لم يقف صلف النظام الإيراني عند حد هوسه بتأجيج الصراعات في المحيط العربي؛ ولم يقتصر غباؤه السياسي في التعاطي مع الأحداث وبؤر الصراع في المنطقة عند حد ممارسة بلهلوانياته عبر الدعم والانتشار لأذرعته وميليشياته وجيوبه. وصل الانسداد للأفق السياسي لدى نظام إيران حدّاً جاوزَ المعقول؛ فقد جعل الصراعات تأخذ طابعاً انفجاريّاً سواء داخل إيران أو خارجها؛ ففي الداخل شاهدنا حالات الرفض والثورة على الأوضاع من فقر وتجهيل وقمع لكل صوت حُر؛ أما في الخارج فما زال الغباء السياسي بطابعه الراديكالي المتطرّف ينفث سمومه وقلاقله في كل بقعة مدفوعاً بأحلامه في التوسع والنزوع للهيمنة والسيطرة ومدّ عقيدته الميثولوجية. ولعل من المهم الإشارة إلى العقيدة الإرهابية المتطرفة التي يحاول تعميمها في المنطقة وبث الروع والفوضى في الإقليم كاملاً؛ وحادثة إسقاط الطائرة الأوكرانية واعترافه بهذا العمل الإرهابي السافر يؤكد على أن لا أمل من تعديل أو ترشيد سلوك هذا النظام الذي رضع لبانة الإرهاب منذ تكوّنه؛ ما يعني أن العالم بأسره مطالب باتخاذ خطوات ردعية حقيقية تحفظ للجميع أمنه واستقراره وتمنع أي عبث أو فوضى يقترفها نظام مسكون بأيديولوجيا عنفية متطرفة من شأنها أن تضعضع الاستقرار وتُجهِز على مظاهر كل حياة وتحضُّر. إن من المثير للسخرية تشدّق هذا النظام بالتنادي للحوار والتسامح ونبذ العنف والكراهية في الوقت الذي يمارس العكس في كل مواقفه وسلوكياته التي لم يعد بإمكانه التعتيم عليها أو حجبها في ظل وجود وسائل التلفزة والأقنية المختلفة والوسائط الحديثة التي تنقل للعالم جميع الأحداث في أقل من ثانية. ويبقى سلوك نظام إيران وتقريعه بل ردعه وبما يكفل إلجام غروره محكّاً حقيقياً للإرادة الدولية وللأمم المتحدة حتى تثبت بأنها فعلاً كيان أممي وُجد لإحلال السلام والأمن الدوليين للدول قاطبة بعيداً عن الإدانات والشعارات المندرجة ضمن سياسة الشجب والرفض والتي لا تحفظ أمناً ولا تردع متطرّفاً.
مشاركة :