أعلن حزب «حركة النهضة» التونسية الذي يشغل أكبر عدد من المقاعد في مجلس النواب، أن «لا فيتو» لديه على رئيس الوزراء المكلف إلياس الفخفاخ، وهو بانتظار تشكيلته الحكومية، التي يجب أن ترى النور في أقل من شهر، وبرنامج عمله لحسم قرارها بشأن منح الثقة لحكومته من عدمها.وقال المتحدث باسم «النهضة» عماد الخميري، لوكالة «فرانس برس»: «لن نضع فيتو. ننتظر رؤية برنامج عمله والطبيعة السياسية لحكومته لاتخاذ قرار بشأن التصويت على الثقة».وكان الرئيس قيس سعيّد، عيّن مساء الاثنين، وزير المالية الأسبق إلياس الفخفاخ (47 عاماً) رئيساً للوزراء، وكلفه بأن يشكّل في غضون شهر واحد حكومة تحظى بثقة البرلمان المنقسم بشدة، وهي مهمة فشل فيها سلفه حبيب الجملي، مرشّح حزب «النهضة»، ويهدد تكرار هذا الفشل بجر البلاد إلى انتخابات تشريعية مبكرة.وهذه ثاني محاولة لتشكيل الحكومة منذ الانتخابات التشريعية التي جرت قبل ثلاثة أشهر ونصف وانبثق عنها برلمان منقسم ومشتت القوى، وكان البرلمان رفض في 10 يناير منح الثقة لحكومة الجملي الذي رشّحه حزب «النهضة».وفي حال فشل الفخفاخ في تشكيل حكومة تنال ثقة البرلمان، فلن يكون أمام التونسيين من خيار سوى العودة إلى صناديق الاقتراع لانتخاب برلمان جديد، في استحقاق سيزيد من تأخير الإصلاحات المنتظرة بشدة لإنعاش الاقتصاد.وقال الفخفاخ بعيد تكليفه بتشكيل الحكومة: «ستكون هذه الحكومة من فريق مصغّر منسجم وجدي يجمع بين الكفاءة والإرادة السياسية القوية والوفاء للثوابت الوطنية ولأهداف الثورة».وأضاف: «نمتنع عن الدخول في نزاعات سياسية ضيقة، وسنركّز كل قوتنا على رفع التحديات ذات الأولوية، بالأساس الاقتصادية والاجتماعية، مع تعزيز المكاسب الديمقراطية».ولنيل الحكومة ثقة البرلمان عليها أن تحوز أصوات 109 نواب من أصل 217 يتشكّل منهم مجلس نواب الشعب. وتبدو هذه المهمة صعبة للغاية في ظل البرلمان الحالي المنبثق من انتخابات أكتوبر/تشرين الأول الماضي.لكن العديد من الأحزاب، أعلنت منذ الآن أنها ستمنح الثقة لحكومة الفخفاخ العتيدة، وفي مقدمتها حزبا التيار (22 مقعداً) وتحيا تونس (14 مقعداً). (وكالات)
مشاركة :