وجد باحثون من الجامعة الوطنية بماليزيا أن كثيراً من الذين تشخص حالتهم بالسرطان يصابون باضطراب ما بعد الصدمة وربما يستمر معهم الاضطراب حتى بعد نجاح العلاج.يعد ذلك الاضطراب من الحالات النفسية التي تصيب الشخص عقب تعرضه لحادثة مؤلمة أو محزنة وتكون لدى البعض بصورة عميقة تؤثر في علاقاته الاجتماعية وتجعله في عزلة اجتماعية ونحو ذلك؛ ووجدت الآن الدراسة التي نشرت نتائجها بمجلة «السرطان» أن كثيرا من الأشخاص الذين يعلمون باصابتهم بالسرطان يتعرضون للاضطراب ليس فقط بسبب صدمة علمهم بالخبر ولكن لأن العلاجات في حد ذاتها مرهقة للمريض. شملت الدراسة أكثر من 450 شخصا تم تشخيصهم بأنواع مختلفة من السرطان خلال شهر واحد سابق للدراسة واخضعوا لتقييم أعراض اضطراب ما بعد الصدمة عند بداية الدراسة وبعد 6 أشهر من تشخيص المرض ثم بعد 4 أعوام، ووجد الباحثون أن خمسهم (حوالي 21.7%) اصيبوا بالاضطراب خلال الأشهر القليلة التالية للتشخيص وكثير من المصابين بذلك الاضطراب استمرت لديهم الأعراض حتى بعد مرور 4 أعوام من التشخيص فقد استمرت الحالة لدى ربعهم حتى بعد مرور تلك الأعوام بالرغم من تراجع النسبة بعد تلك الفترة ليصل إلى نسبة 6.1% لذلك يشير الباحثون إلى أن المتخصصين في مجال الرعاية الصحية يجب عليهم فحص مرضى السرطان لتقييم حالتهم النفسية ومعرفة ما اذا كانوا مصابين باضطراب ما بعد الصدمة وضمان تلقيهم للعلاج والدعم اللازمين، فالمرضى يحتاجون إلى المساعدة لمواجهة الحالة المعنوية التي يمرون بها.ويشير الباحثون إلى أن مرضى سرطان الثدي خصوصاً يكونون أكثر عرضة للاضطراب، وبالرغم من أنهم لا يتعرضون له خلال فترة الأشهر الـ6 التالية للتشخيص إلا أنهم خلال فترة الأعوام الـ4 التالية تسوء حالتهم النفسية بدرجة كبيرة.
مشاركة :