أكدت تقارير إعلامية بُـثّــت الأسبوع الماضي بأن وزارة العدل رصدت خلال الأيام الماضية (زِيْـجَـات غير نظامية) تتم في الأحياء العشوائية في (محافظة جـدّة)! وهنا أجزم أنّ إفرازات الأحياء العشوائية التي تحتضنها "الرياض والمدينة المنورة وجدة ومكة المكرمة والطائف، وغيرها من الـمُـدن" لا تقتصر على تلك (المخالفة)؛ فهناك ما هـو أخطر! فساكنو معظم (تلكم الأحياء) يعانون إضافة لنقص الخـدمات الأساسية التي تُـوَفَّـر لهم البيئة الصالحة للحياة الكريمة من كَـون أحيائهم أصبحت وكراً لنشر الأفكار الـضالة والتطرف والإرهاب، ومكاناً لمخالفي أنظمة الإقامة ومروجي المخدرات وصانعي العلاقات المشبوهة ، وهناك كذلك الكثافة السكانية، والشعور بالعزلة عن المجتمع الخارجي، وانتشار الجهل والأمية والبطالة! (الأحياء العشوائية) حاضرة في العديد من الـدّول؛ لكن معظمها قامت بدراسات حولها، ثم وضعت خطط واستراتيجيات للقضاء عليها أو تطويرها، ثم نُـفَـذت! فالبرازيل مثلاً نجحت خلال العامين الماضيين بتحقيق خطوات واسعة في تطوير عشوائيات العاصمة (ريو دي جانيرو) من خلال معالجات تنموية متكاملة، وفّـرت بداية مساكن بديلة مجانية أو بأسعار مناسبة للفقراء جداً، ثم قامت بإعادة تخطيط وتأهيل تلك الأحياء، وتنظيم ملكيات المنازل، مع وضع برامج اقتصادية واجتماعية وثقافية لقاطنيها تشمل التعليم والتدريب وتوفير فُـرص العمل، وفتح المسارات والتواصل مع طبقات المجتمع الأخرى. أما عندنا فللأسف مازال الموضوع قيد الدّراسة التي تتبعها دِرَاسَـة، بينما الواقع يؤكد بأن العشوائيات تتكاثر على أطراف الـمُـدن في ظلّ الهجرة إليها من القـرى، وغلاء الإيجار؛ فمتى نتجاوز في بلادنا مرحلة الدراسات إلى الـفِـعْـل والـتّـنفِـيـذ في معالجة العشوائيات التي أصبحت تمثل تهديداً لأمن المجتمع والوطن؟! aaljamili@yahoo.com
مشاركة :