فشلت الجولة الأخيرة من محادثات السلام بين الزعيمين المتخاصمين في جنوب السودان في التوصل إلى اتفاق بشأن مسألة الحدود الداخلية التي تعد غاية بالأهمية، وفق ما أفاد وسطاء، الجمعة. واتُّهم رئيس جنوب السودان سلفا كير بإعادة ترسيم حدود الولايات في مسعى لتعزيز سلطته بينما خيّمت المسألة على محادثاته مع زعيم المتمردين رياك مشار. وأفاد نائب رئيس جنوب إفريقيا ديفيد مابوزا، الذي يلعب دور الوسيط في المحادثات الجارية في جوبا عاصمة جنوب السودان، إن الخصمين اتفقا على عملية تحكيم تستمر لأسبوع للمساعدة في حل النزاع. ووقّع الخصمان، اللذان تسبب الخلاف بينهما باندلاع حرب أهلية سنة 2013، على اتفاق سلام في 2018 لكنهما فشلا في الالتزام بمهلتين كانتا محددتين لتشكيل حكومة لتقاسم السلطات. وعقدا عدة جولات محادثات منذ نوفمبر عندما تم منحهما مهلة مدتها مئة يوم إضافي لتشكيل حكومة وحدة. وأكّد مابوزا أن المحادثات انتهت دون اتفاق بشأن الولايات والحدود. وقال بيان الرئاسة الجنوب إفريقية الجمعة إن “عدد الولايات وحدودها شكّل نقطة خلافية بين الطرفين باتّجاه تشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية”. وأضاف “نظراً إلى أنه لم تتم تسوية هذه المسألة، اتّفق الطرفان على مهلة سبعة أيام لإجراء مشاورات إضافية بشأن مقترح التحكيم كآلية لكسر الجمود”. وذكر مابوزا أن الوسطاء “على ثقة” بأن كير ومشار سيلتزمان بمهلة 22 فبراير الجديدة لتشكيل حكومة ائتلاف، وهي خطوة تشكّل أساس اتفاق سبتمبر 2018 للسلام الذي ساهم بشكل كبير في وقف سنوات من القتال. مسائل أمنية لكن حزب مشار “الحركة الشعبية لتحرير السودان المعارضة” أكد الجمعة أنه لن يشارك في أي ترتيب لتقاسم السلطة قبل حل مسألة الولايات العالقة. وقال المتحدث باسم الحزب مناوا بيتر غاتكيوث لفرانس برس “لم نوافق على تشكيل الحكومة ومن ثم مناقشة عدد الولايات. ما قلناه هو أن علينا تشكيل الحكومة بعد حل المسائل المرتبطة بعدد الولايات وحدودها”. عندما حصل على استقلاله في 2011، كان جنوب السودان مقسّمًا إلى عشر ولايات لكن تم تقسيمه مذاك إلى 32 ولاية، وهو ما اعتبره الكثير من المراقبين مناورة من قبل كير لتعزيز نفوذه. ويصر مشار على العودة إلى نموذج عشر ولايات أو 21، بناء على الحدود الاستعمارية. وفشلت لجنة تقنية تم تأسيسها بموجب اتفاق السلام لإيجاد حل يرضي جميع الأطراف في ذلك وقالت إن السبيل الوحيد لتحقيق تقدّم هو التوصل إلى اتفاق سياسي. اندلعت الحرب في جنوب السودان في ديسمبر 2013 بعدما تسبب خلاف بين كير ومشار بمواجهات عرقية وأعمال عنف وحشية، ما أسفر عن مقتل نحو 400 ألف شخص. وتشكّل المسائل الأمنية على غرار التدريب وتوحيد قوات الحكومة والمتمردين تحت لواء جيش واحد إلى جانب ضمان سلامة مشار في جوبا نقاطًا خلافية أخرى.
مشاركة :