من المؤكد أنكم سمعتم من قبل عن البيات الشتوي . هذه الإستراتيجية التي تتخذها بعض الحيوانات في فصل الشتاء للراحة والسكون حتى ينتهي هذا الفصل ، إما لبرودة الطقس ، أو لصعوبة الحصول على الطعام ، لكنني أجزم بأنكم لم تسمعوا عن البيات الشتوي للبشر . بل لربما أن أحدكم قد أصيب بهذا الشعور “الخامل” دون أن يشعر بذلك . في الأسبوع الماضي وجدت نفسي عاجزاً عن كتابة مقالي اليومي الذي لم ينقطع لأكثر من عقدين ، مع عزوف شبه كامل عن المشاركة الفعالة في وسائل التواصل الإجتماعي ، وعدم وجود رغبة لممارسة الرياضة التي اعتدت عليها يومياً . حدث هذا رغم أنني لا أمر بأي ظرف سيء أو محبط ، وقد بحثت في هذا الموضوع ووجدت أن الإنسان يمر أحياناً بفترات أشبه بفترات البيات الشتوي . وقد نشرت الجمعية الطبية البريطانية قبل 100 عام ، موضوعاً عن الفلاحين الروس الذين يتجمعون عند تساقط الثلوج حول الموقد على مدار اليوم حتى وقت النوم ، وعندما يستيقظون في اليوم التالي يتناولون الخبز والماء ثم ينامون ثانية ، ويستمرون على ذلك حتى نهاية فصل الشتاء . أما في وقتنا الحالي فيبحث العلماء في إمكانية نقل “السبات” الشتوي إلى جسم الإنسان ، وتم التأكد من أن الإنسان يمكنه الوصول إلى ذلك البيات وفق تأثيرات الطقس وتقلباته . ففي فصل الشتاء ينتج الجسم هرمونات النعاس . كما بيّن الباحث “مارك روث” والذي يعمل في مركز هاتشينسون لأبحاث السرطان مع فريقه بأن هناك مركب غازي ينشط شتاءً يسمى “كبريتيد الهيدروجين” وهو غاز النوم ، وقد أظهرت تجارب على الفئران أنهم دخلوا في مرحلة السبات العميق لإستنشاقهم تلك المادة الكيميائية التي تؤدي إلى إيقاف جميع عمليات التمثيل الغذائي . بعد قناعتي بإمكانية إصابة الإنسان بنوع من أنواع البيات الشتوي ، حمدت الله بأنني لم أكن أعاني من أي شيء ، وأن ما تعرضت له من خمول طيلة الأسبوع الماضي كان أمراً طبيعياً قد يحدث لي ولغيري . فإذا كنت عزيزي القارئ مثلي ، قد مررت بما مررت به ، فلا تقلق ، وابدأ يومك التالي من جديد بعزيمة ونشاط ، وما عليك إلا العافية . ولكم تحياتي. The post أنا.. والبيات الشتوي appeared first on صحيفة عناوين الإلكترونية.
مشاركة :