العاهل المغربي يزور المدينة العتيقة للصويرة لمتابعة مشاريع تطويرها

  • 1/16/2020
  • 15:22
  • 34
  • 0
  • 0
news-picture

 قام العاهل المغربي الملك محمد السادس بزيارة للمدينة العتيقة للصويرة، التي اكتست حلة جديدة بفضل البرنامج التكميلي لتأهيل وتثمين المدينة العتيقة للصويرة (2019-2023)، الذي كلف استثمارات بقيمة 300 مليون درهم.تجسد هذه الزيارة، التي تعطي زخما قويا لجهود تثمين هذا الفضاء ذي القيمة التراثية الكبيرة، الإرادة الراسخة للملك محمد السادس في المحافظة على الطابع الهندسي لمدينة موغادور، وتعزيز إشعاعها الثقافي والسياحي وتحسين ظروف عيش وعمل ساكنتها.تعكس أيضا حرص الملك محمد السادس على المتابعة عن قرب لورش التأهيل التي يستفيد منها 13 ألف من سكان المدينة العتيقة، ويهم 26 مشروعا ترتكز بدورها إلى 4 محاور رئيسة، هي تأهيل المجال العمراني، وترميم وتأهيل التراث التاريخي، وتعزيز الولوج إلى الخدمات الاجتماعية، وتقوية الجاذبية السياحية والاقتصادية للمدينة العتيقة للصويرة.وبلغت نسبة تقدم إنجاز الأشغال الخاصة بالبرنامج التكميلي لتأهيل وتحديث المدينة العتيقة للصويرة (2019-2023)، الذي تم إعداده طبقا للتعليمات الملكية، نسبة 16 بالمائة، فيما بلغت نسبة تقدم الدراسات 75 بالمائة.وتوجد أربعة مشاريع، مندرجة في إطار هذا البرنامج قيد الإنجاز (ترميم السور التاريخي للمدينة العتيقة، وترميم وإعادة الاعتبار لبرج باب مراكش، ومعالجة البنايات المهددة بالانهيار، وترميم سقالة الميناء)، فيما توجد سبعة مشاريع أخرى، مندرجة في إطار نفس البرنامج، في طور الانطلاق (تأهيل تعاونية دار العرعار، والكنيسة البرتغالية، وبناء المركز الصحي "درب لعلوج"، ومركز لمحاربة الإدمان، ومركز للتعليم الأولي، والهدم الكلي أو الجزئي لـ123 بناية، وترميم زاويتين).كما يوجد 15 مشروعا في طور الدراسة، ويتعلق الأمر بتهيئة ساحات "شريب أتاي" و"الرحبة" و"الفنانين"، والملاح 1 و2، ومواقف السيارات بباب دكالة والميناء، وتأهيل كنيس "صلاة الكاهل"، وقيسارية الصياغين، وإصلاح وتأهيل أربع سقايات، وبناء مأوى للشباب، وتأهيل وتهيئة ثلاثة مسارات سياحية، وخلق نقط الإرشاد السياحي ولوحات تفاعلية، وإحداث المركز السياحي للاستقبال والمعلومات، وتقوية شبكة الإنارة العمومية.ويعتبر هذا البرنامج من الجيل الجديد ثمرة شراكة بين صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ووزارة الداخلية، ووزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، ووزارة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي، ووزارة الثقافة والشباب والرياضة، ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ومجلس جهة مراكش -آسفي، والمجلس الجماعي للصويرة، ومجموعة العمران.كما يندرج البرنامج التكميلي لتأهيل وتثمين المدينة العتيقة للصويرة 2019-2023 في إطار الجهود المبذولة، تحت قيادة الملك محمد السادس، والرامية للمحافظة على المدن العتيقة وتثمينها في عدد من مدن المملكة كالرباط والدار البيضاء، ومراكش، وفاس، ومكناس، وسلا، وتطوان.في غضون ذلك، زار الملك محمد السادس، "بيت الذاكرة" في المدينة العتيقة للصويرة، وهو فضاء تاريخي، ثقافي وروحي لحفظ الذاكرة اليهودية المغربية وتثمينها، ويعد فريدا من نوعه بجنوب البحر الأبيض المتوسط وفي العالم الإسلامي.ويحتضن هذا الصرح الروحي والتراثي، بعد أشغال ترميمه، كنيس "صلاة عطية" ودار الذاكرة والتاريخ "بيت الذاكرة"، والمركز الدولي للبحث حاييم وسيليا الزعفراني حول تاريخ العلاقات بين اليهودية والإسلام.تمثل الزيارة الملكية لهذا الفضاء، العناية الخاصة التي يوليها الملك محمد السادس للموروث الثقافي والديني للطائفة اليهودية المغربية، وإرادته الراسخة في المحافظة على ثراء وتنوع المكونات الروحية للمملكة وموروثها الأصيل.ووجد العاهل المغربي لدى وصوله الى "بيت الذاكرة"، في استقباله أندري أزولاي، مستشاره والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة -موغادور، وأعضاء اللجنة العلمية لـ"بيت الذاكرة"، ومكتب جمعية الصويرة -موغادور، التي أطلقت هذا الورش، إضافة إلى المهندسين المكلفين عمليات ترميم هذا المشروع.تقدم للسلام على الملك محمد السادس، الحاخام الأكبر للدار البيضاء جوزيف إسرائيل، والحاخام الأكبر دافيد بينتو، قبل أن يقوم الملك بزيارة لقاعة الصلاة "صلاة عطية"، أحد المعابد اليهودية الأكثر رمزية بالصويرة -موغادور والتي تعكس تفرد وثراء الثقافة اليهودية - المغربية. كما تقدمت للسلام على الملك المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو)، أودري أزولاي، قبل أن يقدم المستشار أزولاي له، الكتابين المقدسين.. القرآن الكريم والتوراة.وأدى المنشد ميشال أبيتان بعض الترانيم الدينية بالمناسبة، قبل أن يتلو الحاخام الأكبر للدار البيضاء، جوزيف إسرائيل دعوات بارك فيها عاهل المغرب.وألقى المستشار الملكي أزولاي كلمة بين يدي العاهل المغربي أكد فيها أن "زيارة جلالة الملك تؤشر لنهضة هذه المدينة التي لطالما كانت منفتحة على باقي العالم"، مشيرا إلى أنه يوم تاريخي يحمل بصمة "مغربنا العريق" الذي تمكن من الحفاظ على التنوع الكبير الذي يعتبر الغنى المركزي لبلدنا.وافاد أزولاي بأن هذا البيت هو "بيت للذاكرة والتاريخ، كما يعد بمثابة تلك البوصلة المغربية، التي يحتاجها العالم اليوم، عالم يبحث عن مرجعيات، عالم يدير ظهره لكل القيم، التي هي في الأصل قيم بلدنا، بقيادة أمير المؤمنين".ويعتبر بيت الذاكرة، الذي يجعل من كنيس "صلاة عطية" مركز جاذبيته، مكانا للذاكرة يروي بوساطة المعروضات والنصوص، والصورة والشريط، تلك الملحمة الفريدة للديانة اليهودية بمدينة الصويرة وموروثاتها، انطلاقا من طقوس تقديم الشاي، مرورا بفن الشعر اليهودي، ثم صياغة الذهب والفضة، والطرز، وخياطة القفطان، فالفنون الثقافية، والأدب، والعادات الصويرية بالكنيس، وصولا إلى المحال التجارية الكبرى التي شكلت إشعاع موغادور في القرنين 18 و19.كما يُعد "بيت الذاكرة"، الذي يقدم ويشرح جميع مراحل حياة اليهود بالصويرة، منذ الميلاد إلى الوفاة، ومنذ بلوغ الشاب اليهودي سن الـ13 (بار ميتزفاه) إلى بلوغ سن الزواج، أيضا فضاء بيداغوجيا (تربويا) بفضل "المركز الدولي للبحث حاييم وسيليا الزعفراني" حول تاريخ العلاقات بين اليهودية والإسلام، والذي يشكل فضاء للتبادل بين الباحثين من مختلف الآفاق، وفضاء للتشارك ومقاومة فقدان الذاكرة.وتقدم للسلام على العاهل المغربي 27 شخصية من الطائفة اليهودية المغربية ومن العالم، في ختام الزيارة. 

مشاركة :