أبوظبي:رانيا الغزاوي كشف المشاركون في أعمال مؤتمر صحة الدولي الرابع عشر لطب الأطفال الذي اختتمت أعماله أمس في أبوظبي، ونظمته شركة أبوظبي للخدمات الصحية على مدى ثلاثة أيام، عن علاج مناعي جديد يقضي على سرطان الدم «اللوكيميا» في وقت وجيز، ويعد آخر ما توصلت إليه الأبحاث والابتكارات الطبية في الولايات المتحدة الأمريكية، كما تم الكشف عن أحدث علاج جيني للأنيميا المنجلية عند الأطفال، يعطى لهم عبر الحقن الوريدية شهرياً، وقد أجيز الدواء من قبل إدارة الدواء والغذاء الأمريكية الشهر الماضي، ويسهم في تقليل الألم في عظام الأطفال بنسبة 40%.أوضحت الدكتورة كيم سميث ويتلي، رئيس قسم أمراض الدم للأطفال بمستشفى فيلادلفيا للأطفال في أمريكا، أن مستشفى فيلادلفيا للأطفال عمل على تطوير العلاج المناعي الجديد والمعروف بالعلاج المستقبلي المضاد، ويعمل العلاج على توجيه الجهاز المناعي في الجسم لتدمير الخلايا السرطانية، لافتة إلى نجاح المستشفى في علاج العديد من الأطفال بعد تطوير هذا العلاج، الذي حصل على اعتماد هيئة الدواء والغذاء الأمريكية مؤخراً، ويعد العلاج الجيني المناعي الأول للأطفال والبالغين الذي يتم اعتماده من هيئة دواء في الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن العلاج المناعي يختلف عن العلاجات الكيميائية أو الإشعاعية السابقة، حيث كانت الخلايا السرطانية تعاود التكاثر مرة أخرى بعد تلقي العلاج خلال فترة عامين، فيما أسهمت العلاجات المناعية بشفاء 60% من الحالات من دون أن تتجدد الخلايا السرطانية.وتحدثت عن أن العلاجات الحديثة لمرض الأنيميا المنجلية عند الأطفال ترتكز على العلاج الجيني، إذ تم تطوير علاج يتم إعطاؤه للطفل من خلال الحقن في الوريد شهرياً، وقد أجيز هذا الدواء من قبل إدارة الدواء والغذاء الأمريكية الشهر الماضي، ويمكن استخدام هذا الدواء مع أو من دون الأدوية الاعتيادية الأخرى، وقد حقق هذا العلاج نتائج إيجابية جداً، إذ تم علاج 8 حالات حتى الآن، وأسهم في تقليل الآلام في العظام عند الأطفال بنسبة 40%.وقالت: إنها تجري مع المختصين في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا حالياً أبحاثاً وتجارب، على علاج جيني جديد لتغيير الجين المصاب، وعلاج الأنيميا والثلاسيميا لدى الأطفال، وتم تجريبه على عدة حالات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا، وكانت نتائجه ناجحة بنسبة كبيرة.واستعرضت الدكتورة غزالة سعيد بالحاج استشارية طب أطفال والمدير الطبي في مستشفى العين، دراسة عن العلاقة بين زيادة الوزن والبدانة وأمراض القلب لدى الأطفال، أجراها استشاري أمراض قلب لدى الأطفال بكلية الطب جامعة الإمارات، حيث لوحظ خلال استقبال الأطفال المرضى في عيادة القلب بمدينة العين، أن كتلة الشحم لديهم عند قياس الوزن مرتفعة، وتزيد على 25%، مع وجود أعراض مرضية لديهم، تسهم في زيادة خطورة الإصابة بارتفاع ضغط الدم في المستقبل، وزيادة معامل الالتهاب بالأعضاء، والإصابة بالسكري وارتفاع نسبة الكوليسترول.وحذرت من جلوس الأطفال أمام التلفاز لأكثر من ساعتين خلال اليوم، والتي قد تكون سبباً في زيادة الوزن والبدانة، حيث يقدم أغلبية الأطفال على أكل المقرمشات المقلية خلال مشاهدة التلفاز، إضافة إلى قلة النشاط البدني.وتحدثت الدكتورة نوال الكعبي، المدير الطبي التنفيذي في مدينة خليفة الطبية التابعة لشركة «صحة»، واستشاري طب الأطفال للأمراض المعدية، عن الحالات التي تحتاج إلى اتخاذ قرار قبل إعطاء التطعيمات، مثل تطعيم الإنفلونزا في فترة الحمل، وأهميتها لكل فئات المجتمع من عمر 6 شهور وما فوق، إضافة إلى استخدام الأم للأدوية المثبطة للمناعة خلال فترة الحمل، والإجراءات الواجب اتخاذها تجاه المولود، وخاصة في جدول التطعيمات الاعتيادية، كما تحدثت عن أهمية تطعيم السعال الديكي للمرأة الحامل بما يوفره هذا التطعيم من مناعة للطفل في أول شهرين بعد الولادة، وأهمية استشارة الطبيب المختص بالتطعيمات عند اتخاذ قرار في ما يخص هذه الإجراءات، وكذلك أهمية تطعيم الحصبة الوقائي للأطفال لحمايتهم من انتقال العدوى.وتحدث البروفيسور روبرت كينج، متخصص جراحة أعصاب الأطفال، ورئيس قسم جراحة أعصاب الأطفال في مستشفى الأطفال التخصصي بواشنطن، في محاضرة قدمها، عن التدخل الجراحي الحديث لتصحيح حالات التشوه الخلقي في الرأس لدى الأطفال حديثي الولادة، موضحاً أنه حالياً يتم إجراء الجراحة بواسطة المناظير، بدلاً من فتح الجمجمة، وقد حقق هذا العلاج نفس النتائج، لكن بتكاليف أقل، وكذلك تقليل فترة المكوث في المستشفى للطفل المصاب، لافتاً إلى أن المستشفى يتعاون مع الجهات المختصة في دولة الإمارات لعلاج العديد من الحالات في مختلف التخصصات لدى الأطفال، وسيتم التعاون مستقبلاً في علاج حالات تمزق الأعصاب لحديثي الولادة «الأذية الظفيرية العضيدية»، وإجراء عمليات جراحية للحالات التي تحتاج إلى العلاج الجراحي للأعصاب داخل الإمارات.وشهد اليوم الختامي للمؤتمر تنظيم 3 جلسات ناقشت عدة موضوعات طبية لأمراض الأطفال منها، الأساليب العلاجية لإصابة الضفيرة العضدية التوليدية، وعلاج العظام عند الأطفال، وعلاج الأعصاب والصرع، والسكتة الدماغية عند الأطفال، وخيارات علاج الأطفال المصابين بالشلل الدماغي، والآفاق الجديدة في علاج الأمراض العصبية العضلية، والحساسية المفرطة لدى الأطفال.
مشاركة :