أظهر بحث بريطاني حديث أن واحدة من كل ست نساء فقدن جنينا خلال الأشهر الأولى للحمل، تعاني من أعراض طويلة الأجل للإجهاد بعد الصدمة. وفي تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية، أشار الباحثون إلى أن النساء بحاجة إلى رعاية أكثر دقة بعد الإجهاض أو الحمل خارج الرحم. تقول توني إدواردز-بيتون، التي تبلغ 36 عاما، إنها شعرت بأنها فقدت عقلها بعد الإجهاض عام 2016. وأضافت “شعرت أن حزني كان غير مناسب، لأنه لم يكن طفلا حقيقيا، لكنني كنت في حالة صدمة كاملة”. وأخبر الأطباء كلا من توني وزوجها بأن قلب طفلهما قد توقف عن النبض، خلال الأسبوع الـ12 من الحمل، قبل إجهاضها الطبيعي في البيت. لم تتوقع توني أن تنزف بشدة طوال ثمانية أيام ثم تواجه عددا من التقلصات المؤلمة. وعلقت على ما مرت به خلال تلك الفترة قائلة “اعتقدت أنني سأصاب بالجنون. لم تكن لدي أي معلومات حول ما يمكن أن يحدث لي أو ما يمكن أن أتوقع رؤيته”. وعندما اتصلت بالمستشفى في اليوم التالي، طلبوا منها “إحضار نسيج الحمل المفقود”. تقول توني “لم يكن ذلك نسيجا بالنسبة إليّ، إنه طفلنا”. وفي الأسابيع التي تلت ذلك، أصبحت تشعر بالذعر والخوف من كل شيء. وكانت قلقة جدا على خسارة ابنتها التي تبلغ الرابعة من عمرها. وأردفت “كنت قلقة من أنها ستموت، فقد رأيتها تسقط على الأرض”. وبعد مرور بضعة أشهر، قام طبيب توني بتشخيص إصابتها باضطراب ما بعد الصدمة وطلب منها القدوم لمتابعة رعايتها، لكنها لم تذهب لأنها أصبحت حاملا للمرة الثانية، في ذلك الوقت. ووصفت مشاعرها آنذاك “كانت الأشهر التسعة التالية مروعة، كنت مقتنعة بأنني سأفقد طفلي مرة أخرى”، لكن حمل توني استمر وأنجبت ابنتها الثانية بسلام. وفي دراسة أجرتها إمبريال كوليدج لندن وكو يو لوفن في بلجيكا على 650 امرأة، أظهرت النتائج حدوث أعراض الإجهاد الذي يلي الصدمة على 29 من النساء، بعد شهر واحد من فقد الحمل، بينما انخفضت النسبة إلى 18 بالمئة بعد تسعة أشهر. وكانت معظم النساء قد تعرضن لإجهاض مبكر قبل الأسبوع الـ12، في حين تعرضت البقية إلى حمل خارج الرحم. وأكملت النساء، اللائي التحقن بثلاثة مستشفيات في لندن، الملكة شارلوت وتشيلسي وسانت ماري وتشيلسي وستمنستر، استبيانات حول مشاعرهن على مدار عام. وبعد شهر واحد على خسارتهن للجنين، كانت لدى 24 منهن أعراض القلق و11 بالمئة علامات الاكتئاب. وقد انخفضت النسبتان إلى 17 بالمئة و6 بالمئة بعد تسعة أشهر. وقالت الدكتورة جيسيكا فارين، من كلية إمبريال بلندن، إن الإجهاض قد يكون تجربة مؤلمة للغاية “بالنسبة لبعض النساء، إنها المرة الأولى التي يختبرن فيها أي شيء خارج عن إرادتهن”. وتوصي الدراسة بأن يتم فحص النساء اللائي تعرضن للإجهاض لمعرفة من هنّ الأكثر عرضة لخطر المشكلات النفسية. وتساعد الاستشارة والدعم العديد من النساء، لكن اللائي يعانين من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة يحتجن إلى علاج محدد. ويمكن المراوحة بين العلاج السلوكي المعرفي والدواء ويجب أن يتم توفير ذلك من قبل متخصص مؤهل. وفي وقت سابق، وجدت دراسة أخرى أجريت عام 2016 أن فقدان الحمل مبكرا يمكن أن يؤدي إلى أعراض الإجهاد بعد الصدمة. وتقول جين بروين، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإجهاض الخيرية، “لفترة طويلة، لم تتلق النساء الرعاية التي يحتجن إليها بعد الإجهاض وهذا البحث يوضح حجم المشكلة”. وقد وجدت دراسات طبية كثيرة أن النساء اللاتي أجهضن حملهن في الثلث الأول أكثر عرضة للإصابة بأمراض عقلية من اللاتي قد أكملن مدة حملهنّ كاملة. ولم تكن الأدلة واضحة بخصوص الحالات الأخرى مثل: الإجهاض المتكرر أو إنهاء أواخر الحمل بسبب إصابة الجنين بتشوهات.
مشاركة :