الغابة مليئة بكل صور الحياة، الأشجار، والطيور، والحيوانات، والجداول التى تنساب، تسلل أشعة الشمس في الصباح من بين أوراق الأشجار الكثيفة لتنير بقع من الأرض كأنها مصابيح معلقة بين أوراق الشجر وتبدأ الحيوانات في السير والعمل، كان حمور صديقنا يلاقى استهزاء من جميع الحيوانات حيث إنه حمار أسود وبثلاثة أرجل فقط حيث قدمه الرابعة قصيرة جدا ولد بهذا العيب الخلقي، فقد أصيب حمور بحالة نفسية سيئة نتيجة لاستهزاء الحيوانات به، وكان ثعلوب يضحك عليه قائلا: حمور بثلاثة أرجل فقط لما لا تصنع لك قدما من فروع الشجر، أو تأخذ قدما من حمار ميت، ويرتمى ثعلوب على الأرض والقهقهات تعلوه، فيحزن حمور ويسير والدموع تنهمر من عينه، فجلس وحيدًا تحت الشجرة والدموع قد سالت كجداول تلك الغابة وأصبح النهار في عينيه ظلاما، واليأس يرفرف عليه مثل العٌقبان، وهو في تلك الحالة السيئة وكل الأفكار برأسه تدور، أتى إليه فرفور صديقه فسأله ما بك؟ يا صديقى أكيد ثعلوب الماكر قد أثار غضبك بكلامه السيئ، حمور كل الحيوانات تنظر إلى نظرة اشمئزاز وكأننى أنا السبب في هذا العيب، فرفور لا تحزن يا صديقى فقد جئت إليك لكى آخذك غدا لحفل عيد الملك وتخرج من يأسك هذا الذى سوف يقتلك.حمور: وكل الحيوانات تضحك عليّ أمام الجميع.فرفور لا تخاف لا أحد يستطيع أن يفعل ذلك معك في حضور الملك فكل الحيوانات تخشى ملك الغابة ويخافون أن تشكوهم إليه.حمور: سأذهب معك. فرفور: في الصباح انتظرنى عند شلال الماء القريب من مكان الملك.حمور: إن شاء الله، وأشرقت شمس الصباح وانتظر حمور فرفور فأتى وذهبا إلى حفل الملك فرأى الحيوانات حمور فنظروا إليه وتهامسوا وعلت الهمسات.فقال الملك: ماذا هناك؟فخرج ثعلوب قائلا: الملك العظيم وسيد الغابة، الملك ماذا هناك يا ثعلوب؟ثعلوب مولاى هناك كائن بثلاثة أرجل يشبه الحمار تقريبا قد حضر فقال الملك تقدم.فتقدم حمور وقال سيدى الملك أنا ولدت بهذا العيب وليس لى ذنب فيه.الملك أنت واحد منا وكلنا عيوب فهناك عيوب ظاهرة وأخرى خافية وهناك عيوب في الأجساد وعيوب في العقول، فتقهقر ثعلوب رويدا إلى الخلف وضاقت عينيه من كلام الملك.حمور: شكرا سيدى الملك هل تسمح لى أن أقول كلمة لهم.. الملك: تفضل.فقال حمور: هكذا خلقنى ربى ورضيت به اتعيبونني أم تعيبوا من خلقنى فصمت الجميع.