أكد الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر السابق، أن من ينادي باستعادة الخلافة الإسلامية ويرفع رايات التوحيد والشعارات الرنانة، ما هم إلا جماعات متطرفة كاذبة تهدف لدغدغة مشاعر الشباب لأغراض خفية ومن أجل الاستيلاء على الأموال والثروات باسم الإسلام وباسم الخلافة التي يدَّعونها، ومن أجل تكريس هذه الدعوى الباطلة حكموا على كل من يخالفهم بأنهم كفار مرتدون، فسفكوا الدماء وفرقوا الأمم ونشروا الكراهية والبغضاء.جاء ذلك خلال فعاليات الدورة التدريبية التاسعة لأئمة وعلماء وواعظات ليبيا، والتي تعقدها المنظمة تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وتستمر فعالياتها حتى نهاية الشهر الجاري.وأشار شومان، إلى أن دعوة إقامة الخلافة على أيدي هؤلاء إنما هي دعوة باطلة يحيطها الكذب من كل جانب، ولا سيما أنها تأتي تحت راية وهمية لا تقوم على أسس شرعية، وإنما تقوم على أساليب همجية لا تمت للإسلام بِصلة، وتساءل: أي خلافة هذه التي تؤدي إلى ترويع الآمنين وسبي الحرائر وهتك الأعراض؟وقال شومان: يجب أن نؤكد على عدد من الحقائق التي توضح الفهم الخاطئ لدى هذه الجماعات والمنتمين لها لموضوع الخلافة، موضحًا أن جميع الأنظمة السائدة في زماننا تقبلها الشريعة الإسلامية بما فيها من أنظمة رئاسية أو ملكية أو غيرها، مما تعارف عليه الناس وقَبِلوه نظامًا لتسوية أمورهم.وفي الختام طالب "شومان" علماء الأمة بوقفة قوية لمواجهة تلك التيارات المتطرفة، لأنهم يحملون على عاتقهم مسئولية كبيرة تجاه التصدي للغلو والتطرف، وذلك من منطلق الأمانة التي يحملونها، وأن ينشروا منهج الأزهر الشريف في ربوع بلادهم.جدير بالذكر، أن الدورة تأتي ضمن خطة المنظمة لصقل خبرات الأئمة والعلماء الدعوية والعلمية لمواجهة المشكلات التي يعاني منها الجوار الليبي وتفنيد هذه المشكلات والرد على كل ما يُثار من أفكار مغلوطة عن الإسلام والمسلمين من خلال أساتذة وعلماء الأزهر الشريف، ووفق المنهج الأزهري الذي يمثل منهج الوسطية والاعتدال.
مشاركة :