اغتال مسلحون مجهولون الناشطة المدنية جنان ماذي وسط مدينة البصرة جنوب العراق، الأربعاء. وذكر مصدر أمني في شرطة البصرة أن الناشطة جنان ماذي (49 عاماً)، تعرضت لهجوم مسلح شنه مجهولون يستقلون سيارة رباعية الدفع وسط مدينة البصرة أدى إلى إصابة خمسة أشخاص آخرين أيضاً. ووقع الهجوم قبيل منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء، وأكد مصدر طبي في دائرة الطب العدلي في البصرة "تلقي جثة الناشطة التي فارقت الحياة إثر إصابتها بالرصاص". وتعرض هؤلاء، وهم متظاهرون وناشطون يقدمون خدمات طبية وإسعافات أولية للمتظاهرين، للهجوم في طريق عودتهم من ساحة الاحتجاجات. ويأتي الحادث بعد مقتل أربعة متظاهرين خلال اليومين الماضيين في بغداد، مع تواصل الاحتجاجات المطالبة بتنفيذ إصلاحات سياسية طال انتظارها. وأسفرت أعمال العنف التي شهدتها التظاهرات في أنحاء البلاد عن مقتل نحو 460 شخصاً غالبيتهم من المحتجين، وإصابة أكثر من 25 ألفاً بجروح. وفي غضون ذلك، تواصلت الاحتجاجات في بغداد ومدن جنوب البلاد بينها الناصرية والديوانية والنجف والحلة، وقطع متظاهرون شوارع رئيسية تربط المدن وأخرى فرعية، ما أدى إلى توقف العمل في مؤسسات حكومية وتعليمية. ويطالب المحتجون بطبقة سياسية جديدة بدلا من المسؤولين الذين يحتكرون السلطة منذ ما يقارب 17 عاماً. وأظهرت إحصائية للمفوضية العليا المستقلة لحقوق الإنسان في العراق، نشرت الثلاثاء، أن 10 متظاهرين قتلوا وأصيب 135 آخرين وجرى اعتقال 88 في خمس محافظات عراقية خلال اليومين الماضيين خلال الاضطرابات التي رافقت المظاهرات في محافظات بغداد وديالى والبصرة وذي قار وكربلاء. وذكر بيان للمفوضية أنها وثقت الإحصائية من خلال فرق الرصد المنتشرة في ساحات التظاهر في بغداد وعدد من المحافظات، وشملت التظاهرات الجارية وما رافقها من أحداث مؤسفة تسببت بسقوط ضحايا واعتقالات نتيجة المصادمات التي حدثت بين المتظاهرين والقوات الأمنية. وأوضح "وثقت فرق المفوضية قيام أعداد من المتظاهرين بغلق الطرق الرئيسة التي تربط بين المحافظات وحرق الإطارات واستمرار غلق الدوائر الرسمية والمؤسسات التربوية وتعطيل العديد من المرافق العامة التي تقدم الخدمات للمواطنين". وأكد أنه في الوقت الذي تؤكد فيه المفوضية على ضمان حرية الرأي والتعبير والتظاهر السلمي فإنها تدعو الأطراف كافة إلى الابتعاد عن اللجوء إلى العنف والعنف المتبادل، والتعاون فيما بينهم لحماية كافة الممتلكات الخاصة والعامة والتأكيد على فرز العناصر التي تقوم بحرف التظاهرات عن مسارها السلمي ومطالبة الحكومة بالاستجابة العاجلة لمطالب المتظاهرين". وتخوض الأحزاب السياسية العراقية مفاوضات ماراثونية بهدف تسمية رئيس وزراء بدلاً من المستقيل عادل عبد المهدي، من دون التوصل إلى اتفاق حتى الساعة. وتجددت الاحتجاجات في مطلع الأسبوع بعد فترة هدوء على مدى أسابيع حيث سعى المحتجون للحفاظ على الزخم بعد تحول الانتباه إلى الصراع الأميركي الإيراني بعدما قتلت واشنطن قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني في ضربة جوية داخل العراق. وسلط مقتل سليماني الضوء على نفوذ بعض القوى الأجنبية في العراق، وخصوصا إيران والولايات المتحدة. وردت طهران على مقتل سليماني بهجوم بالصواريخ الباليستية على قاعدتين عسكريتين عراقيتين تستضيفان قوات أميركية.
مشاركة :