تستيقظ نغم صباحًا وأشعة الشمس تبدو خافتة، تضع أصابع يدها المكسورة على عينها خوفًا من رؤية أشعة الشمس لأنها لم تعتد من قبل على رؤيتها!تنام فى منتصف فراش أبيض اللون وشعرها المجعد شديد الحُمرَة ينسال حول أطرافها الملوثة بألمها الصامت، تقاوم لتنهض من حضن ذلك الفراش الأبيض الذى تتواجد فيه دائمًا دون علمها فى أى وقت.ثم تستيقظ صباحًا لتتفاجأ بوجودها به مجددًا.تنهض فتجد آثار ضرب شديد على جسدها، تقف أمام مرآة ثم صمت طويل، ثم بأقوى طاقتها المهزومة تقبض يداها وتكسر المرآة، تنظر لنفسها فى تلك المرآة المرهقة، تجد شخصًا لا تعرفه، شخصًا جبانًا رغم أنها تتواجد معه منذ وجودها، تقول له: الكلمات لم تعد كافية.. لقد فقدتها بسبب وجودك.. إذا ردوا لى سنواتى الضائعة.. إذا ردوا لى حياتي.. لن أدرك رجوعها بتلك السهولة بسببك!تضع يداها التى ما زالت تنزف بالدماء بين الزجاج، وتمسك بزجاجة حادة، على قلبها مباشرة وتقطع جلده المُبهت، وتقول وهى تزيل أثر تلك الكدمات بالدماء التى تسيل من جلدها: هل تعلم أنك الوحيد الذى أشفق عليه؟! فالدماء التى تتساقط منك أصبحت ثقيلة كالأحجار، ولم أستطع حملها.. هل هدوؤك هذا ما قبل عاصفتك أم أن كلماتك انتهت؟ ألم تسأم؟! ألم تسأم يا قلبى من الانتظار وقلة المحبة؟! ألم ينهر داخلك حتى الآن؟! ألم ترد دائمًا أن ترى الصباح ليتفتح داخلك؟! هل تحقق ما أردت؟!انظر كم مر من اللحظات الأيام السنوات! هل استطعت أن ترآه؟! لم تر غير أشعته الباهتة التى تدمر عينيك، لقد أغلقوا عليك منذ ولادتك، لقد منعوا عنك الخروج إلى الحياة، أنت توجد فقط فى لحظات هروب الليل التى تتلقى بعدها ضربًا مُبرحًا! لقد قتلوك داخلى ولم أستطع البكاء عليك يا قلبي! هل تعلم أن اليوم يوم ميلادك؟! ليتك لم تولد داخلي.. ليتنى لم أولد.. ليتك تتجرع سُم الموت وتنجو مني!
مشاركة :