راجت مبيعات محلات العطارة في محافظة الأحساء مع هبوب موجات برد الشتاء القارصة؛ لاحتوائها على العديد من الأعشاب والخلطات الطبيعية الشعبية المتوارثة عن الآباء والأجداد، في وقت يدعي فيه العطارون أن هذه الخلطات تعالج العديد من الأمراض كالزكام، والسكري، آلام القولون وغيرها.وتفتقد غالبية الخلطات وجود ملصقات بالمكونات، ولا وصفة الاستخدام، إلا أن إقبال الناس عليها لا يزال مرتفعا، وربما يعود سبب ذلك لثقة الناس في فوائدها ولسهولة الوصول إليها، ورخص ثمنها مقارنة بمراجعة المستشفيات المتخصصة التي وصف البعض مواعيد انتظارها بـ«زيادة المرض».واستهجن العديد من العطارين السعوديين ذوي الخبرة بالعطارة، العمالة الأجنبية المتواجدة في عدد من المحلات دون سابق معرفة أو خبرة، ويمارسون صرف الأدوية العشبية مما قد يسبب آثارا جانبية لمتعاطي تلك الأعشاب.وأكد أحد خبراء العطارة أن الشتاء يعتبر موسما رائجا لبيع الأعشاب المختلفة، وأكثر الزبائن إقبالا هن النساء لارتفاع الوعي لديهن بطرق الاستخدام والفوائد، مشيرا إلى أن أكثر الأعشاب مبيعا في محافظة الأحساء هي البابونج، اليانسون، الزنجبيل، أوراق الزعتر، وأوراق الجوافة.يذكر أن العديد من الدراسات الطبية أكدت أن استخدام الأعشاب ومستحضراتها بجرعات زائدة يؤدي إلى خطر التسمم وآثار جانبية قد لا تظهر بعد الاستخدام مباشرة، محذرة من مروجي الأعشاب تحت مصطلح «الشعبية».ومن جانبه، أكد المتحدث الرسمي لأمانة الأحساء خالد بووشل أن أمانة الأحساء تمنح الرخص المهنية لمحال العطارة لبيع الأعشاب «الأحادية» فقط، أما عمل الخلطات والتصنيع أو جلبها للبيع فهو أمر ممنوع ومحظور إلا ما كان حاصلا على ترخيص مزاولة النشاط نفسه من الهيئة العامة للغذاء والدواء، وهناك تنسيق مع الهيئة لسحب أي مستحضر عشبي مخالف أو ما يكون له آثار جانبية خطيرة، والتي عادة ما تخضع لاشتراطات صحية.وأوضح أن الخلطات العشبية التي تباع في الأسواق لا بد أن تكون في عبوات من إنتاج شركات معروفة؛ لضمان نظافتها وخلوها من التلوث بالمواد الكيماوية، لافتا إلى أن المعتمدة لدى وزارة الصحة تباع في الصيدليات بحكم خضوعها للرقابة الدائمة من قبل المختصين، محذرا من شراء الأعشاب من الباعة الجائلين والمحلات غير المعروفة، خاصة في ظل ظن البعض بأن الأعشاب مستحضرات آمنة لأنها طبيعية إلا أنها تحتوي على مواد فعالة، قد تؤذي إذا أخذت مع أدوية أخرى أو حتى مع الأدوية التي على الرف «التي تباع بدون وصفة طبية»، بالإضافة إلى أن بعض الحالات المرضية تزيد مخاطر الآثار الجانبية للدواء إذا أخذ بجانب الأعشاب.
مشاركة :