتكون هناك أدوار لأشخاص في اللعبة لدرجة أنه قبل الانتخابات تستطيع أن تعرف من سيقود الاتحاد في الدورة الجديدة وأيضا يتم توزيع المناصب داخل الاتحاد قبل بدء الانتخابات، متمنيا أن تكون الانتخابات المقبلة قائمة على خدمة الرياضيين وليس على خدمة مصالح الأندية. وطالب الشامسي بتدخل أقوى من الهيئة العامة للرياضة واللجنة الأولمبية الوطنية لأن كلاهما يقدم الدعم المالي للاتحادات ويشرفا على هذه الألعاب. وقال: «رغم أننا ندرك أن الجمعية العمومية صاحبة الحق الأصيل في اختيار المجلس الجديد للاتحاد إلا أن الدعم لهذه الاتحادات حكومي ولابد أن يتم محاسبة الاتحادات عليه، ومن المفترض أن الدعم يقدم مشروط سواء التطوير أو الإنجازات». ونوه إلى أن اتحاد اليد مثل كل الاتحادات التي تسير بنفس المشاكل وربما يكون الاتحاد في الفترة الأخيرة قد أعطى أولوية للعنصر المواطن بجانب أنه استحدث كأس السوبر الإماراتي البحريني بينما المنتخبات تواجه نفس المشاكل السابقة وختم قائلا: طالما الكلمة الأخيرة في الانتخابات للأندية فلن تتغير حتى لو تغير نظام الانتخابات سواء بالقوائم أو أي نظام آخر. البحر: حان الوقت لخوض تجربة جديدة يرى أحمد البحر الأمين العام المساعد لاتحاد الطاولة أن تطبيق نظام القوائم سيجنب رياضتنا الكثير من المشاكل في المرحلة المقبلة، مشيراً إلى أن العمل وسط أجواء من التصدع لا يمكن أن يكون ظاهرة صحية للرياضة. وأوضح أن رياضتنا طبقت نظام الانتخابات الفردية منذ حوالي 15 سنة، ولم تحقق طموحات الشارع الرياضي، ولم نحصد أي نجاحات تذكر، وبالتالي حان الوقت لمنح الفرصة لتجربة جديدة. فرق عمل متجانسة دعا عبدالعزيز النومان نائب رئيس اتحاد كرة الطائرة إلى خوض تجربة نظام الانتخابات بالقوائم في الدورة المقبلة، ومنحها الفرصة للوقوف على إيجابياتها وسلبياتها، متوقعا أن تفرز التجربة الجديدة فرق عمل منسجمة ومتوافقة، الأمر الذي يوفر المزيد من الأجواء الإيجابية. وأوضح أيضا بأن قائد فريق العمل الذي سيتولى رئاسة الاتحاد، سيكون في النظام الانتخابي الجديد، أكثر قدرة على النجاح، وإدارة شؤون اللعبة، بحكم الاتفاق الحاصل بين فريق العمل، واختيار العناصر التي تخدم البرنامج كل في مجاله، مضيفاً بأن النظام الجديد يمكن أن يجنب الاتحادات الاستقالات الكثيرة من الأعضاء بسبب عدم وجود تفاهم وأكد النومان أن التجربة الجديدة يمكن أن تظهر نتائجها بعد دورة واحدة، وبالتالي بالإمكان تقييمها، ومقارنتها بالنظام القديم. سليم الشامسي: «الفردية» لم تفرز سوى التصدعات شدد الدكتور سليم الشامسي عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة سابقاً على أن التجارب السابقة في انتخابات اتحاد الكرة، التي أقيمت بنظام الانتخابات الفردية، كشفت بوضوح عن الكثير من السلبيات التي أثرت في نظام العمل وتسببت في مشاكل كبيرة أضرت بواقع اللعبة وحالت دون تحقيق الأهداف المرجوة. وقال: «الانتخابات الفردية قامت على التربيطات والمجاملات والمصالح الخاصة، ولم تأت لكرتنا سوى بالمشاكل»، مضيفاً بأن مجالس إدارات اتحاد الكرة خلال السنوات الأخيرة عانت غياب الانسجام، الأمر الذي أدى إلى بروز خلافات وتصدعات، وفي الأخير موجة استقالات، مما أثر سلباً على وضع كرة القدم بالدولة، خاصة على مستوى تراجع المنتخبات الوطنية. وتمنى الشامسي أن تعتمد الجمعية العمومية لاتحاد الكرة في اجتماعها المقبل تعديل لائحة الانتخابات، وفتح الباب لتجربة نظام القوائم، مشيرا إلى أن أعضاء العمومية مطالبون باستيعاب أخطاء التجربة السابقة، ومنح الرئيس الجديد فرصة العمل مع فريق منسجم يختاره بعناية من خلال تخصصات كل عضو، والأدوار والمهام الموكلة إليهم، وذلك حتى ينجز البرنامج الذي تقدم به رئيس الاتحاد. عبدالحميد إبراهيم: فراغ كبير بين الاتحاد والأندية وجه عبدالحميد إبراهيم المدير الفني لفريق الشارقة لكرة السلة انتقاداً لكافة أندية الدولة في اللعبة، مطالباً بدور أكبر للأندية في إدارة الرياضة من خلال تفعيل دورها في الانتخابات بعد عملية تشكيل مجالس الإدارات حيث قال: «للأسف الأندية ترمي كل المسؤولية على اتحاد اللعبة مع العلم أن أنديتنا تصرف أموالاً كثيرة على الألعاب مثل كرة السلة، واليوم اللاعب المواطن دخله المادي مناسب، ولكن ترك الأندية الأعباء الإدارية على كاهل اتحاد السلة أمر غير منطقي أبداً وعلى الأندية متابعة قضايا الرياضة مع الاتحاد، ومن المفترض أن تكون أكثر تعاوناً مع الاتحاد من خلال عرض متطلباتها والأهداف المستقبلية في التعامل مع الأمور، وهناك فراغ كبير بين الاتحاد والأندية. أحمد بن حشر: «المال مفقود» والاتحادات معذورة أكد بطلنا الأولمبي الشيخ أحمد بن حشر آل مكتوم صاحب ذهبية أثنيا أنه قبل التحدث عن الاتحادات الجديدة وما هو مطلوب منها، لابد أن يسأل الاتحاد نفسه عن الإمكانيات المتاحة، موضحا أن الاتحادات لا تملك الإمكانيات المادية وأضاف: «أقول ذلك لأنني أعلم وقريب مما يدور في الاتحادات التي تعاني من أمرين، الأول عبارة عن الدعم المادي، والثاني هو توافر الصروح الرياضية، فهناك اتحادات لا تستطيع أن تصل للمستوى المأمول، لأن الدراسات الاستراتيجية قصيرة المدى وبعيدة المدى تحتاج إلى مدة زمنية يدعمها المال، وهذا المال مفقود، وأنا متأكد أن الموازنات الخاصة بالاتحادات شبه معدومة ولن تنفع بشيء». وأضاف: «من ناحية الكفاءات البشرية فأنا أتحفظ في الحكم عليهم، ولكنه يأتي عن طريق السيرة الذاتية لكل منهم وما حققه، سواء كرياضي أو مسؤول». وتابع: «أما النداءات والطلبات وأنه لا مشاركة من دون ناتج، فكل هذا كلام غير صحيح ولا تستطيع أي مؤسسة أو لجنة أولمبية أو حتى جمهور أن يطالب الاتحاد بناتج، وأقول للاتحادات طالما أن الموازنات لا تكفي لتحقيق البرامج فلديكم العذر الكبير في ذلك». الشعفار: «القوائم» تعكس إرادة الناخبين أكد أسامة الشعفار رئيس الاتحادين الإماراتي والآسيوي للدراجات موافقته التامة على إقامة انتخابات 2020 للاتحادات الرياضية بنظام القوائم، مشيرا إلى أنه يوافق بنسبة 100% لأن النظام يعكس إرادة الناخبين، حيث إن الناخب يختار القائمة التي بها أفضل العناصر وتعبر عن أفكاره، أما النظام الفردي فتحدث به مؤثرات شخصية من حيث العلاقات الاجتماعية أو المصالح المشتركة، وفيه قد يتم تجاهل المصلحة العامة. وقال: نظام القائمة الموحدة يهدف إلى وجود أعضاء متفاهمين من مختلف التخصصات المطلوبة ما يقلل نسبة الخلافات بين الأعضاء، حيث يقوم الرئيس المرشح باختيار قائمته، وهناك مقترحات باختيار عضوين من أصحاب الخبرات يتم ضمهما بمعرفة الرئيس لاستكمال المنظومة، كما أن نظام القائمة يخلق بيئة عمل جيدة تقوم على المصلحة العامة بعيداً عن المصالح الشخصية، وأوضح الشعفار إلى أن كل نظام انتخابي له مميزات وسلبيات، وعلينا أن نحدد ما يناسب البيئة التي نعمل فيها.
مشاركة :