خواطر ال حسان (١٧٢٨)-الاثنين ١٣ يناير ٢٠٢٠م-لماذا نخاف من المفاجأت والمجهول؟؟؟ من غرائز الإنسان غريزة الخوف من المفاجأت والمجهول، فهو بطبيعته يخشى ما لا يعرفه. و إذا تمعنا في هذا الأمر قليلا نجد أن لغريزة البقاء يد في تشكيل أعمدة هذا الخوف التي تسند بقاءه يميل الإنسان بطبيعته إلى الحفاظ على حياته، يرتكب الأفعال التي تبدو له مفيده لهذا الهدف، و يتجنب كل ما من شأنه تعريض حياته للخطر. و للحياة قيمة عظيمة بالنسبة إلى درجة أن الحفاظ عليها غرز في ذاته عميقًا حتى أصبح جزءا من ما هبته. لذلك فإن أي تهديد لهذه الحياة يقابلك إطلاق لكافة الوسائل الدفاعية التي بإمكان الإنسان إتخاذها، سواء كانت هذي التدابير صادرة من عقل واع مدرك أو نتيجة الأفعال لا إرادية من قبل العقل الباطن؛ والتي يطلق عليها الدكتور علي الوردي بالمناسبة-مصطلح “خوارق اللاشعور”. وكل مجهول يحمل بين طياته بحرا من الاحتمالات؛ كل الاحتمالات ان صح التعبير. أحد هذه الاحتمالات هو إنهاء حياتنا أو إلحاق الضرر بها، تدرك بها، تدرك أذهاننا وجود هذا التعديد وإن كانت نسبته ذرية. ولعظم قيمة الحياة في قلوبنا، فإن لكل نسبة مهما تدنت أحتمالية تحققها قيمة وجودية كبذرة بمعنى اخر، إن مارسنا هذا المجهول أو عرضنا أنفسنا له فهناك إحتمال قائم بأن يشكل هذا المجهول وهذه المفاجأت ضررا على حياتنا أحيانا. إذا الخوف من المجهول أو المفاجأت هو وسيلة دفاعية، وهي رسالة من العقل الباطن مفادها:” أهرب من المجهول و أحذر المفاجأت بل و إبتعد عنهما، فأنت لا تعلم إن كان يشكل خطرا على حياتكً أم لا!!! الدكتور محسن الشيخ ال حسان