الانزعاج والغضب نتاج طبيعي للإخفاقات المصحوبة بالخروج من البطولات الكبرى، أو ثقل الخسارة بعدد كبير من الأهداف في المباريات. والتي لا يضعها أكثر المتشائمين في الحسبان، والأبيض الأولمبي جمع بين الأمرين، خرج من نهائيات آسيا وفقد فرصة تحقيق حلم التأهل للأولمبياد للمرة الثانية والخسارة بخمسة أهداف مع أوزبكستان. لذلك كان الأمر أشبه بالصدمة للشارع الرياضي، الذي كان يمنّي النفس بالتواجد في الأولمبياد للمرة الثانية أو على الأقل بالخروج الذي يسمى «المشرف» على أقل تقدير. عشوائية ومسكنات «البيان الرياضي» التقي القطب الوصلاوي عبد الله حارب من أجل التعرف على رأيه فيما يحدث بالساحة الكروية، والذي لخص الحالة الكروية بخبرة سنوات طويلة من العمل الميداني الرياضي بقوله: ما يحدث من إخفاقات وخسائر محصلة طبيعية لعشوائية العمل والقرارات، واكتفينا بالمسكنات التي أصبحت لا تجدي نعفاً مع تزايد مرض رياضتنا عامة وكرة القدم على وجه الخصوص. تراجع مخيف ويضيف عبد الله حارب قائلاً، رياضتنا للأسف في تراجع مخيف، ليس على صعيد كرة القدم وحسب. وإنما في كل الألعاب، نتيجة تعدد التوجهات والمؤسسات التي تدير الرياضة، وأصبحنا في حاجة ماسة إلى وقفة من أجل إعادة تصحيح مسار رياضتنا، وتكليف جهة واحدة بالإشراف على الرياضة، ووضع رؤى واستراتيجيات وخطط تنفيذية مع تطبيق نظام الحوسبة والرقابة على العمل، لضمان التنفيذ الصحيح للخطط، وتدارك السلبيات أولاً بأول. لدينا مواهب ويشير حارب إلى أن البعض يرى أننا نعاني من قلة المواهب، وأقول أنه توجد لدينا مواهب واعدة وتلك ميزة في الكرة الإماراتية، ولكن لا توجد خطط للارتقاء بتلك المواهب، لإهمال عدد من الأندية للأكاديميات اعتماداً على تطبيق سياسة الاستعانة باللاعب الجاهز، ما أوجد لدينا أزمة في قلة المعروض من اللاعبين. وكان من الطبيعي أن تهتز القمة «أي الفرق الأولى» ونجد أندية كبيرة لا تستطيع تعويض بعض لاعبيها من كبار السن، لأن المعروض قليل والإقبال عليهم كبير. نظام الأكاديميات ويعتبر القطب الوصلاوي عبد الله حارب الذي يمتلك خبرة رياضية كبيرة، أن الحديث عن الأكاديميات ذو شجون، وقال نتحدث عن نوعية المدربين الذين تستعين بهم الأندية في الأكاديميات. وحدث ولا حرج في هذا الشق، نتحدث عن اللاعب الذي يقضي أكثر من 12 ساعة خارج منزله ما بين دراسة وواجبات وتناول غداء، من الصباح حتى موعد وصوله إلى النادي للمران، فماذا ننتظر من لاعب مرهق جسمانياً، بالتأكيد المردود سيكون ضعيفاً للغاية. لذلك نحن في حاجة إلى ضرورة إعادة النظر في نظام الأكاديميات في أنديتنا، مع الاستعانة بخبرات عدد من الأندية العالمية وأكاديميات الكرة بها، على غرار تجربة الوصل مع الأكاديميات الإسبانية والاستعانة بعدد من الخبراء الإسبان في تطوير العمل. ومضى حارب: كما يجب على وزارة التربية والتعليم إعادة الاهتمام بحصص الرياضة، وتنظيم دوري المدارس الذي يفرز المواهب الواعدة للأندية، بصراحة نحن في حاجة ماسة إلى تنظيم مؤتمر بمشاركة كل المؤسسات المعنية والخبراء، بهدف النهوض برياضة الإمارات. ووضع نظام إداري سليم، وتوجيه جهة واحدة لتولي الإشراف والرقابة، مع وضع الخطط والبرامج الموحدة التي لا تتغير بتغير الإدارات، بعد أن وضحت سلبية تغير الرؤى بتغير الإدارات، ولكل منهما رؤية وأهداف مختلفة عن السابقة، ما جعل رياضتنا بلا هوية ولا سياسة واضحة وأدى إلى تراجعها وإخفاقها في كثير من البطولات. هواية واحتراف وأبدى عبد الله حارب حزنه من عدم وجود إنجازات في عصر الاحتراف، متسائلاً، هل يعقل أن نصعد إلى كأس العالم للكبار والشباب والناشئين، وأن نفوز ببطولة آسيا للأندية ووصيف آسيا للكبار. وأن يكون لدينا أبطال عن حق كل هذا في عصر الهواية بدون إمكانات كالتي تتوافر الآن في عصر الاحتراف؟ وهل يعقل أن 12 عاماً تمر بدون أية إنجازات؟، إذاً لدينا خلل، يتطلب العلاج الجذري دون التمسك بالمسكنات والقرارات المتسرعة التي لا تجدي. تذبذب المستوى ويتطرق عبد الله حارب لأزمة المنتخبات الوطنية بقوله، كيف نحقق الإنجازات ومستوى الدوري متواضع نتيجة لتذبذب مستوى الفرق، يوم فريق في القمة ويوم آخر في القاع، من دون ثبات في المستوى، وعدد من اللاعبين غير ملتزمين في معسكرات المنتخبات. هذه سلبيات لها تأثير كبير ومباشر على مستوى وأداء ونتائج المنتخبات الوطنية، ولعل نتيجة المنتخب الأولمبي صرخة قوية لإعادة ترتيب أوراق رياضتنا.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :