يَقول الحَديث النَّبوي: (إِذَا قَامَت السَّاعَة وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ فَلْيَغْرِسْهَا).. هَذا الحِرص عَلى الزّرع والتَّشجير؛ يَدلُّ عَلى أَهميّة الخُضْرَة والاخضرَار، بوَصفهما مِن عَلَامات النّموّ، ومِن مُؤشِّرات الحيَاة..! مِن جَانبي أُحبّ الخُضرة، وأُحبّ التَّشجير، وأَحثُّ عَليهما، وهَذا مِن بَاب تَنمية الأَرض، ودَعم الطَّبيعة.. ولَكن مَاذا عَن تَنمية الإنسَان وتَغذيته، وتَشجير عَقله؟! إنَّها دَعوة للقِرَاءة أَقول فِيها: لَو كُنتَ في ذروة انشَغالك وزَحمة أيَّامك، وفي يَدك كِتَاب، فلا تَضعه عَلى الرّف؛ حتَّى تَقرأ مِنه صَفحة وَاحِدَة عَلى الأقَل، ولَا تَستصغرنّ فَائدتها، فقرَاءة صَفحة كُلّ يَوم؛ ستَمنحك في آخر الشّهر مَجموعة مِن الأورَاق، وهكَذا تَبني فِكرك، وتُطوّر عَقلك..! إنَّ القِرَاءة زَاد مَعرفي وفِكري، ويَجب أنْ تَكون مِن عَادَاتنا اليَوميّة التي نُمارسها، لأنَّها تُضيف إلَى حيَاتنا حيَاة، وتزيد أعمَارنا أعمَارًا، ولقَد صَدق شَيخنا «عبّاس محمود العقّاد»، حِين سُئل: «لمَاذا تَقرأ»؟ فأجَاب قَائلاً: «أقرَأ لأنَّ حيَاة وَاحِدَة لَا تَكفيني».. وكَأنَّه يَقول بأنَّ كُلّ كِتَاب هو حيَاة جَديدة، تُضَاف إلَى كِتَاب حيَاته..! إنَّ اعتبَار القِرَاءة حيَاة أُخرَى، لهو قَولٌ حَقٌّ، ومَقولة حَقيقيّة، فأنتَ -مَثلاً- لَو قَرأتَ كِتَاب «حيَاة في الإدَارة»؛ لـ»غازي القصيبي» -رَحمه الله-، ستَشعر بأنَّك أَحطتَ بحيَاة إدَاريّة عُمرها 30 سَنَة؛ في 30 سَاعَة..! ولَو قَرأتَ كِتَاب «مَهزلة العَقل البَشري»، للمُفكّر «علي الوردي»، لأَحطتَ بتَجربة فِكريّة عَميقة، عُمرها 20 سَنَة، وأنتَ تَقرأها في 20 سَاعَة.. كَما أنَّك لَو قَرأتَ كِتَاب «سِيرة فِكريّة»؛ للمُفكّر «علي حرب»، ستُحيط في يَومٍ وَاحِد بتَقلُّبات فِكر رَجُل؛ عَلى مَدار 25 عَامًا..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي أنْ أُؤكِّد عَلى القِرَاءة، ولَو كَان لِي مِن أُمنية في العُمر، فإنَّني أتمنَّى أنْ أستوَطن قَرية نَائية، فِيها مُتطلّبات الحيَاة البَسيطة، وبجَانبي مَكتَبَة كُبرَى، أَشرب مِن كُتبها، وآكُل مِن أورَاقِها، حتَّى يَتوفّاني الله برَحمته، وأنَا كَثير الكُتب، سَمين المَعرفة..!! T: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com
مشاركة :